المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوميات بحار فى بحور النور


vip_vip
12-18-2010, 11:53 AM
أخوتى الكرام
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذه الحلقات هى إستكمال لسلسلة كنت قد بدأتها منذ فترة طويلة (http://www.ataaalkhayer.com/)
و اليوم أكتب فيها بعض الحلقات الجديدة
و هى بأختصار قصص فى حب سور القرآن الكريم
و كل سورة لها حب مختلف
و لكنهم يجتمعون على أن القلب يحبهم بشغف
........................



أخوتى الكرام
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اليوم نبحر سويا فى رحاب بحر عظيم من بحور النور
فليستعد كل منا لهذه الرحلة النورانية بأن يهيئ قلبه
حتى يستطيع أن يستقبل تلك النفحات النورانية
سنبحر اليوم فى رحاب بحر يقول عنه عبد الرحمن :
لو قدر لى ان أصف هذه السورة بصفة ملموسة لقلت هى أم .... أم شامخة حنون
ما أن يقترب منها الأنسان إلا و يشعر برغبة شديدة فى أن
تحتضنه .... يريح رأسه على صدرها .... يمزج دقات قلبه بقلبها ....
يهدأ كوليد يرتاح فى حضن أمه .... ما أن يقترب قلبه منها حتى يصفو ...
و ينساب اليه تيار دافق من النور .... فينتعش و يبدا فى النهل من هذا النور ...
فهلموا جميعا نركب فى القارب المتهالك فأبحارنا سيكون على الشاطئ فقط
فلسنا بالقوة التى تجعلنا نبحر بعمق
يقول عبد الرحمن : أول ما يطالعنى فيها قوله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

{ الم{1} اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ{2}
نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ{3}
مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ
وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ{4} }
صدق الله العلى العظيم


- نزل عليك الكتاب ............ أنزل التوراة و الإنجيل
- (http://www.ataaalkhayer.com/)بالحق (http://www.ataaalkhayer.com/)
- نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه
- هدى للناس
- أنزل الفرقان
(http://www.ataaalkhayer.com/)الكتاب هو القرآن الكريم و قد جاء الحديث عنه بالفعل نزل
و أختلف الفعل فى نزول التوراة و الإنجيل فلماذا اختلف و هل له دلالة .....
يقول المفسرون أن الفعل نزل هنا دلالة على أنه نزل متفرقا على دفعات ....
نزل نجوما .. شيئا بعد شيئ .. أما فى حالة التوراة و الإنجيل
فالحديث عنهم بالفعل أنزل لأنهم نزلا دفعة واحدة لذلك قال عز وجل أنزل.........
يالروعة دقة اللفظ القرآنى و قوته فى التعبير عن كل حالة .
.................
بالحق (http://www.ataaalkhayer.com/)
فيها قولان ...
الأول ... أن القرآن نزل متضمنا للحق فى كل اخباره و أوامره و نواهيه
و القول الثانى .... أنه نزل الكتاب باستحقاق ان ينزل لما فيه من الخير الجم الكثير ...
و ليس هذا من استحقاق الوجوب على الله عز و جل ...... حاشا لله ....
و لكننا اهل السنة نقول إن هذا الموعود واجب ضرورة صدق الخبر
فكل ما ورد من صيغ الوجوب فإنها تنزل منزلة وجوب صدق الوعد ....
ألهمنا الله الأدب فى حق جلاله و عصمنا جميعا من الزيغ فى القول و ضلال الحديث
..................
نزل عليك .......... لما بين يديه (http://www.ataaalkhayer.com/)
الخطاب للحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم لذلك جاء القول (عليك) ......
ثم يختلف الخطاب و يأتى بالقول لما بين ( يديه )
أختلف الاسلوب من المخاطب الى الغائب
و هو من أساليب القرآن البلاغية فى تغيير صيغة الخطاب لتنبيه السمع و القارئ
و جاء الحديث عن هذا من قبل فى الفاتحة عند تحول أسلوب الخطاب
الذى بدا فى أول الفاتحة إلى أن تغير فى قوله عز و جل ...إياك نعبد .... السورة
سبحانك ربى العظيم ...
تنهمر نعمك على عبادك و هم غير منتبهين فمن نعمة الله هنا أنه يعاوننا على
الإنتباه و التدبر ... فهل نحن منتبهون ؟
...................
هدى للناس (http://www.ataaalkhayer.com/)
يدور فى القلب سؤال ... هدى لكل الناس ؟ فلماذا نرى ناس غير مهتدين .....
إذا كان هدى لكل الناس فلماذا لم يهتدى بعضهم ......
يسارع القلب المتدبر ليتذكر قوله تعالى فى أول البقرة ..... هدى للمتقين
الله .... نرى هنا أنه عز و جل قال .. من قبل ...
أى أن الحديث عن القرآن و أن هدى للناس هنا تقدير للناس المتقين
الذى نزلت فى أول البقرة .... و يرد هذا العام الى الخاص فى اول البقرة
و قاله أبن فورك ( فقيه شافعى توفى 406 هـ )
...........
أنزل الفرقان
(http://www.ataaalkhayer.com/)نلاحظ هنا ان الفعل هو ( أنزل ) و الفرقان فيه قولان
الأول أنه القرآن و قد جاء الفعل هذه المرة ( أنزل ) رغم أنه جاء من قبل ( نزل ) .....
و القول انه لما عبر أولا عن نزوله الخاص جاء الفعل مطابقا للمقصود من الخصوصية ...
و لما جاء ذكره ثانية بصفة زائدة عن معنى الجنس عبر عن نزوله من حيث الإطلاق ...
طبقا لمبدأ ... الكلام يجمل فى غير مقصوده و يفصل فى مقصوده
والقول الثانى أن الفرقان هو جنس الكتب السماوية كلها لأن كلها فرقان
يفرق بين الحق و الباطل لذك جاء الحديث عنها بالفعل ( أنزل )
...........
سبحانك ربى العظيم ....
سبحانك ربى الحليم ....
سبحانك ربى الرحمن الرحيم
يستمر فيض النور يتدفق على القلب المتدبر ..... ينهل من نور القرآن .....
لا يريد العودة من إبحاره فى بحور النور ...
تخشع الجوارح .... تستكين الروح فى جنبات هذا النور ....
ترفض العودة الى الدنيا بصخبها .... ترغب فى البقاء فى هذا الصفاء النورانى ....
و لكنها الحياة
يوجه عبد الرحمن قاربه إلى الشاطئ ليرسو مرغماً حتى لا يطيل عليكم
و إلى لقاء قريب بإذن الله إن كان فى العمر بقية
أدعو الله لى و لكم أن يجعل القرآن الكريم ربيع صدورنا و نور قلوبنا
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته