المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تدبر سورة النحل


حور العين
07-22-2015, 01:33 AM
الأخت / لولو العويس
تدبر سورة النحل
تدبر سورة النحل المقدمة:

بسم الله, الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه

ومن والاه. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا عليم

يا حكيم, اللهم اجعل عملنا صالحا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لأحد

غيرك في شيئا.

التمهيد:

سورة اليوم سميت باسم كائن حي ضعيف دقيق الحجم, اهتم به الشعراء,

وفيه من الشفاء ما أذهل الأطباء, أودع الله فيه من الحكم والتدابير

والإلهام والإعجاز والعبر ما جعله يرتقي من كونه حشرة إلى كونه اسم

لسورة في القرآن الكريم, ورغم دقة هذا الكائن وحقارته عند البعض

إلا أن الله سبحانه وتعالى سخر له طرق الأرض وجبالها ووديانها

وشجرها وزهورها وأودع في سائله شفاء ربانيا قد يعجز عنه فنون

الطب, هذا الكائن هو ؟ النحل. عندما يرى الإنسان اهتمام القرآن بحشرة,

يجعله يبحث عن سر هذا الاهتمام البديع, ترى ما الذي جعل النحلة تصل

إلى هذا المقام من تسمية سورة في القرآن باسمها, وتسخير السبل لها,

وإيداع الإلهام والتدبير فيها ؟ سنذهب في جولة تحت ظلال هذه السورة

العظيمة, علنا نجد إجابة لتساؤلاتنا هذه اسم السورة: سميت هذه السورة

عند السلف سورة النحل، وهو اسمها المشهور في المصاحف وكتب

التفسير وكتب السنة. وعن قتادة أنها تسمى سورة النعم- أي بكسر النون

وفتح العين-.

قال ابن عطية:

لما عدد الله في ها من النعم على عباده.

عدد آياتها:

آيها مائة وثمان وعشرون بلا خلاف.

زمن نزول السورة:

نزلت سورة النحل كلها بمكة، وهي مكية، إلا ثلاث آيات في آخرها

نزلت في المدينة بعد أُحد .

وقد نزلت سورة النحل بعد سورة الكهف وقبل سورة نوح فهي السورة

التاسعة والستون من حيث النزول.

فضائل السورة:

لم يثبت في فضلها خاصة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء.

لكن (بما أن سورة النحل تعد من أكثر السور التي ذكرت نماذج عدة من

نعم الله, وهي بحق تسمى سورة النعم؛ فإنها تصلح مثالا جامعا لسائر نعم

الله عز وجل الواردة في سائر سور القرآن الكريم).

محور السورة

معظم ما اشتملت عليه السورة إكثار متنوع الأدلة على تفرد الله تعالى

بالإلهية، والأدلة على فساد دين الشرك وإظهار شناعته, وتركز

على التذكير بالنعم الدالة على المنعم, إلزاما بعبوديته, وتحذيرا

من جحود نعمته .

وكان للتركيز على ذكر النعم في هذه السورة أكبر الأكثر في الدفاع

عن العقيدة. وقد ذكر الله في أولها أصول النعم وقواعدها، وفي آخرها

متمماتها ومكملاتها.

وقد ورد لفظ النعمة بمشتقاته في السورة تسع مرات, ونلاحظ في الآيات

التالية ارتباط ذكر النعم بموضوع آخر مهم جدا, حاولوا معرفته من خلال

الآيات :

{ أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ *

وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ }

[النحل: 17، 18]

{ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ *

ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ }

[النحل: 53، 54]

{ وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ

عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ }

[النحل: 71]

{ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً

وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ }

[النحل: 72]

{ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا

وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ

كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ }

[النحل: 81]

{ يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ }

[النحل: 83]

{ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ

فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ }

[النحل: 112]

{ فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ

إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }

[النحل: 114]

{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ *

شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }

[النحل: 120، 121]

يتبع ان شاء الله
من مدونة حلية القرآن