المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دعاء دخول القرية


vip_vip
12-08-2010, 12:09 PM
دعاء دخول القرية (http://www.ataaalkhayer.com/)


ما هي الصيغة الصحيحة لدعاء دخول القرية ؟


الحمد لله
الحديث الوارد في دعاء دخول القرية يرويه صهيب رضي الله عنه ،
أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَرَ قَرْيَةً يُرِيدُ دُخُولَهَا إِلاَّ قَالَ حِينَ يَرَاهَا :
( اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظْلَلْنَ ،
وَرَبَّ الأَرَضِينِ السَّبْعِ وَمَا أَقْلَلْنَ ،
وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضْلَلْنَ ،
وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَمَا ذَرَيْنَ ،
فَإِنَّا نَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ وَخَيْرَ أَهْلِهَا ،
وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ أَهْلِهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا )
رواه النسائي في "السنن الكبرى" (5/256) والحاكم في "المستدرك"
(1/614) وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ،
وابن خزيمة في صحيحه (4/150) ، وابن حبان في صحيحه (6/426) ،
وحسنه الحافظ ابن حجر كما ذكره ابن علان في "الفتوحات الربانية" (5/145) ،
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" : (10/137) : رواه الطبراني
في "الأوسط" وإسناده حسن . وحسنه الشيخ ابن باز في "مجموع الفتاوى"
(26/46) ، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (رقم/2759)
وقد بوَّب النسائي على هذا الحديث بقوله :
" الدعاء عند رؤية القرية التي يريد دخولها " ،
وقال ابن خزيمة : " باب الدعاء عند رؤية القرى اللواتي يريد
المرء دخولها " ، وقال ابن حبان : " ذكر ما يقول المسافر
إذا رأى قرية يريد دخولها " . أما البيهقي في "السنن الكبرى"
(5/252) فبوب عليه بقوله : " باب ما يقول إذا رأى قرية يريد
دخولها " ، كما توارد الفقهاء على ذكر هذا الدعاء عند رؤية
القرية التي يريد دخولها . وانظر في ذلك : "فتح القدير"
(3/184) ، "المجموع" (4/278) ، "كشاف القناع" (2/400)
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى عن استعمال هذا الدعاء
عند دخول المدن ، هل هي مثل القرية ، فأجاب :
" كلها واحد ، المدينة والقرية ، وتسمى المدينة قرية ،
قال تعالى : ( ولتنذر أم القرى ) : وهي مكة ." انتهى.
شريط "شرح الوابل الصيب" (19:53)
يقول الدكتور عبد الرزاق البدر : (http://www.ataaalkhayer.com/)
" القرية اسم للموضع الذي يجتمع فيه الناس من المساكن
والأبنية والضياع ، وقد تطلق على المدن كما في قوله تعالى :
( واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون ) ،
فقد قيل إنها أنطاكية ، ويقال لمكة أم القرى ،
وعليه فإن هذا الدعاء يقال عند دخول القرية أو المدينة .
وقوله : "; اللهم رب السموات السبع وما أظللن " (http://www.ataaalkhayer.com/)
فيه توسل إلى الله عز وجل بربوبيته للسموات السبع وما أظلت
تحتها من النجوم والشمس والقمر والأرض وما عليها ، فقوله :
" وما أظللن " من الإظلال : أي : ما ارتفعت عليه وعلت
وكانت له كالظلة .
وقوله : " ورب الأرضين السبع وما أقللن " من الإقلال ،
والمراد : ما حملته على ظهرها من الناس والدواب والأشجار وغير ذلك .
وقوله : " ورب الشياطين وما أضللن " من الإضلال ،
وهو الإغواء والصد عن سبيل الله ، قال الله تعالى :
( إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلا شَيْطَانًا مَرِيدًا *
لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لأتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا *
وَلأضِلَّنَّهُمْ وَلأمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ
وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا *
يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلا غُرُورًا )
النساء /117-120
وإذا علم العبد أن الله عز وجل رب كل شيء ومليكه ،
وأنه سبحانه بكل شيء محيط ، وأن قدرته سبحانه شاملة لكل شيء ،
ومشيئته سبحانه نافذة في كل شيء ، لا يعجزه شيء في الأرض
ولا في السماء ، لجأ إليه وحده ، واستعاذ به وحده ،
ولم يخف أحدا سواه .
وقوله : " ورب الرياح وما ذرين " ، يقال : ذرته الرياح وأذرته
وتذروه ، أي : أطارته ، ومنه قوله تعالى :
( فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا ).
وقوله : " فإنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها
" ، فيه سؤال الله عز وجل أن يجعل هذه القرية مباركة عليه ،
وأن يمنحه من خيرها ، وأن ييسر له السكنى فيها بالسلامة
والعافية ، " وخير أهلها " أي : ما عندهم من الإيمان والصلاح
والاستقامة والتعاون على الخير ونحو ذلك ، " وخير ما فيها "
أي : من الناس والمساكن والمطاعم وغير ذلك .
وقوله : " ونعوذ بك من شرها وشر أهلها ، وشر ما فيها
" فيه تعوذ بالله عز وجل من جميع الشرور والمؤذيات ،
سواء في القرية نفسها أو في الساكنين لها ، أو فيما احتوت عليه .
فهذه دعوة جامعة لسؤال الله الخير والتعوذ به من الشر
بعد التوسل إليه سبحانه بربوبيته لكل شيء "
انتهى.
"فقه الأدعية والأذكار" (3/270-272)
والله أعلم .