المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تنمية الأخلاق


هيفولا
08-03-2015, 07:09 AM
تنمية الأخلاق


فائز صالح محمد جمال

تحدثتفي مقال الأسبوع الماضي عن جمعية العناية بمكارم الأخلاق (مكارم)
وهي جمعية تحت التأسيس،
تنتظر التصريح لها من وزارة الشؤون الاجتماعية.
وتطلعت إلى توجيه معالي الوزير بسرعة إصدار القرار بالتصريح لها،

ولسائر الجمعيات الأخرى التي تنتظر،
وتبسيط إجراءات تأسيس الجمعيات الأهلية بشكل عام.
وفي هذا الأسبوع أود التأكيد على أن في تنمية الأخلاق في المجتمع آثار إيجابيةكثيرة

يصعب الإحاطة بها، وسأشير إلى بعض الأمثلة التي توضح بعضًا من هذهالآثار.
في نهاية الأسبوع الماضي صحبت أهلي للنزهة في أحد المولات،

ولكون الأجواء لا تسمح بالنزهة في الأجواء المفتوحة،
اتجهت بهم إلى أحد الأسواقالكبرى المغلقة والمكيفة،
ليتمتعوا بالألعاب والأكل في ركن المطاعم،
ففوجئت بمنظر وسلوكيات الشباب والفتيات هناك،
وشاهدت معاناة رجال الأمنعلى البوابات، وداخل السوق،
وإلى درجة التشابك بالأيادي.
وأشفقت على رجال الهيئة، ورجال الأمن الخاص بالسوق،

لأن فيما يبدو أن الشق قد اتسع علىالراقع..
وظللت أتأمل سلوكيات الشباب الذين فقدوا الكثير من أخلاقيات الرجولة والمروءة
التي تمنعهم من التسكع في الأسواق وتتبع الفتيات،
وأيضًاسلوكيات الفتيات اللائي فقدن الكثير من أخلاقيات الأنوثة والحياء والحشمة،
التي تمنعهن من التزين والتعرض للشباب..

وتذكرت أحد الشباب

وهو يحكي ليكيف أن رجولته ومروءته كانت تمنعه من الاستمرار مع بعض صحبته
حين يتسكعون في الأسواق، واختياره البقاء في انتظارهم في السيارة في المواقف،
إلى حين يفرغون من (حرق الشمعات) -حسب تعبيره-
وهو إرسال النظر لتتبع مفاتن النساءفي الأسواق..
لأنه كان يرى في ملاحقة الفتيات في الأسواق ما ينقص من رجولته و مروءته؛
(وكان يشبه هذه الملاحقة بملاحقة ذكور نوع من الحيوانات للاناث).
وحين رأيت أعداد الشباب والفتيات، وتعاظم حجم المشكلة،
قلت فينفسي بأن جهود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورجال أمن الأسواق
لنتنجح وحدها في إنهاء هذه المظاهر المخزية لشبابنا وفتياتنا دون أن تكون هناك حلول أخرى جذرية.
وفي تصوري أن الحل لهذه المشكلة وأعني كثرةالمعاكسات من الطرفين،

تكمن في توجه عام يشارك في خلقه كل من الحكومة والأهالي
نحو تنمية الأخلاق في المجتمع،من خلال
التعريف بمكارم الأخلاق،
والإشادة بالأخلاقيات والسلوكيات الإيجابية،
وإبراز القدوات وأصحابالأخلاق الحميدة،
وفي نفس الوقت تحقير السلوكيات السلبية والأخلاق الرديئة،

والحث على الابتعاد عنها..

ولكي ننجح في تنمية أخلاق أفرادالمجتمع نحتاج إلى تظافر جهود من عدة جهات:
أولها :الأسرة؛
والتي تتحمّلالجزء الأكبر من المسؤولية عمّا نشاهده من سلوكيات الشباب من الجنسين هذهالأيام،
فهم -وأعني الشباب- حصاد زرع أسرهم، وليسوا -كما نقول في مكة- حصاد (زرْع المطر)،
و ينشأ ناشيء الفتيان منا على ما كان عوّده أبوه.
وأماثاني : الجهات فهي وزارة التربية والتعليم،
فالمدارس يأتي دورها بعد الأسرةمباشرة،
ولها صفة المؤسسية، وهي تسد النقص الناتج عن جهل الأبوين

أوأحدهما بأساليب التربية الصحيحة للأولاد.
وأما الجهة الثالثة:
والأكثرخطورة فهي الإعلام، وعلى الأخص الفضائيات،
فهذه ذات أثر كبير جدًّا علىسلوك أفراد المجتمع،
وكثير مما نجده من خلل في العلاقات بين الجنسين يعودلما تبثه هذه الفضائيات،
والتي للأسف يغلب عليها التخريب للقيم والأخلاق
التي يجب أن تحكم هذه العلاقات في مجتمعاتنا الإسلامية،
من خلال المسلسلات والأفلام والإعلانات،
التي أصبحت تُشجّع كلاً من الرجل والمرأة على إقامةعلاقات غير صحيحة
تحت عناوين الصداقة والزمالة والترفيه و(عيش حياتك)،
إلى أن تصل الأمور إلى إقامة علاقات جنسية خارج إطار الزواج والحمل سفاحًا..
لذلك لابد من تضافر هذا المثلث؛
الأسرة
والتعليم
و الإعلام،
من أجل تنميةالأخلاق في المجتمع، ومواجهة الكثير من إخفاقتنا،

التي هي السبب في الكثيرمما نعانيه في حياتنا اليومية، وفي تخلفنا عن العالم الأول..
إن منالشواهد على أننا نعيش أزمة أخلاقية حقيقية، وإننا في حاجة ماسة لتنميةالأخلاق،

هو حديث فضيلة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ
قبل أسبوعين عن العبث الذي يمارسه البعض منّا أثناء السفر في الصيف،
من خلالاستغلال فتوى جواز الزواج بنية الطلاق،
التي أفتى بها فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز ،
تقديرًا لظروف المبتعثين، وقد عارضها في حينها الكثيرمن العلماء

ومن بينهم عمي الشيخ أحمد بن محمد جمال يرحمهم الله جميعًا،
لما رأوا فيه من فتح لأبواب التلاعب والمتعة بالنساء،
إذ يقول فضيلتهحسبما نُشر بهذه الصحيفة السبت 27جمادى الآخرة:
ونرى الرجل الذي يجمع بينأربع زوجات، ثم يطلق إحداهن ليتزوج بأخرى،

وربما جمع الواحد منهم بزواجعشر نساء في شهر واحد، فيتزوج ويطلّق،
وربما من يزعمون تبادل الأدوار،
فهذا يتزوج ثم يطلّق ليتزوجها غيره، وهذه دناءة وقلّة حياء، وأفعال خسيسة.
وتحدث فضيلته عن صور من فساد هذه الزواجات،

التي تبنى على الغش والخداع، ووصفت صرفات الذين يقعون بها بأنها تصرفات دنيئة،
ولا يمكن أن يقبلها إنسان على أخته أو ابنته فكيف يقبلها على غيره؟
وفي رأيي أن ضعف الوازع الأخلاقي لدى بعض الرجال
هو الذي يقف خلف ممارساتهم العبثية بالزواج وبالنساء،
والدليل على ذلك أن من يمارس مثل هذه السلوكيات أو يقرّها تجاه نساء الناس ويرضاها لهن
لا يرضاها لأمّه ولا لابنته ولا لأخته ولا لأي من محارمه
.. فالأخلاق، ثم الأخلاق، ثم الأخلاق،

التي ما بُعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلّا ليتممها..
والله أعلم.

أستغفر الله العظيم ، الذي لا إله إلا هو الحي القيوم
غفار الذنوب ذو الإجلال والإكرام
وأتوب إليه من جميع المعاصي وشرور أنفسنا كلها والذنوب والآثام
ومن كل ذنب أذنبته عمدا أو خطأ ظاهرا وباطنا قولا وفعلا
في جميع حركاتي وسكناتي وخطراتي وأنفاسي
كلها دائما أبدا الذي أعلم من الذنب وما لا أعلم
آمين ،،،


الحياة أمل .. يرافقها ألم .. يفاجئها قدر


هيفولا