المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ


حور العين
07-20-2015, 06:45 PM
الأخ / فـضـل الـسـقـا
نقلا عن العامود اليومي بجريدة عكاظ السعودية
لوالدنا الفاضل الأستاذ / عبد الله بن عمر خياط
أ. عبدالله بن عمر خياط
إِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ

لقد أظلتنا أيام عيد الفطر المبارك وهي أيام نرجو أن تكون سعيدة،

وخلال الأسبوع سنستعرض بعض ما رأيناه يستحق

الإشارة ببعض ما قيل في الشعر .. ومن الشعر .. من ذلك :

أنه ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﺇﻟﻰ الإ‌ﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻳﺎ ﺇﻣﺎﻡﻣﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮ؟

فقال: ﻭﺃﻱ ﺷﻌﺮ؟ فأنشده:

ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺭﺑﻲ أﻣﺎ ﺍﺳﺘﺤﻴﻴﺖ ﺗﻌﺼﻴﻨﻲ ..

ﻭﺗﺨﻔﻲ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻋﻦ ﺧﻠﻘﻲ ﻭﺑﺎﻟﻌﺼﻴﺎﻥ ﺗﺄﺗﻴﻨﻲ.

ﻓﺄﺧﺬ الإمام ﻳﺮﺩﺩ الأبيات ﻭﻳﺒﻜﻲ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ ﺗﻼ‌ﻣﺬﺓ الإ‌ﻣﺎﻡ

ﻛﺎﺩ ﻳﻬﻠﻚ الإﻣﺎﻡ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ:

ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺭﺑﻲ ﺃﻣﺎ ﺍﺳﺘﺤﻴﻴﺖ ﺗﻌﺼﻴﻨﻲ..؟

وتُخفى ﺍﻟﺬﻧﺐَ ﻋﻦ ﺧﻠﻘﻲَ ﻭﺑﺎﻟﻌﺼﻴﺎﻥِ ﺗﺄﺗﻴﻨﻲ؟

ﻓﻜﻴﻒ ﺃﺟﻴﺐُ ﻳﺎ ﻭﻳﺤﻲ ﻭﻣﻦ ﺫﺍ ﺳﻮﻑ ﻳﺤﻤﻴﻨﻲ؟

أسُلي ﺍﻟﻨﻔﺲ بالآﻣﺎﻝِ ﻣﻦ ﺣﻴﻦٍ ﺍﻟﻰ ﺣﻴنِ

ﻭﺃﻧﺴﻰ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻮﻑ ﺗﻜﻔﻴﻨﻲ

ﻛﺄﻧﻲ ﻗﺪ ﺿّﻤﻨﺖُ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻳﺄﺗﻴﻨﻲ

ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺳﻜﺮﺓ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺳﻴﺤﻤﻴﻨﻲ؟؟

ﻧﻈﺮﺕُ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻮُﺟﻮﻩِ ﺃﻟﻴـﺲ ﻣﻨُﻬﻢ ﻣﻦ ﺳﻴﻔﺪﻳﻨـــﻲ؟

ﺳﺄﺳﺄﻝ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻣﺖ ﻓﻲ ﺩﻧﻴﺎﻱ ﻳﻨﺠﻴﻨﻲ ؟

ﻓﻜﻴﻒ ﺇﺟﺎﺑﺘﻲ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻓﺮﻃﺖ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻲ ؟

ﻭﻳﺎ ﻭﻳﺤﻲ ﺃﻟــــﻢ ﺃﺳﻤﻊ ﻛﻼ‌ﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺪﻋﻮﻧﻲ ؟؟

ﺃﻟــــﻢ ﺃﺳﻤﻊ ﺑﻤﺎ ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻗﺎﻑ ﻭﻳﺲِ ؟

ﺃﻟـــﻢ ﺃﺳـﻤــﻊ ﺑﻴـﻮﻡ ﺍﻟﺤـﺸﺮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠـﻤﻊ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ؟

ﺃﻟـــﻢ ﺃﺳﻤﻊ مُنادي ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻳﺪﻋﻮﻧﻲ ﻳﻨﺎﺩﻳﻲ ؟

ﻓﻴﺎ ﺭﺑــــﺎﻩ ﻋﺒﺪ ﺗـﺎﺋﺐ ﻣﻦ ﺫﺍ ﺳﻴﺆﻭﻳﻨﻲ ؟

ﺳﻮﻯ ﺭﺏ ﻏﻔﻮﺭ ﻭﺍﺳﻊ ﻟﻠﺤﻖِ ﻳﻬﺪﻳﻨﻲ

ﺃﺗﻴﺖُ ﺇﻟﻴﻚَ ﻓﺎﺭﺣﻤﻨﻲ ﻭﺛﻘــّـﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺯﻳﻨﻲ

وخفَف ﻓﻲ ﺟﺰﺍﺋﻲ ﺃﻧﺖَ ﺃﺭﺟـﻰ ﻣﻦ ﻳﺠﺎﺯﻳﻨﻲ

فظل الإمام أحمد يرددها ويبكي حتى ظن تلاميذه أنه هالك من كثرة البكاء.

وفيما قرأت لأحد التوابين قوله: هل الله سبحانه تعالى يحبني؟ راودني هذا

السؤال فتذكرت أن محبة الله تعالى لعباده لا تأتي من هواء إنما لأسباب

ذكرها .. وأوصاف ذكرها في كتابه .. قلبتها في ذاكرتي لأعرض نفسي

عليها لعلي أجد لسؤالي جوابا! فوجدت أنه يحب المتقين، ولا أراني منهم

.. ووجدت أنه يحب الصابرين، فذكرت قلة صبري.. ووجدته يحب

المجاهدين، فتنبهت لكسلي .. ووجدته يحب المحسنين، وما أبعدني

عن هذه! حينها توقفت عن متابعة البحث خشية ألا أجد في نفسي شيئا

أحب لأجله!.. وتصفحت أعمالي، فإذا أكثرها ممزوج بالفتور، والشوائب،

والذنوب، فإذا بصحيفة تسقط في يدي وفيها:

{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ }

(كأنني للتو فهمت أنها لي ولأمثالي .. فأخذت أتمتم:

(أستغفر الله وأتوب إليه).

السطر الأخير:

( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه )