المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 28 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / الصــــدق


vip_vip
12-28-2010, 11:42 AM
28 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / الصــــدق
لفضيلة العضو الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى

أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================




الحمد لله العلي الأعلى ، خلق فسوى ، و قدر فهدى ،


أحصى على العباد أقوالهم و أفعالهم في كتابٍ لا يضل ربي و لا ينسى .


أحمده سبحانه و أشكره ، و أتوب إليه و أستغفره ،


له ما في السموات و ما في الأرض و ما بينهما و ما تحت الثرى ،


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، جلَّت عظمته ، و عمت قدرته ،


و تمت كلمته صدقًا و عدلاً :


{ وَإِن تَجْهَرْ بِٱلْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلسّرَّ وَأَخْفَى }


[طه:7] .


و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدًا عبده و رسوله بعثه بالحق و الهدى ،


فما ضل و ما غوى ، و ما نطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى .


صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله دوحة البيت الطاهرة ،


و على صحابته عصبة الحق الظاهرة ،


و التابعين و من تبعهم بإحسان العالمين في الأولى و الآخرة و سلم تسليمًا كثيرًا .


أمــا بعـــــد :


فأتقوا الله أيها المسلمون ، أتقوا الله و كونوا مع الصادقين ، اصدقوا مع الله ،


و أصدقوا مع عباد الله ، فإن الصدق يهدي إلى البر و إن البر يهدي إلى الجنة ،


و ما يزال الرجل يصدق و يتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا .


صدق الحديث ، و حفظ الأمانة ، و عفة النفس ، و القناعة بالمقسوم من صفات المؤمنين .


و الكذب و الخيانة ، و الطمع الخبيث و الخداع ، من علامات المنافقين


(( وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيُشْهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِى قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ ))


[البقرة:204] .


قد أشترى الضلالة بالهدى ، و العذاب بالمغفرة و العاجل بالآجل ،


فهو من المارقين ، و بظلمه و أقترافه الكذب ، قد خرج من المخاطبين بقوله :


(( يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِينَ ))


[التوبة:119] .


أيها المسلمون ، إن كثرة الكذب و قلة الصدق ،


آفة إذا استشرت في مجتمع قوضت أركان سلامته ، و هدمت أساس استقراره ،


و بدلت اطمئنان أفراده قلقا ، و سعادتهم شقاء ، إذ أن حياة المجتمع في الثقة بين أفراده ،


و لنا أن نتصور إنسانا يعيش في مجتمع مليء بالكذبة ، فكيف تكون حاله ؟


كل خبر يسمعه لا يطمئن إلى صدق مخبره فيه ، حتى يتأكد بنفسه ،


و كل سؤال يسأله لا يرتاح إلى صدق مجيبه حتى يبلوه ،


لا يطمئن في التعامل مع أهله و جيرانه ، و لا في بيعه و شرائه ،


و لا في مكتبه و عمله ، لأنه لا يثق بصدق الناس في إخبارهم و تعاملهم ،


فهل يمكن للمسلم في مثل هذا الجو القاتم أن يحيا حياة مثمرة ،


فضلا عن أن تكون حياة سعيدة هانئة ؟


إن تقدم المجتمع المسلم و رفاهيته و سلامته و إطمئنان أفراده ،


كل ذلك مرهون بشيوع الصدق بين أفراده ، و إنتشار الثقة بينهم ،


و إضمحلال الكذب إلى أقصى حد ممكن ، في تعاملاتهم و عباداتهم ،


و إعلانهم و مدارسهم ، و في شؤون حياتهم كلها .


أيها المسلمون ، لقد حث النبي ( صلى الله عليه و سلم ) على الصدق ،


لأنه مقدمة الأخلاق و الداعي إليها ، و هو علامة على رفعة المتصف به ،


فبالصدق يصل العبد إلى منازل الأبرار ، و به تحصل النجاة من جميع الشرور ،


كما أن البركة مقرونة بالصدق ، قال ( صلى الله عليه و سلم ) :


(( البيعان بالخيار ما لم يتفرقا ، فإن صدقا و بينا ، بورك لهما في بيعهما ،


و إن كذبا و كتما محقت بركة بيعهما ))


[رواه البخاري ومسلم] .


و انظروا في الناس من حولكم ، فلن تجدوا صادقا في معاملته ،


إلا وجدتم رزقه رغدا ، قد حاز في ذلك الشرف و السمعة الحسنة ،


يتسابق الناس إلى معاملته ، و يسعون إلى صحبته ،


الصادق – ياعباد الله- يطمئن إلى قوله العدو و الصديق ،


الصادق الأمين مؤتمن على الأموال و الحقوق و الأسرار ،


و متى حصل منه كبوة أو عثرة ، فصدقه شفيع مقبول ،


أما الكاذب فلا يؤمن على مثقال ذرة ، و لو قدر صدقه أحيانا ،


لم يكن لذلك موقع ، و لا يحصل به ثقة و لا طمأنينة ،


ألا تروا قول الله ـ عز وجل ـ في إخوة يوسف عندما قالوا لأبيهم :


(( يأَبَانَا إِنَّ ٱبْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَـٰفِظِينَ *


وَٱسْئَلِ ٱلْقَرْيَةَ ٱلَّتِى كُنَّا فِيهَا وَٱلّعِيْرَ ٱلَّتِى أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَـٰدِقُونَ *


قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَأْتِيَنِى بِهِمْ جَمِيعًا ))


[يوسف:81-83] .


فصدقهم هذا أبطله كذبهم الأول حينما قالوا عن يوسف :


(( أَكَلَهُ ٱلذّئْبُ ))


[يوسف:14].


ناهيكم ـ أيها المسلمون ـ عمن اعتاد على الكذب و صار عادة له


هل تخالوه يصدق و لو مرة ؟


قال الأصمعي : قلت لكذاب أصدقت قط ؟


قال : لولا أني أخاف أن أصدق في هذا لقلت لا . فيا للعجب .


الصدق ـ أيها الأخوة ـ تبرم به العهود الوثيقة ، و تطمئن له القلوب على الحقيقة ،


فمن صدق في حديثه كان عند الله و عند الناس صادقا محبوبا ، مقربا موثوقا ،


شهادته بر ، و حكمه عدل ، و معاملته نفع ، و من صدق في عمله ،


بَعُد عن الرياء و السمعة ، صلاته و زكاته ، و صومه و حجه ،


و علمه و دعوته ، لله وحده لا شريك له ، لا يريد بإحسانه غشا و لا خديعة ،


و لا يطلب به من الناس جزاء و لا شكورا ، يقول الحق و لو كان مُرًّا ،


لا تأخذه في الصدق مع الله لومة لائم ، فصدقه في أقواله و أفعاله ،


هو مطابقة مظهره لمخبره ، و تصديق فعله لقوله .


فالعلماء الذين ورثوا الأنبياء في رسالتهم ،


و في تبليغ الدين الذي جعله الله أمانة في أعناقهم ،


يجب أن يكونوا القدوة الصالحة في تحريهم للصدق ، في أقوالهم و أفعالهم ،


و أن يعملوا بما يحملونه من العلم و ينقلونه من الدين ، كما قال ـ تعالى ـ:


(( وَلَـٰكِن كُونُواْ رَبَّـٰنِيّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلّمُونَ ٱلْكِتَـٰبَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ))


[آل عمران:79] .


و تلك ـ يا عباد الله ـ من أبرز مظاهر الصدق في العالم .


أيها الأحبة في الله - التاجر الذي يعرض السلعة ، يؤمل فيها الربح المبارك ،


يجب عليه أن يتحرى الصدق في قوله و عمله ، فلا يروج سلعته بالكذب ،


و الأيمان الفاجرة ، فإن ذلك يمحق الكسب ، و يذهب ببركة الربح .


و المحترف بأية حرفة ، و الصانع في أي مجال للصناعة ،


يجب أن يتحرى الصدق في قوله و عمله ،


فلا يزعم زعما لا يصدقه الواقع ، و تكذبه الحقيقة .


و الموظف المؤتمن على مصالح الأمة ، مهما ارتفعت وظيفته ،


و أتسع نفوذه و تشعبت مسؤولياته يجب عليه أن يتحرى الصدق ،


فيما يرفعه إلى ولاة الأمر عن الرعية ، من تقارير و أحكام ، فلا يقرر غير الواقع ،


و لا يحابي أو يجامل أناسا على حساب الآخرين ، و إلا كان غاشا للناس ،


مدلسا فيما يرفعه لولاة الأمر من مصالح العباد و شؤونهم ، تعظم مسؤوليته أمام الله ،


و يؤاخذ على ظلمه للعباد و تقريره خلاف الواقع


((ألا كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته))


[رواه البخاري و مسلم].


و كذلك من يحترف الصحافة ، أو يتصدى لإشاعة الأخبار بأي وسيلة من الوسائل ،


يجب عليه أن يتحرى الصدق فيما ينقله و يرويه ، فلا ينقل كذبا ، و لا ينشر باطلا ،


فإن الكذب حين يذاع ، و الباطل حين ينشر ، يعظم بين الناس خطره ،


و يتفاقم ضرره ، لذلك كله يضاعف الله عقابه ،


قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) في حديث طويل مفاده


(( رأيت الليلة رجلين أتياني ، و قالا: إن الذي رأيته يشق شدقه فكذاب ،


يكذب الكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق ، فيصنع به هكذا إلى يوم القيامة ))


[رواه البخاري و مسلم] .


أيها المسلمون، لقد أمر الله رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) ،


أن يسأله بأن يجعل مدخله و مخرجه على الصدق ؛ حيث قال :


(( وَقُل رَّبّ أَدْخِلْنِى مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِى مُخْرَجَ صِدْقٍ وَٱجْعَل لّى مِن لَّدُنْكَ سُلْطَـٰناً نَّصِيرًا ))


[الإسراء:80] .


و أخبر عن خليله إبراهيم بقوله :


(( وَٱجْعَل لّى لِسَانَ صِدْقٍ فِى ٱلاْخِرِينَ ))


[الشعراء:84] .


و بشر عباده بقوله :


(( وَبَشّرِ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبّهِمْ قَالَ ٱلْكَـٰفِرُونَ إِنَّ هَـٰذَا لَسَـٰحِرٌ مُّبِينٌ ))


[يونس:2] .


و قال ـ تعالى ـ:


(( إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى جَنَّـٰتٍ وَنَهَرٍ *فِى مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِ)) [القمر:54، 55] .


فهذه خمسة أشياء ،


مدخل الصدق ، و مخرج الصدق ، و لسان الصدق ، و قدم الصدق ، و مقعد الصدق ،


و حقيقة هذه كلها هو الحق الثابت المتصل بالله ، الموصل إلى الله ،


و هو ما كان بالله و لله من الأقوال و الأفعال .


و على هذا الطريق و هذا النهج القويم ، سار سلفنا الصالح ـ رضوان الله عليهم ـ ،


فضربوا لنا أروع الأمثلة ، و بلغوا قمم البطولات ، و أناروا بصدقهم دياجير الظلمات ،


و رسموا لنا معالم الصدق على صحائف من نور .


فهذا أنس بن النضر رضي الله عنه حين قال :


أما و الله لئن أراني الله مشهدا مع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ،


ليرين ما أصنع ، فشهد أحدا ، فاستقبله سعد بن معاذ فقال إلى أين ؟


فقال : لريح الجنة إني أجد ريحها دون أحد . فقاتل حتى قتل فوجد في جسده بضع و ثمانون ،


ما بين رمية و ضربة و طعنة ، فنزل قوله ـ عز و جل ـ:


(( مّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَـٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ


فَمِنْهُمْ مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً ))


[الأحزاب:23] .

vip_vip
12-28-2010, 11:43 AM
و هذا كعب بن مالك عندما صدق في تخلفه عن غزوة تبوك


و كان من الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت و ضاقت عليهم أنفسهم ،


قال له رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) :


(( أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك )) .


قلت أمن عندك ، أم من عند الله ؟ قال : (( من عند الله ))


قلت : يا رسول الله إنما نجاني الله بالصدق ، و إن من توبتي ألا أحدث إلا صدقا ما بقيت ،


فوالله ما تعمدت كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إلى يومي هذا ،


و إني لأرجو الله أن يحفظني فيما بقي .


أيها المسلمون ، إنكم ترون بأعينكم ، كيف تأخر بنا الشوط ، و سلب منا المجد ،


مع كثرتنا العددية على سطح الكرة الأرضية ،


و ما ذاك إلا من تهورنا ، و قلة صدقنا ، و فشوا جهلنا .


فما أجدرنا أن يكون الصدق رائدا لنا في جميع أعمالنا و أقوالنا !


و ليس ذلك على همة المسلم المخلص ببعيد .


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :


(( فَلَوْ صَدَقُواْ ٱللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ ))


[محمد:21] .


بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم و نفعني و إياكم بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم .


أقول ما سمعتم و أستغفر الله لي و لكم و لسائر المسلمين من كل ذنب


فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f69765%5fAOcNw0MAAGngTMC%2fQwLimQa 3Hkw&pid=1.7&fid=adnan&inline=1




http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f69765%5fAOcNw0MAAGngTMC%2fQwLimQa 3Hkw&pid=1.8&fid=adnan&inline=1


الحمد لله ، وعد الصادقين بالمغفرة و الأجر الكريم ،


أحمده سبحانه و أشكره ، و أتوب إليه و أستغفره ،


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الملك الحق المبين ،


و أشهد أن سيدنا محمدا عبده و رسوله الصادق الأمين ،


اللهم صلِّ و سلم على عبدك و رسولك محمد و على آله و صحبه أجمعين .


أمـــا بعـــــــد :


فاتقوا الله عباد الله ، و أعلموا أن خير الحديث كلام الله ،


و خير الهدي هدي محمد ( صلى الله عليه و سلم ) ،


و إياكم و محدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة ،


و عليكم بجماعة المسلمين فإن يد الله على الجماعة ، و من شذ عنهم شذ في النار .


عباد الله ، إلى جانب الفضائل و المحامد التي يغرسها الإسلام في النفوس ،


كوسيلة للصلاح و الإصلاح ، إلى جانبها نقائص و رذائل حاربها الإسلام ،


لأنها مزلة للأقدام و عوامل لهبوط النفس الخلقي ، و في طليعتها الكذب ،


فهو من أقبح النقائص ، و أردى الرذائل ،


قال ـ تعالى ـ منفرا منه :


(( إِنَّمَا يَفْتَرِى ٱلْكَذِبَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَـٰتِ ٱللَّهِ وَأُوْلـئِكَ هُمُ ٱلْكَـٰذِبُونَ ))


[النحل: 105] .


و قرن الله ـ تعالى ـ الكذب بعبادة الأوثان ، فقال ـ تعالى ـ:


(( فَٱجْتَنِبُواْ ٱلرّجْسَ مِنَ ٱلاْوْثَـٰنِ وَٱجْتَنِبُواْ قَوْلَ ٱلزُّورِ))


[الحج:30] .


فهل بعد ذلك سبيل ، إلى أن يتخذ المؤمن الكذب مطية لسلوكه ،


أو منهجا لحياته و رغباته، أو حبلا يتسلق به إلى مآربه ؟


لذلك نرى الإسلام قد حارب الكذب بكل صنوفه و أشكاله ، حربا شعواء لا هوادة فيها .


قيل للنبي ( صلى الله عليه و سلم ) :


أيكون المؤمن جبانا قال : (( نعم )) ،


قيل له : أيكون بخيلا ؟ قال: (( نعم )) ،


قيل له: أيكون المؤمن كذابا ؟ قال : (( لا ))


[رواه مالك في الموطأ] .


فما أجدر من اعتاد الكذب ، بأن ينبذ من المجتمع و يهجر ، و يقاطع فلا يعامل ،


و لا يصاحب و لا يجاور ! لقد كذب الشيطان حين قال :


(( قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ))


[الأعراف:12] .


فقال له ربه :


(( قَالَ فَٱخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ *وَإِنَّ عَلَيْكَ ٱللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلدّينِ ))


[الحجر:34، 35] .


و كذب اليهود و النصارى في قولهم :


(( نَحْنُ أَبْنَاء ٱللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ))


[المائدة:18] ،


فأخزاهم الله و رد عليهم


(( بَلْ أَنتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ))


[المائدة: 18] .


فأتقوا الله رحمكم الله ، و اصدقوا و تحروا الصدق حتى تكتبوا عند ربكم من الصديقين ،


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :


(( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ للَّهِ شُهَدَاء بِٱلْقِسْطِ


وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَانُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ ))


[المائدة:8] .


هذا و صلوا و سلموا على نبيكم محمد ( صلى الله عليه و سلم ) ، فقد قال :


((من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا)) ،


فصلوا و سلموا على الرحمة المهداة و النعمة المسداة


نبيكم محمد رسول الله ، فقد أمركم بذلك ربكم فى عُلاه


فقال في محكم تنزيله و هو الصادق في قيله :


( إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً )


[ الأحزاب : 56 ] .


اللهم صلَّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك سيدنا و نبينا محمد ،


و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجه أمهاتنا أمهات المؤمنين ،


و أرض اللهم على الخلفاء الأربعة الراشدين أبى بكر و عمر و عثمان و على


و العشرة المبشرين و على سائر الصحابة و التابعين


و من سار على دربهم إلى يوم الدين


و عنا معهم بعطفك و جودك و كرمك يا أرحم الراحمين


اللهم أعز الإسلام و المسلمين و ............ ثم باقى الدعاء



اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم
اللهم أميـــــن
أنتهت