المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين يوم القيامة(02_02)


حور العين
09-04-2015, 04:18 PM
من: الأخت / غـــرام الغـــرام
رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين يوم القيامة
الجزء الثانى - 02
مكرر

فهذه – والله - رحمة عظيمة!!
إنه يقوم بما أَبَى الأنبياء أن يقوموا به، ثم عند الطلب،

لم يقل: نفسي نفسي، إنما قال: يا رب أمتي ويكررها ثلاثًا لإبراز

مدى حرصه عليها!

إن القلم ليعجز حقيقةً عن تصوير مدى هذه الرحمة النبوية الفياضة!

ثم يكون الحساب بشفاعة الرسول ، ويدخل قوم الجنة، ويدخل آخرون النار،

وممن سيدخلون النار قوم من أمة رسول الله غلبت سيئاتهم حسناتهم،

فأُدْخِلُوا النار عقابًا على ذنوبهم الكثيرة..

فهل ينساهم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!

إنه الآن في الجنة يُنعَّم فيه، ومعه المؤمنون الأطهار،

فهل شُغِل عن جزء عاصٍ من أمته أَبَى أن يستجيب للشرع في الحياة الدني،

فعُوقِبَ بالنار يوم القيامة؟!

أبدًا والله.. إنه لا ينساهم !

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( لَيَخْرُجَنَّ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي مِنْ النَّارِ بِشَفَاعَتِي، يُسَمَّوْنَ: الْجَهَنَّمِيُّونَ )

بل إنَّ هناك تفصيلاً جميلاً في رواية الإمام أحمد

قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( إِنِّي لأَوَّلُ النَّاسِ تَنْشَقُّ الأَرْضُ عَنْ جُمْجُمَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا فَخْرَ،

وَأُعْطَى لِوَاءَ الْحَمْدِ وَلا فَخْرَ، وَأَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا فَخْرَ،

وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا فَخْرَ،

وَإِنِّي آتِي بَابَ الْجَنَّةِ فَآخُذُ بِحَلْقَتِهَا فَيَقُولُونَ: مَنْ هَذَا؟

فَيَقُولُ: أَنَا مُحَمَّدٌ، فَيَفْتَحُونَ لِي، فَأَدْخُلُ،

فَإِذَا الْجَبَّارُ مُسْتَقْبِلِي فَأَسْجُدُ لَهُ،

فَيَقُولُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ، وَتَكَلَّمْ يُسْمَعْ مِنْكَ، وَقُلْ يُقْبَلْ مِنْكَ،

وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ..

فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ: أُمَّتِي أُمَّتِي يَا رَبِّ،

فَيَقُولُ: اذْهَبْ إِلَى أُمَّتِكَ، فَمَنْ وَجَدْتَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ شَعِيرٍ

مِنْ الإِيمَانِ فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، فَأُقْبِلُ فَمَنْ وَجَدْتُ فِي قَلْبِهِ ذَلِكَ

فَأُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ، فَإِذَا الْجَبَّارُ مُسْتَقْبِلِي،

فَأَسْجُدُ لَهُ فَيَقُولُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ، وَتَكَلَّمْ يُسْمَعْ مِنْكَ،

وَقُلْ يُقْبَلْ مِنْكَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي،

فَأَقُولُ: أُمَّتِي أُمَّتِي أَيْ رَبِّ، فَيَقُولُ اذْهَبْ إِلَى أُمَّتِكَ فَمَنْ وَجَدْتَ فِي قَلْبِهِ

نِصْفَ حَبَّةٍ مِنْ شَعِيرٍ مِنْ الإِيمَانِ فَأَدْخِلْهُمْ الْجَنَّةَ،

فَأَذْهَبُ فَمَنْ وَجَدْتُ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَلِكَ أُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ،

فَإِذَا الْجَبَّارُ مُسْتَقْبِلِي، فَأَسْجُدُ لَهُ فَيَقُولُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ،

وَتَكَلَّمْ يُسْمَعْ مِنْكَ، وَقُلْ يُقْبَلْ مِنْكَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ..

فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ: أُمَّتِي أُمَّتِي،

فَيَقُولُ: اذْهَبْ إِلَى أُمَّتِكَ فَمَنْ وَجَدْتَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ

مِنْ الإِيمَانِ فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ،

فَأَذْهَبُ فَمَنْ وَجَدْتُ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَلِكَ أَدْخَلْتُهُمْ الْجَنَّةَ،

وَفَرَغَ اللَّهُ مِنْ حِسَابِ النَّاسِ، وَأَدْخَلَ مَنْ بَقِيَ مِنْ أُمَّتِي النَّارَ

مَعَ أَهْلِ النَّارِ،

فَيَقُولُ أَهْلُ النَّارِ: مَا أَغْنَى عَنْكُمْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْبَدُونَ اللَّهَ لا تُشْرِكُونَ بِهِ

شَيْئً،

فَيَقُولُ الْجَبَّارُ : فَبِعِزَّتِي لأُعْتِقَنَّهُمْ مِنْ النَّارِ، فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ فَيَخْرُجُونَ،

وَقَدْ امْتَحَشُو، فَيَدْخُلُونَ فِي نَهَرِ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ فِيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ

فِي غُثَاءِ السَّيْلِ، وَيُكْتَبُ بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ: هَؤُلاءِ عُتَقَاءُ اللَّهِ ،

فَيُذْهَبُ بِهِمْ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ،

فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ: هَؤُلاءِ الْجَهَنَّمِيُّونَ،

فَيَقُولُ الْجَبَّارُ: بَلْ هَؤُلاءِ عُتَقَاءُ الْجَبَّارِ )

فانظر - رحمك الله- إلى هذه الدرجة الرفيعة، وإلى هذا المقام المحمود،

وإلى هذا الحرص العجيب من رسولنا على مَنْ فعل الموبقات كله،

ولم يكن في صدره سوى مثقال حبة من خردل من الإيمان!!

إنَّ رحمة كهذه تشرح لنا قول ربنا:

{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }

تم بحمد الله