المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدُّعاء


حور العين
08-21-2015, 07:45 PM
من:الأخت / الملكة نـــور
الدُّعاء
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
( الدُعاءُ هُوَ العِبادة )
ثم قرأ قوله تعالى:
{ وقال ربّكُم ادعوني أستَجِب لَكُم إن الّذينَ يَستَكبِرونَ

عَن عِبادَتي سيَدخُلونَ جَهَنّمَ داخرينَ }

ـ (رواه أصحاب السنن والحاكم وقال الترمذي صحيح الإسناد).

قال بعض العلماء:

لقد ذم الله تعالى قوما تركوا الدعاء في قوله تعالى:

{ ويَقبِضونَ أيديَهُم نَسوا اللّهَ فَنَسِيَهُم }

ولذلك فإن على المؤمن أن يدعو ربه ويكثر من ذلك سواء استجيب دعاءه

أم لا . وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنني أهتم لكي ألهم الدعاء

(أي الدعاء المناسب لكل حالة) فإذا ألهمت الدعاء لم أهتم هل أجيب

دعائي أم لا . ولئن يدعو المرء فلا يستجاب له خير من أن لا يدعو ، لأن

دعاءه هذا هو عبادة يثاب عليها سواء استجيب له أم لا. إن من الصالحين

من جعله الله مستجاب الدعوة كما أثر عن بعض الصحابة كسعد

بن أبي وقاص رضي الله عنه وغيره ، لكن عدم إجابة الدعاء قد تعني

سوء حال الداعي فلا يعبأ الله بدعاءه وقد تعني أن الله قد أخر إجابته إلى

يوم القيامة لكي يرفع من مكانته ، خاصة إذا كان الدعاء متعلقا بأمر

دنيوي عاجل ،

من الدعاء دعاء مستجاب كدعاء النبي لأمته ، والوالد لولده ، والمظلوم

على من ظلمه ، والأخ لأخيه في الله بظهر الغيب ، والدعاء مستجاب

في جوف الليل ، وعند السجود فإن العبد يكون أقرب ما يكون من الله

وهو ساجد. وكذلك الدعاء عند شرب ماء زمزم . وأفضل الدعاء ما كان

عامّا للمسلمين في مصالح آخرتهم أو دنياهم. إن الدعاء العام يشبه

الشفاعة ، فإذا لم يكن الداعي صاحب تقوى وصلاح بحيث يستحق

أن يستجيب الله لما دعى لغيره ، فإن الله لا يأبه بدعائه

قال أنس بن مالك رضي الله عنه

ـ (ورفع ذلك الى النبي في بعض الروايات):

" يأتي على الناس زمان يدعو المؤمن للجماعة فلا يستجاب له ، يقول

الله أدعني لنفسك ولما يحزبك من خاصة أمرك فأجيبك ، وأما الجماعة

فلا ، إنهم أغضبوني "

. ونعوذ بالله من غضبه. فهذا المؤمن الذي يدعو لقوم لا يستحقون أن

يبدّل الله أحوالهم ، لا يستجيب الله لدعائه لهم بل يستجيب دعاءه لخاصة

نفسه فقط. إن على المسلم أن يحفظ بعض الدعاء المأثور عن رسول الله

صلى الله عليه وآله وسلم ودعاء أصحابه والسلف الصالح ، وأن يتخير

من دعائه أفضله ولا يدعو على الناس بالشر انتقاما لنفسه ، بل يكثر

من صالح الدعاء لنفسه ولغيره بالهداية والإستقامة.