المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثم دخلت سنة خمس وأربعين ومائتين


حور العين
08-24-2015, 07:06 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ثم دخلت سنة خمس وأربعين ومائتين هـ
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

فيها‏:‏

أمر المتوكل ببناء مدينة الماحوزة، وحفر نهرها فيقال‏:‏ إنه أنفق على

بنائها وبناء قصر الخلافة بها الذي يقال له‏:‏ اللؤلؤة، ألفي ألف دينار‏.‏

وفيها‏:

‏ وقعت زلازل كثيرة في بلاد شتى، فمن ذلك بمدينة إنطاكية سقط فيها ألف

وخمسمائة دار، وانهدم من سورها نيف وتسعون برجاً، وسمعت من

كوى دورها أصوات مزعجة جداً فخرجوا من منازلهم سراعاً يهرعون،

وسقط الجبل الذي إلى جانبها الذي يقال له‏:‏ الأقرع فساخ في البحر، فهاج

البحر عند ذلك وارتفع دخان أسود مظلم منتن، وغار نهر على فرسخ

منها، فلا يدرى أين ذهب‏.‏

ذكر أبو جعفر بن جرير قال‏:‏

وسمع فيها أهل تنيس ضجة دائمة طويلة مات منها خلق كثير‏.‏

قال‏:‏ وزلزلت فيها الرها والرقة وحران ورأس العين وحمص ودمشق

وطرسوس والمصيصة، وأذنة وسواحل الشام، ورجفت اللاذقية بأهلها

فما بقي منها منزل إلا انهدم، وما بقي من أهلها إلا اليسير،

وذهبت جبلة بأهلها‏.‏

وفيها‏:‏

غارت مشاش - عين - مكة حتى بلغ ثمن القربة بمكة ثمانين درهماً‏.‏

ثم أرسل المتوكل فأنفق عليها مالاً جزيلاً حتى خرجت‏.‏

وفيها‏:‏

‏ مات إسحاق بن أبي إسرائيل، وسوار بن عبد الله القاضي، وهلال الرازي‏.‏

وفيها‏:‏

‏ هلك نجاح بن سلمة، وقد كان على ديوان التوقيع، وقد كان حظياً عند

المتوكل، ثم جرت له حكاية أفضت به إلى أن أخذ المتوكل أمواله وأملاكه

وحواصله، وقد أورد قصته ابن جرير مطولة‏.‏

وفيها توفي‏:

‏ أحمد بن عبدة الضبي، وأبو الحيس القواس مقري مكة، وأحمد بن نصر

النيسابوري، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وإسماعيل بن موسى بن بنت

السدي، وذو النور المصري، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، ومحمد

بن رافع، وهشام بن عمار، وأبو تراب النخشبي‏.‏

وابن الراوندي

الزنديق، وهو‏:‏ أحمد بن يحيى بن إسحاق، أبو الحسين بن الراوندي،

نسبة إلى قرية بلاد قاشان ثم نشأ ببغداد، كان بها يصف الكتب في

الزندقة، وكانت لديه فضيلة، ولكنه استعملها فيما يضره ولا ينفعه

في الدنيا ولا في الآخرة‏.‏

وقد ذكرنا له ترجمة مطولة حسب ما ذكرها ابن الجوزي في سنة ثمان

وتسعين ومائتين، وإنما ذكرناه ههنا لأن ابن خلكان ذكر أنه توفي في هذه

السنة، وقد تلبس عليه ولم يحرجه بل مدحه فقال‏:‏ هو‏:‏ أبو الحسين أحمد

بن إسحاق، الراوندي العالم المشهور، له مقالة في علم الكلام، وكان

من الفضلاء في عصره، وله من الكتب المصنفة نحو مائة وأربعة عشر

كتاباً، منها‏:‏ فضيحة المعتزلة، وكتاب التاج، وكتاب الزمردة، وكتاب

القصب، وغير ذلك‏.‏

وله محاسن ومحاضرات مع جماعة من علماء الكلام، وقد انفرد بمذاهب

نقلها عنه أهل الكتاب‏.‏

توفي سنة خمس وأربعين ومائتين، برحبة مالك بن طوق التغلبي، وقيل‏:‏

ببغداد‏.‏ نقلت ذلك عن ابن خلكان بحروفه وهو غلط، وإنما أرخ

ابن الجوزي وفاته في سنة ثمان وتسعين ومائتين، كما سيأتي له

هناك ترجمة مطولة‏.‏

ذو النون المصري

ثوبان بن إبراهيم، وقيل‏:‏ ابن الفيض بن إبراهيم، أبو الفيض المصري

، أحد مشايخ المشهورين، وقد ترجمه ابن خلكان في الوفيات، وذكر شيئاً

من فضائله وأحواله، وأرخ وفاته في هذه السنة، وقيل‏:‏ في التي بعدها،

وقيل‏:‏ في سنة ثمان وأربعين ومائتين، فالله اعلم‏.‏

وهو معدود في جملة من روى الموطأ عن مالك، وذكره ابن يونس في

تاريخ مصر، وقال‏:‏ كان أبوه نوبياً، وقيل‏:‏ إنه كان من أهل أخميم، وكان

حكيماً فصيحاً‏.‏

وقيل‏:‏ وسئل عن سبب توبته، فذكر أنه رأى قبَّرة عمياء، نزلت من وكرها

فانشقت لها الأرض عن سكرجتين من ذهب وفضة في إحداهما سمسم،

وفي الأخرى ماء، فأكلت من هذه، وشربت من هذه، وقد شكى عليه مرة

إلى المتوكل فأحضره من مصر إلى العراق، فلما دخل عليه وعظه فأبكاه،

فرده مكرماً، فكان بعد ذلك إذا ذكر عند المتوكل يثني عليه‏.‏