المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 03.10.1436


حور العين
07-18-2015, 05:50 PM
إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
[ صفات الله الواردة في الكتاب والسنة
- السُّرعة ]

صفةٌ فعليَّةٌ ثابتة لله تعالى بالكتاب والسنة الصحيحة.

· الدليل من الكتاب:

1- قولـه تعالى:

{ وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ }

[البقرة: 202، النور: 39].

2- وقولـه:

{ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ }

[الأنعام: 165].

· الدليل من السنة:

1- حديث عائشة رضي الله عنها، قالت:

( كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم

وأقول: أتهب المرأة نفسها؟! فلما أنزل الله تعالى:

{ تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ

وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكَ }



قلـت: ما أرى ربَّك إلا يُسارع في هواك ) .

2- حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً:

( إن الله قال: إذا تلقَّاني عبدي بشبر؛ تلقيته بذراع، وإذا تلقاني

بذراع؛ تلقيته بباع، وإذا تلقاني بباع؛ جئته أتيته بأسرع ) .

قال ابن جرير في تفسير الآية [202] من سورة البقرة:

(وإنما وصف جَلَّ ثناؤه نفسه بسرعة الحساب لأنه جَلَّ ذكره يحصي ما

يحصى من أعمال عباده بغير عقد أصابع، ولا فكرٍ، ولا روية، فِعْلَ العجزةِ

الضَّعَفة من الخلق، ولكنه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء،

ولا يعزُب عنه مثقالُ ذرة فيهـما، ثم هو مجازٍ عباده على كلِّ ذلك، فلذلك

جَلَّ ذكره اُمْتُدِحَ بسرعة الحساب).

وقال أيضاً: (القولُ في تأويل قولـه تعالى:

{ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ

إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَـاب }

إن الله ذو سرعـــة في محاسبة عباده يومئذٍ على أعمالهم

التي عملوها في الدنيا).

وقال الشوكاني في تفسير آية البقرة السابقة:

(والمعنى أن حسابه لعباده في يوم القيامة سريعٌ مجيئه فبادروا ذلك

بأعمال الخير، أو أنه وصف نفسه بسرعة الحساب الخلائق على كثرة

عددهم، وأنه لا يشغله شأنٌ عن شأنٍ فيحاسبهم في حالة واحدة) .

وقال أيضاً في تفسير قولـه تعالى

{ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }

[الرعد: 41]:

( وهو سريع الحساب فيجازي المحسن بإحسانه والمسيء

بإساءته على السرعة)

وقد عدَّ الحافظ أبو عبد الله بن منده رحمه الله (السريع) من أسماء الله،

مستشهداً بحديث أبي هريرة السابق، ووافقه عليه محقق الكتاب، وفي

ذلك نظرٌ كبيرٌ، ولكن عدُّهما له اسماً يتضمن أنه صفة عندهما.

فالله عزَّ وجلَّ سريعٌ في حسابه، سريعٌ عقابه، سريعٌ في إتيانه

ومجيئه، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ سبحانه.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين