المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إجتناب الظلم


حور العين
09-01-2015, 06:49 PM
من:الأخت / الملكة نـــور
إجتناب الظلم
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم :

( قال اللّهُ تعالى: يا عِبادي .. إنِّي حَرَّمتُ الظُلمَ على نَفسي وجَعَلتُهُ

مُحَرَّما بينَكُم فلا تظالَموا ، يا عبادي.. كُلُّكُم ضّال إلاّ مَن هَديتُهُ ،

فاستَهدوني أهدِكُم ، يا عِبادي.. كُلُّكُم جائع إلاّ مَن أطعَمتُهُ ،

فاستَطعِموني أطعِمكُم ، يا عِبادي ، كُلُّكُم عار إلاّ مَن كَسوتُهُ ،

فاستَكسوني أكسِكُم ، يا عبادي.. إنّكُم تُخطِئونَ باللّيلِ والنّهار ،

وأنا أغفِرُ الذُنوبَ جَميعا فاستَغفِروني أغفِر لَكُم ، يا عِبادي..

إنَّكُم لَن تَبلُغوا ضُرّي فتَضُروني ولن تَبلُغوا نَفعي فتَنفَعوني ،

يا عِبادي.. لو أن أوَلَكُم وآخِرَكُم وإنسَكُم وجِنَّكُم كانوا على أتقى

قَلبِ رَجُل مِنكُم ما زادَ ذلك مِن مُلكي شيئا ، يا عِبادي.. لو أنّ أوَّلكُم

وآخِرَكُم وإنسَكُم وجِنَّكُم كانوا على أفجَرِ قَلبِ رَجُل مِنكُم ما نَقَصَ

ذلك مِن مُلكي شيئا ، يا عِبادي.. لو أن أوّلَكُم وآخِرَكُم وإنسَكُم

وجِنَّكُم قاموا في صَعيد واحِد فَسألوني فأعطيتُ كُلّ سائِل مَسألَتَهُ

ما نَقَصَ ذلك مما عِندي إلاّ كَما يَنقُصُ المِخيَط إذا أُدخلَ البَحرَ ،

يا عِبادي.. إنَّما هي أعمالُكُم أُحصيها لَكُم ثُم أوفيكُم إيّاها ، فَمَن

وَجَدَ خيرا فليَحمَدِ اللّه ومَن وَجَدَ غيرَ ذلكَ فلا يَلومَنّ إلاّ نَفسَهُ )

(رواه مسلم والترمذي)

من أسماء الله تعالى الحسنى: العدل ،

فكل ما يحكم الله به هو العدل ، ليس فيه ظلم قيد أنملة ، ولا يرضى

من عباده بعضهم على بعض إلاّ بالعدل . فالظلم ظلمات يوم القيامة .

إن دواعي ظلم البشر بعضهم لبعض كامنة في أنفسهم يثير نوازعها

الشيطان . فالأثرة والأنانية وحب العلو والتسلط من الأسباب الرئيسة

للظلم ولكن المؤمن الذي يُحب لأخيه ما يحب لنفسه (20) ، والذي

لا يرضى الظلم لنفسه كيف يرضاه لغيره؟ المؤمن يضع نفسه مكان

المظلوم فلا يعامله إلا بما يحب أن يعامَل هو به. فلا يمنع الناس حقوقهم

التي فرض الله أداءها لهم ، وهو ينصر المظلوم ما استطاع إلى ذلك سبيلا

ولو بكلمة رجاء عند من ظلمه ، ولو بالدعاء إن لم يستطع غير ذلك .

ولكن يجب أن يكون الدعاء بعد محاولة نصرته ثم عدم الاستطاعة .

أما الغافل عن نصرة المظلوم وهو مستطيع ذلك فهو من جملة من ظلمه.

وعلى ذلك فنصرة المظلوم فرض كفاية إذا قام بها بعض المسلمين سقط

الإثم عن الجميع وإن لم يقم بها أحد أثم من كان مستطيعا دفع الظلم ولم

يساعد في دفعه. قال صلى الله عليه و آله وسلم :

( اتَّقوا دَعوةَ المَظلومِ وإن كانَ كافرا

فإنَّهُ ليسَ دونَها حِجاب ) (21)ـ

وقال سعيد بن المسيب:

لا تملئوا أعينكم من أعوان الظلمة إلاّ بإنكار من قلوبكم لئلا تحبط أعمالكم

الصالحة . وجاء رجل إلى سفيان الثوري ، فقال: إني أخيط ثياب السلطان

هل أنا من أعوان الظلمة؟ قال بل أنت من الظلمة أنفسهم ،

ولكن أعوان الظلمة من يبيع الإبرة والخيوط .

الظلم متعدد الأشكال

، فظلم النفس بتعريضها لمقت الله تعالى وغضبه بعدم إطاعة أوامره ،

وظلم الأهل والولد بعدم إعطائهم حقهم أو إطعامهم الحرام أو عدم العدل

بينهم ، وظلم الأمير لرعيته بعدم إعطائهم حقوقهم أو إيثار نفسه وخاصته

عليهم وعدم المساواة بينهم وعدم تطبيق شرع الله بينهم ، وظلم المرأة

عدم إطاعة زوجها وعدم الاهتمام بتربية أولادها ، وظلم ألأجير

من استأجره بعدم إتقان عمله ، وهكذا . وكل هذه الأبواب مما حرم

الله تعالى من الظلم.
وقد مر أن من أكبر أنواع الظلم:

ظلم الضعفاء الذين لا يستطيعون أخذ حقوقهم كالأرملة واليتيم . وأن من

أكبر أنواع الظلم الأخرى شهادة الزور وقول الزور قال تعالى:

{ والّذين لا يشهدونَ الزورَ وإذا مَرّوا باللّغو مَرّوا كِراما } (22) ،

واليمين الغموس التي تغمس صاحبها في جهنم حين يحلفها وهو يعلم أنه

كاذب ابتغاء اقتطاع حق غيره سواء استفاد من ذلك هو أو غيره

من الظلمة.

المراجع :

ـ20ـ حديث: ” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ”

متفق عليه.

ـ21ـ رواه الخمسة عن ابن عباس رضي الله عنهما.

ـ22ـ سورة الفرقان الآية