المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جِهَادُ النَّفْسِ


حور العين
07-18-2015, 06:27 PM
الأخت / الملكة نـــور
جهاد النفس

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال:

ركبت خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوما فقال لي:

( يا غلام إني مُعَلِّمك كلمات ، إحفَظ اللّه يحفَظك ، إحفظِ اللّه تَجِدهُ

تِجاهَكَ ، وإذا سألتَ فَلتسألِ اللّه ، وإذا إستَعَنتَ فاستَعِن باللّه ،

واعلَم أن الأمّةَ لو إجتمَعوا على أن ينفعوك لَم ينفعوكَ إلا بشيء

قد كتبهُ اللّهُ لكَ ، ولو إجتَمَعوا على أن يَضّروك لم يضُّروك

إلا بشيء قد كَتَبَهُ اللّهُ عَليكَ ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجَفَّتِ الصُحُف )

(رواه أحمد و الترمذي)

.حفظ العبد ربه هو إلتزامُ أوامره وإجتناب نواهيه ، وحفظ الله تعالى عبده

هدايته ومضاعفة ثوابه وتجنيبه الآثام وتيسير أموره

قال تعالى:

{ والّذينَ جاهدوا فينا لَنَهدينّهُم سُبُلَنا }

وقال أيضا:

{ ومَن يَتَّق اللّهَ يَجعَل لَهُ من أمرهِ يُسرا }

وكلما إزداد المؤمن تقوى ، كلما إزداد عون الله له وتسديدهُ لخطاهُ ، فإذا

أحَسَن وجد الثواب سريعا كإجابة الدعاء أو تيسير المزيد من الصالحات

أو وقايته من السيئات ،

قال تعالى:

{ فأما من أعطى وإتّقى وصَدّقَ بالحُسنى فسنُيَسِّرَهُ لليُسرى }

. أما إذا غفل المؤمن التقي فأخطأ ، فإن تسديد الله له يكون بتذكره لخطئه

بشكل ما ،

قال الله تعالى:
{ إن الّذين إتّقوا إذا مَسَّهُم طائف من الشيطان

تذَكّروا فإذا هُم مبصرون }

فتمام اليقين أن لايرى المؤمن نافعا إلا الله ولا ضارا غيره ، ولا مجيبا

يستحق أن يسأل إلاّ هو ، ومنه الهداية وحده لا شريك له في كل ذلك ،

فإذا استسلم العبد لله كان البلاء عنده نعمة لرفع الدرجات وكسب المزيد

من الحسنات وتكفير السيئات ، وصار الرخاء عنده إختبارا يخشى أن

لا يستطيع أن يؤدي شكره. فالمؤمن قوي اليقين بالله يرى أن الله تعالى

فعّال لما يريد وأنه وحده الذي يستحق السؤال ويقدر على الإجابة . وعليه

أن يسدد ويقارب ما إستطاع ويعمل الخير ولا يقول إن كان الله كتبني شقيا

فأنا شقي وان كان كتبني سعيدا فأنا سعيد ، فعليه أن يعلم أن التوفيق لعمل

الخير هو بشرى من الله أنه من السعداء فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

وقال صلى الله عليه وآله وسلم:

( اعمَلوا واتَّكِلوا ، وكُل مُيَسَّر لِما خُلِقَ لَهُ ،

فَمَن خُلِقَ لِلنَعيمِ فييسرَهُ لِلنَعيمِ

، وَمَن خُلِقَ لِلجَحيم فييسرَهُ لِلجَحيمِ )