المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرِّضا


حور العين
07-19-2015, 08:16 PM
الأخت / الملكة نـــور
الرِّضا

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

( إن أعظم الجزاء من عِظَم البلاء ، وأن اللّه تَعالى إذا أحَبّ قوما

إبتلاهُم ، فَمَن رَضي فَلَهُ الرضا وَمَن سَخِطَ فَلَهُ السُخط )

(رواه الترمذي وقال حديث حسن)

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:

إرض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ، وإجتنب ما حرم الله عليك تكن

من أورع الناس ، وأدّ ما إفترض الله عليك تكن من أعبد الناس ، ولا تشكُ

من هو أرحم بك (الله عزوجل) إلى من لا يرحمك (الناس)ـ ، وإستعن بالله

تكن من أهل خاصته.

وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري:

أما بعد فإن الخير كله في الرضا ، فإن إستطعت أن ترضى وإلاّ فاصبر.

وقيل للامام الحسين رضي الله عنه إن أبا ذر يقول:

الفقر أحب إليّ من الغنى ، والسقم أحب إليّ من الصحة ، فقال: رحم الله

تعالى أبا ذر ، أما أنا فأقول من إتّكل على حسن إختيار الله تعالى له لم

يتمن غير ماإختاره الله عزوجل له.

وقال أبو علي الدقاق:

وليس الرضا أن لاتحس بالبلاء ، إنما الرضا أن لا تعترض على الحكم

والقضاء. ويكون العبد راضيا حق الرضا إذا سرّته المصيبة

كما سرّته النعمة.

كان صلى الله عليه وآله وسلم يدعو:

( أللّهُمّ إنّي أسألُكَ الرضا بعد القضاء )

وواضح أن الواجب على العبد أن يرضى بالقضاء الذي أمر الرضاء به ،

إذ ليس كل ما هو بقضائه يجوز للعبد أو يجب عليه الرضا به ، كالمعاصي

ومختلف أنواع محن المسلمين... ويعني ذلك أنه عند وقوع المعصية

والمحنة يكون الواجب هو العمل على تغييرها لا الخنوع والرضا بها .

ويمكن للعبد أن يستشعر رضاء الله عنه إذا كان هو راضيا عن ربه

في حالات الضراء والسراء على السواء ،

قال تعالى

{ رضِيَ اللّهُ عَنهُم ورَضوا عَنهُ }

إن عدم الرضا بمصائب الدنيا قد يصحبه الجزع. ومن جزع من مصائب

الدنيا تحولت مصيبته في دينه ، لأن الجزع نفسه هو مصيبة في الدين ،

فالمؤمن يرضى عن ربه وعن ما يقضي به ربه ، فالخير ما يختاره الله

لعبده المؤمن لا ما يحبه هو لنفسه.