المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العدل بين الرعية


حور العين
09-02-2015, 06:19 PM
من:الأخت / الملكة نـــور
العدل بين الرعية
عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم:

( ما من والٍ يلي رعية من المسلمين ، فيموت

وهو غاش لرعيته ، إلا حرم الله عليه الجنة )

(أخرجه البخاري)

قال الله تعالى:
{ ولا تحسَبَنّ اللّهَ غافِلا عَمّا يَعمَلُ الظالِمون .

إنَّما يؤخِّرُهُم لِيوم تشخَصُ فيه الأبصارُ } (23)

الظلم ظلمات يوم القيامة

. وكلما عمّ الظلم ناسا أكثر كلما كان عقابه يوم القيامة أشد. فمن استُرعِي

على نفر فظلمهم ببخسهم حقوقهم أو بأخذ أموالهم بغير حق أو بتكليفهم

ما لا يطيقونه أو باستئثاره بحقوقهم لمصالحه فهو في النار ، فكيف بمن

استرعى أمانة أكثر من ذلك . وقد هدد الله الظالمين بقوله تعالى: ”

{ وسيعلم الذينَ ظَلَموا أيّ مُنقَلَب يَنقَلِبونَ } (24).ـ

إن من الظلم ، الرضا بالظلم والإعانة عليه. و

( من أعان ظالما على ظلمه سلّطه الله عليه ) (25).

وإن أحد أسباب تمادي الظلمة في ظلمهم هو بطانة السوء وإعانة بعض

الرعية الظالم على ظلمه. قال تعالى عن قوم فرعون:

{ فاستَخَفّ قومَهُ فأطاعوهُ إنهم كانوا قوما فاسقين } (26) ،

وأنذر الله تعالى بأن عقوبة من أعانه ستكون يوم القيامة أشد العذاب:

{ ويومَ تَقومُ الساعَةُ أدخِلوا آلَ فِرعونَ أشَدَّ العَذابَ } (27)

لاحظ بأنه ذكر أشد العذاب على آل فرعون وليس على فرعون نفسه وهم

الذين قال عنهم صلى الله عليه و آله وسلم:

( أشَدُّ النّاسِ عَذابا يومَ القيامَة مَن باعَ دينَهُ بدُنيا غيرِهِ )

فالظالم بعيد عن مغفرة الله تعالى له حتى وإن تاب ، إلاّ إذا استحله الذين

ظلمهم . وغش الرعية وظلمها له أشكال عديدة ، منها الخفي كالإعلام

الكاذب والتعليم الذي لا يخدم مصلحة الأمة ونشر وسائل اللهو المحرمة ،

ومنها الغش الواضح كالظلم في الأموال والأنفس والحقوق. لذلك فإن

المؤمن إن كان راعيا لا يظلم رعيته بل يبتغي مصالحهم ويسهر عليها ،

وإن كان من الرعية فهو لا يساعد ظالما على ظلمه ويتبرأ من غشه

ويبينه للناس ما استطاع إلى ذلك سبيلا ، فالأمانة موكلة بكل المسلمين

حيث قال صلى الله عليه و آله وسلم:

( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالإمام راع وهو مسؤول

عن رعيته ، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته ، والمرأة

راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها ، والخادم راع

في مال سيده ومسؤول عن رعيته ، والرجل راع في مال أبيه

ومسؤول عن رعيته ، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) (28).ـ

المراجع :

ـ23ـ سورة إبراهيم الآية 42.

ـ24ـ سورة الشعراء الآية 227.

ـ25ـ رواه ابن عساكر عن ابن مسعود.

ـ26ـ سورة الزخرف الآية 54.

ـ27ـ سورة غافر الآية 46.

ـ28ـ رواه أبو داود والترمذي وأحمد والبيهقي
عن ابن عمر رضي الله عنهما.