حور العين
08-29-2015, 04:23 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ممن توفي سنة سبع وأربعين ومائتين هـ
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله
وفيها: توفي من الأعيان:
إبراهيم بن سعيد الجوهري، وسفيان بن وكيع بن الجراح، وسلمة
بن شبيب.
وأبو عثمان المازني النحوي
واسمه: بكر بن محمد بن عثمان البصري، شيخ النحاة في زمانه.
أخذه عن: أبي عبيدة والأصمعي، وأبي زيد الأنصاري، وغيرهم.
وأخذ عنه: أبو العباس المبرد وأكثر عنه.
وللمازني مصنفات كثيرة في هذا الشأن، وكان شبيهاً بالفقهاء
ورعاً زاهداً ثقةً مأموناً.
روى عنه المبرد: أن رجلاً من أهل الذمة طلب منه أن يقرأ عليه كتاب
سيبويه ويعطيه مائة دينار، فامتنع من ذلك.
فلامه بعض الناس في ذلك فقال: إنما تركت أخذ الأجرة عليه لما فيه من
آيات الله تعالى.
فاتفق بعد هذا أن جارية غنت بحضرة الواثق:
أظلوم إن مصابكم رجلاً * رد السلام تحية ظلم
فاختلف من بحضرة الواثق في إعراب هذا البيت، وهل يكون رجلاً
مرفوعاً أو منصوباً، وبم نصب؟ أهو اسم أو ماذا ؟ وأصرت الجارية على
أن المازني حفظها هذا هكذا. قال: فأرسل الخليفة إليه، فلما مثل بين يديه
قال له: أنت المازني ؟ قال: نعم ! قال: من مازن تميم، أم من مازن ربيعة،
أم مازن قيس ؟ فقلت: من مازن ربيعة. فأخذ يكلمني بلغتي، فقال: باسمك ؟
وهم يقلبون الباء ميماً والميم باء، فكرهت أن أقول مكر فقلت: بكر.
فأعجبه إعراضي عن المكر إلى البكر، وعرف ما أردت. فقال: على
م انتصب رجلاً ؟ فقلت: لأنه معمول المصدر بمصابكم.
فأخذ اليزيدي يعارضه فعلاه المازني بالحجة، فأطلق له الخليفة ألف
دينار، ورده إلى أهله مكرماً. فعوضه الله عن المائة الدينار - لما تركها لله
سبحانه ولم يمكن الذمي من قراءة الكتاب لأجل ما فيه من القرآن
- ألف دينار عشرة أمثالها.
روى المبرد عنه، قال: أقرأت رجلاً كتاب سيبويه إلى آخره، فلما انتهى
إلى آخره، قال لي: أما أنت أيها الشيخ فجزاك الله خيراً، وأما أنا فوالله
ما فهمت منه حرفاً.
توفي المازني في هذه السنة، وقيل: في سنة ثمان وأربعين.
ممن توفي سنة سبع وأربعين ومائتين هـ
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله
وفيها: توفي من الأعيان:
إبراهيم بن سعيد الجوهري، وسفيان بن وكيع بن الجراح، وسلمة
بن شبيب.
وأبو عثمان المازني النحوي
واسمه: بكر بن محمد بن عثمان البصري، شيخ النحاة في زمانه.
أخذه عن: أبي عبيدة والأصمعي، وأبي زيد الأنصاري، وغيرهم.
وأخذ عنه: أبو العباس المبرد وأكثر عنه.
وللمازني مصنفات كثيرة في هذا الشأن، وكان شبيهاً بالفقهاء
ورعاً زاهداً ثقةً مأموناً.
روى عنه المبرد: أن رجلاً من أهل الذمة طلب منه أن يقرأ عليه كتاب
سيبويه ويعطيه مائة دينار، فامتنع من ذلك.
فلامه بعض الناس في ذلك فقال: إنما تركت أخذ الأجرة عليه لما فيه من
آيات الله تعالى.
فاتفق بعد هذا أن جارية غنت بحضرة الواثق:
أظلوم إن مصابكم رجلاً * رد السلام تحية ظلم
فاختلف من بحضرة الواثق في إعراب هذا البيت، وهل يكون رجلاً
مرفوعاً أو منصوباً، وبم نصب؟ أهو اسم أو ماذا ؟ وأصرت الجارية على
أن المازني حفظها هذا هكذا. قال: فأرسل الخليفة إليه، فلما مثل بين يديه
قال له: أنت المازني ؟ قال: نعم ! قال: من مازن تميم، أم من مازن ربيعة،
أم مازن قيس ؟ فقلت: من مازن ربيعة. فأخذ يكلمني بلغتي، فقال: باسمك ؟
وهم يقلبون الباء ميماً والميم باء، فكرهت أن أقول مكر فقلت: بكر.
فأعجبه إعراضي عن المكر إلى البكر، وعرف ما أردت. فقال: على
م انتصب رجلاً ؟ فقلت: لأنه معمول المصدر بمصابكم.
فأخذ اليزيدي يعارضه فعلاه المازني بالحجة، فأطلق له الخليفة ألف
دينار، ورده إلى أهله مكرماً. فعوضه الله عن المائة الدينار - لما تركها لله
سبحانه ولم يمكن الذمي من قراءة الكتاب لأجل ما فيه من القرآن
- ألف دينار عشرة أمثالها.
روى المبرد عنه، قال: أقرأت رجلاً كتاب سيبويه إلى آخره، فلما انتهى
إلى آخره، قال لي: أما أنت أيها الشيخ فجزاك الله خيراً، وأما أنا فوالله
ما فهمت منه حرفاً.
توفي المازني في هذه السنة، وقيل: في سنة ثمان وأربعين.