المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم الجمعة 04.01.1432


vip_vip
12-10-2010, 11:57 AM
حديث اليوم الجمعة 04.01.1432


مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى


( مما جاء فى من صلى بمفرده


ثم أدرك الجماعة )



حَدَّثَنَاأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍحَدَّثَنَاهُشَيْمٌأَخْبَرَنَايَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ


حَدَّثَنَاجَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ الْعَامِرِيُّعَنْ أَبِيهِ قَالَ :



شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ


حَجَّتَهُ فَصَلَّيْتُ مَعَهُ صَلَاةَ الصُّبْحِ فِيمَسْجِدِ الْخَيْفِقَالَ فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ وَانْحَرَفَ


إِذَا هُوَ بِرَجُلَيْنِ فِي أُخْرَى الْقَوْمِ لَمْ يُصَلِّيَا مَعَهُ


فَقَالَ عَلَيَّ بِهِمَا فَجِيءَ بِهِمَا تُرْعَدُ فَرَائِصُهُمَا فَقَالَ :



( مَا مَنَعَكُمَا أَنْ تُصَلِّيَا مَعَنَا فَقَالَا


يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا قَدْ صَلَّيْنَا فِي رِحَالِنَا


قَالَ فَلَا تَفْعَلَا إِذَا صَلَّيْتُمَا فِي رِحَالِكُمَا

ثُمَّ أَتَيْتُمَا مَسْجِدَ جَمَاعَةٍ فَصَلِّيَا مَعَهُمْ فَإِنَّهَا لَكُمَا نَافِلَةٌ )
==========================


قَالَ وَ فِي الْبَاب عَنْ مِحْجَنٍ الدِّيلِيِّ وَ يَزِيدَ بْنِ عَامِرٍ

قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وَ هُوَ قَوْلُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَ بِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَ الشَّافِعِيُّ وَ أَحْمَدُ وَ إِسْحَقُ
قَالُوا إِذَا صَلَّى الرَّجُلُ وَحْدَهُ ثُمَّ أَدْرَكَ الْجَمَاعَةَ فَإِنَّهُ يُعِيدُ الصَّلَوَاتِ كُلَّهَا فِي الْجَمَاعَةِ
وَ إِذَا صَلَّى الرَّجُلُ الْمَغْرِبَ وَحْدَهُ ثُمَّ أَدْرَكَ الْجَمَاعَةَ قَالُوا فَإِنَّهُ يُصَلِّيهَا مَعَهُمْ وَ يَشْفَعُ بِرَكْعَةٍ
وَ الَّتِي صَلَّى وَحْدَهُ هِيَ الْمَكْتُوبَةُ عِنْدَهُمْ
==========================


( الشـــــروح )





قَوْلُهُ : ( حدثنَايَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ ) الْعَامِرِيُّ ،


وَ يُقَالُ : اللَّيْثِيُّ الطَّائِفِيُّ ثِقَةٌ مِنَ الرَّابِعَةِ



قَوْلُهُ : ( حدثنَا جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ ) السُّوَائِيُّ ،


وَ يُقَالُ : الْخُزَاعِيُّ صَدُوقٌ مِنَ الثَّالِثَةِ وَ لِأَبِيهِ صُحْبَةٌ كَذَا فِي التَّقْرِيبِ .



قَوْلُهُ : ( شَهِدْتُ )


أَيْ حَضَرْتُ ( حَجَّتَهُ ) أَيْ حَجَّةَ الْوَدَاعِ ( فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ ) هُوَ مَسْجِدٌ مَشْهُورٌ بِمِنًى ،


قَالَ الطِّيبِيُّ : الْخَيْفُ مَا انْهَدَرَ مِنْ غَلِيظِ الْجَبَلِ وَ ارْتَفَعَ عَنِ الْمَسِيلِ ،


يَعْنِي هَذَا وَجْهُ تَسْمِيَتِهِ بِهِ ( فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ ) أَيْ أَدَّاهَا وَ سَلَّمَ مِنْهَا ( انْحَرَفَ )


قَالَ الْقَارِيُّ : أَيِ انْصَرَفَ عَنْهَا . قُلْتُ : وَ الظَّاهِرُ أَنَّ الْمَعْنَى انْحَرَفَ عَنِ الْقِبْلَةِ ،


وَ قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : أَيْ جَعَلَ يَمِينَهُ لِلْمَأْمُومِينِ وَ يَسَارَهُ لِلْقِبْلَةِ كمَا هُوَ السُّنَّةُ ( فَإِذَا هُوَ )


أَيِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ " عَلَيَّ " اسْمُ فِعْلٍ " بِهِمَا "


أَيِ ائْتُونِي بِهِمَا وَ أَحْضِرُوهُمَا عِنْدِي ( تُرْعَدُ ) بِالْبِنَاءِ لِلْمَجْهُولِ أَيْ تُحَرَّكُ مِنْ


أَرْعَدَ الرَّجُلُ إِذَا أَخَذَتْهُ الرِّعْدَةُ وَ هِيَ الْفَزَعُ وَ الِاضْطِرَابُ ( فَرَائِصُهُمَا ) جَمْعُ الْفَرِيصَةِ


وَ هِيَ اللَّحْمَةُ الَّتِي بَيْنَ جَنْبِ الدَّابَّةِ وَ كَتِفِهَا وَهِيَ تَرْجُفُ عِنْدَ الْخَوْفِ أَيْ تَتَحَرَّكُ وَ تَضْطَرِبُ ،


وَ الْمَعْنَى يَخَافَانِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ( فِي رِحَالِنَا )


أَيْ فِي مَنَازِلِنَا ( فَلَا تَفْعَلَا ) أَيْ كَذَلِكَ ثَانِيًا ( فَصَلِّيَا مَعَهُمْ )


أَيْ مَعَ أَهْلِ الْمَسْجِدِ ( فَإِنَّهَا لَكُمَا نَافِلَةٌ ) فِيهِ تَصْرِيحٌ بِأَنَّ الثَّانِيَةَ فِي الصَّلَاةِ الْمُعَادَةِ نَافِلَةٌ ،


وَ ظَاهِرُهُ عَدَمُ الْفَرْقِ بَيْنَ أَنْ تَكُونَ الْأُولَى جَمَاعَةً أَوْ فُرَادَى ;


لِأَنَّ تَرْكَ الِاسْتِفْصَالِ فِي مَقَامِ الِاحْتِمَالِ يُنَزَّلُ مَنْزِلَةَ الْعُمُومِ فِي الْمَقَالِ ،


قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ : قَالَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ :


إِنَّمَا يُعِيدُ الصَّلَاةَ مَعَ الْإِمَامِ فِي جَمَاعَةٍ مَنْ صَلَّى وَحْدَهُ فِي بَيْتِهِ أَوْ فِي غَيْرِ بَيْتِهِ ،


وَ أَمَّا مَنْ صَلَّى فِي جَمَاعَةٍ وَ إِنْ قَلَّتْ فَلَا يُعِيدُ فِي أُخْرَى ،


قَلَّتْ أَوْ كَثُرَتْ وَلَوْ أَعَادَ فِي جَمَاعَةٍ أُخْرَى لَأَعَادَ فِي ثَالِثَةٍ وَ رَابِعَةٍ إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ لَهُ ،


وَ هَذَا لَا يَخْفَى فَسَادُهُ ، قَالَ : وَ مَنْ قَالَ بِهَذَا الْقَوْلِ مَالِكٌ وَ أَبُو حَنِيفَةَ ،


وَ الشَّافِعِيُّ وَ أَصْحَابُهُمْ ، وَ مِنْ حُجَّتِهِمْ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ :


لَا تُصَلَّى صَلَاةٌ فِي يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ انْتَهَى ،


وَ ذَهَبَ الْأَوْزَاعِيُّ وَ بَعْضُ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ وَ هُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ فِي الْقَدِيمِ إِلَى


أَنَّ الْفَرِيضَةَ هِيَ الثَّانِيَةُ إِذَا كَانَتِ الْأُولَى فُرَادَى ،


وَ اسْتَدَلُّوا بِمَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَامِرٍ ،


قَالَ : جِئْتُ وَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ فَجَلَسْتُ وَ لَمْ أَدْخُلْ مَعَهُمْ فِي الصَّلَاةِ ،


فَانْصَرَفَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فَرَآهُ جَالِسًا ،


فَقَالَ : أَلَمْ تُسَلِّمْ يَا يَزِيدُ ؟ قَالَ : بَلَى ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَدْ سَلَّمْتُ ،


قَالَ : فَمَا مَنَعَكَ أَنْ تَدْخُلَ مَعَ النَّاسِ فِي صَلَاتِهِمْ ، قَالَ : إِنِّي كُنْتُ قَدْ صَلَّيْتُ فِي مَنْزِلِي ،


وَ أَنَا أَحْسَبُ أَنْ قَدْ صَلَّيْتُمْ ، فَقَالَ : إِذَا جِئْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَوَجَدْتَ النَّاسَ فَصَلِّ مَعَهُمْ


وَ إِنْ كُنْتَ قَدْ صَلَّيْتَ تَكُنْ لَكَ نَافِلَةً وَ هَذِهِ مَكْتُوبَةٌ ، وَ لَكِنَّهُ قَدْ ضَعَّفَهُ النَّوَوِيُّ ،


وَ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : إِنَّ حَدِيثَ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ ، يَعْنِي حَدِيثَ الْبَابِ أَثْبَتُ مِنْهُ وَ أَوْلَى ، وَ رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ بِلَفْظِ : وَ يَجْعَلُ الَّتِي صَلَّى فِي بَيْتِهِ نَافِلَةً ،


وَ قَالَ : هِيَ رِوَايَةٌ ضَعِيفَةٌ شَاذَّةٌ انْتَهَى ،


وَ عَلَى فَرْضِ صَلَاحِيَةِ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ عَامِرٍ لِلِاحْتِجَاجِ بِهِ فَالْجَمْعُ بَيْنَهُ


وَ بَيْنَ حَدِيثِ الْبَابِ مُمْكِنٌ بِحَمْلِ حَدِيثِ الْبَابِ عَلَى مَنْ صَلَّى الصَّلَاةَ الْأُولَى فِي جَمَاعَةٍ ،


وَ حَمْلِ هَذَا عَلَى مَنْ صَلَّى مُنْفَرِدًا كَمَا هُوَ الظَّاهِرُ مِنْ سِيَاقِ الْحَدِيثَيْنِ


وَ يَكُونَانِ مُخَصِّصَيْنِ لِحَدِيثِ ابْنِ عُمَرَعِنْدَ أَبِي دَاوُدَ وَ النَّسَائِيِّ ، وَ ابْنِ خُزَيْمَةَ ،


وَ ابْنِ حِبَّانَ بِلَفْظِ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ،


يَقُولُ : لَا تُصَلُّوا صَلَاةً فِي يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ عَلَى فَرْضِ شُمُولِهِ لِإِعَادَةِ الْفَرِيضَةِ


مِنْ غَيْرِ فَرْقٍ بَيْنَ أَنْ تَكُونَ الْإِعَادَةُ بِنِيَّةِ الِافْتِرَاضِ أَوِ التَّطَوُّعِ .


وَ أَمَّا إِذَا كَانَ النَّهْيُ مُخْتَصًّا بِإِعَادَةِ الْفَرِيضَةِ بِنِيَّةِ الِافْتِرَاضِ فَقَطْ


فَلَا يُحْتَاجُ إِلَى الْجَمْعِ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ حَدِيثِ الْبَابِ كَذَا فِي النَّيْلِ .

vip_vip
12-10-2010, 11:59 AM
قَوْلُهُ : ( وَ فِي الْبَابِ عَنْمِحْجَنٍ )


بِكَسْرِ الْمِيمِ وَ سُكُونِ الْحَاءِ وَ فَتْحِ الْجِيمِ صَحَابِيٌّ قَلِيلُ الْحَدِيثِ .


وَ أَخْرَجَ حَدِيثَهُ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ بِلَفْظِ : أَنَّهُ كَانَ فِي مَجْلِسٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ


فَأَذَّنَ بِالصَّلَاةِ - ص 5 - فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فَصَلَّى وَ رَجَعَ وَمِحْجَنٌ فِي مَجْلِسِهِ ،


فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَ النَّاسِ ،


أَلَسْتَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ ؟ قَالَ : بَلَى ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَ لَكِنْ كُنْتُ قَدْ صَلَّيْتُ فِي أَهْلِي ،


فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ :


إِذَا جِئْتَ الْمَسْجِدَ وَ كُنْتَ قَدْ صَلَّيْتَ فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَصَلِّ مَعَ النَّاسِ وَ إِنْ كُنْتَ قَدْ صَلَّيْتَ ،


وَ رَوَاهُ أَيْضًا النَّسَائِيُّ وَ ابْنُ حِبَّانَ وَ الْحَاكِمُ (وَ يَزِيدُ بْنُ عَامِرٍ ) أَخْرَجَ حَدِيثَهُ أَبُو دَاوُدَ ،


وَ تَقَدَّمَ لَفْظُهُ .



قَوْلُهُ : ( حَدِيثُيَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِحَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )


أَخْرَجَهُ الْخَمْسَةُ إِلَّا ابْنَ مَاجَهْ وَ أَخْرَجَهُ أَيْضًا الدَّارَقُطْنِيُّ ، وَ ابْنُ حِبَّانَ ، وَ الْحَاكِمُ ،


وَ صَحَّحَهُ ابْنُ السَّكَنِ ، قَالَ الْحَافِظُ فِي التَّلْخِيصِ : كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ ،


عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَ قَالَ الشَّافِعِيُّ فِي الْقَدِيمِ : إِسْنَادُهُ مَجْهُولٌ .


قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : لِأَنَّ يَزِيدَ بْنَ الْأَسْوَدِ لَيْسَ لَهُ رَاوٍ غَيْرُ ابْنِهِ وَ لَا لِابْنِهِ جَابِرٍ رَاوٍ غَيْرُ يَعْلَى ،


قَالَ الْحَافِظُ : يَعْلَى مِنْ رِجَالِ مُسْلِمٍ ، وَ جَابِرٌ ثِقَةٌ وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَ غَيْرُهُ ،


وَ قَدْ وَ جَدْنَا لِجَابِرِ بْنِ يَزِيدَ رَاوِيًا غَيْرَ يَعْلَى أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ فِي الْمَعْرِفَةِ مِنْ طَرِيقِ بَقِيَّةَ ،


عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ذِي حِمَايَةٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ انْتَهَى .



قَوْلُهُ : ( فَإِنَّهُ يُعِيدُ الصَّلَوَاتِ كُلَّهَا فِي الْجَمَاعَةِ )


أَيِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ كُلَّهَا فِي الْجَمَاعَةِ ، لِعُمُومِ أَحَادِيثِ الْبَابِ ،


وَ لِلتَّصْرِيحِ فِي حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ


إِذَا صَلَّيْتُمَا فِي رِحَالِكُمَا إِلَخْ كَانَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ ، وَ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ :


لَا يُعِيدُ الصُّبْحَ وَ لَا الْعَصْرَ وَ لَا الْمَغْرِبَ لِكَرَاهَةِ التَّطَوُّعِ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَ الْعَصْرِ


وَ لِعَدَمِ مَشْرُوعِيَّةِ التَّطَوُّعِ وِتْرًا . قُلْتُ : حَدِيثُ الْبَابِ يَدُلُّ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ الدُّخُولِ


مَعَ الْجَمَاعَةِ بِنِيَّةِ التَّطَوُّعِ لِمَنْ كَانَ قَدْ صَلَّى تِلْكَ الصَّلَاةَ وَ لَوْ كَانَ الْوَقْتُ وَقْتَ كَرَاهَةٍ


لِلتَّصْرِيحِ بِأَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ ، وَ إِلَى ذَلِكَ ذَهَبَ الشَّافِعِيُّ ،


فَيَكُونُ هَذَا مُخَصِّصًا لِعُمُومِ الْأَحَادِيثِ الْقَاضِيَةِ بِكَرَاهَةِ الصَّلَاةِ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ


وَ مَنْ جَوَّزَ التَّخْصِيصَ بِالْقِيَاسِ الْحَقَ مَا سَاوَاهُ مِنْ أَوْقَاتِ الْكَرَاهَةِ ،


وَ ظَاهِرُ التَّقْيِيدِ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : ثُمَّ أَتَيْتُمَا مَسْجِدَ جَمَاعَةٍ ،


أَنَّ ذَلِكَ مُخْتَصٌّ بِالْجَمَاعَاتِ الَّتِي تُقَامُ فِي الْمَسَاجِدِ لَا الَّتِي تُقَامُ فِي غَيْرِهَا ،


فَيُحْمَلُ الْمُطْلَقُ مِنْ أَلْفَاظِ الْحَدِيثِ عَلَى الْمُقَيَّدِ بِمَسْجِدِ الْجَمَاعَةِ ، قَالَهُ الشَّوْكَانِيُّ .



قَوْلُهُ : ( وَ يَشْفَعُ بِرَكْعَةٍ )


رَوَى ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ إِذَا أَعَادَ الْمَغْرِبَ شَفَعَ بِرَكْعَةٍ


( وَ الَّتِي صَلَّى وَحْدَهُ هِيَ الْمَكْتُوبَةُ عِنْدَهُمْ )


وَ اسْتَدَلُّوا عَلَيْهِ بِحَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ أَسْوَدَ الْمَذْكُورِ فِي الْبَابِ ،


وَ كَذَلِكَ وَقَعَ فِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ وَ غَيْرِهِ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ ،


حَيْثُ قَالَ : وَ لْتَجْعَلْهَا نَافِلَةً ، كَذَا فِي التَّلْخِيصِ ، قُلْتُ : وَ هَذَا الْقَوْلُ هُوَ الرَّاجِحُ ،


وَ أَمَّا قَوْلُ مَنْ قَالَ بِأَنَّ الْفَرِيضَةَ هِيَ الثَّانِيَةُ ، فَلَمْ يَقُمْ عَلَيْهِ دَلِيلٌ صَحِيحٌ كَمَا قَدْ عَرَفْتَ .



أنْتَهَى .

وَ اللَّهُ تَعَالَى أعلى و أَعْلَمُ. و أجل

و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f251701%5fAOgNw0MAASWHTQFKRgD4XmDX eXI&pid=5&fid=Inbox&inline=1

( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )

( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )

( و الله الموفق )

</H4>