المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بَيْتَ الْحَمْدِ


حور العين
09-05-2015, 07:07 PM
من:الأخ / إبراهيم أحمد - موقع الشيبة الصديق
بَيْتَ الْحَمْدِ
عَنْ أَبِي سِنَانٍ قَالَ
( دَفَنْتُ ابْنِي سِنَانًا وَأَبُو طَلْحَةَ الْخَوْلَانِيُّ جَالِسٌ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ

فَلَمَّا أَرَدْتُ الْخُرُوجَ أَخَذَ بِيَدِي فَقَالَ أَلَا أُبَشِّرُكَ يَا أَبَا سِنَانٍ قُلْتُ بَلَى

فَقَالَ حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَرْزَبٍ عَنْ أَبِي مُوسَى

الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قَالَ :"إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ قَالَ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي

فَيَقُولُونَ نَعَمْ فَيَقُولُ قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ فَيَقُولُونَ نَعَمْ فَيَقُولُ مَاذَا

قَالَ عَبْدِي فَيَقُولُونَ حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ فَيَقُولُ اللَّهُ ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا

فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ )

رواه الترمذي 942 وأحمد 18893 والبيهقي في الشعب 9369 وابن

حبان في صحيحه وحسنه الألباني لغيره في السلسلة 1408

( واسترجع ) أي قال :

إنا لله وإنا إليه راجعون

فيض القدير للمناوي 1/564
قال الطيبي :

رجع السؤال إلى تنبيه الملائكة على ما أراد اله من التفضل على عبده

الحامد لأجل تصبره على المصائب وعدم تشكيه بل إعداده إياها من النعم

الموجبة للشكر ثم استرجاعه وأن نفسه ملك لله وإليه المصير ، وقال أولا

: ولد عبدي : أي فرع شجرته ثم ترقى إلى ثمرة فؤاده أي نقاوة خلاصته

فإن خلاصة المرء الفؤاد إنما يعتد به لمكان اللطيفة التي خلق لها فحقيق

لمن فقد تلك النعمة فتلقاها بالحمد أن يكون هو محمودا حتى المكان الذي

يسكنه ولذلك قال (فيقول الله تعالى) لملائكته أو لمن شاء من خلقه

(ابنوا لعبدي بيتا في الجنة) يسكنه في الآخرة (وسموه بيت الحمد) أخذ

من تسميته به أن الأسقام والمصائب لا يثاب عليها لأنها ليست

بفعل اختياري بل هو على الصبر.

(تنبيه)
ظاهر ترتيب الأمر ببناء البيت على الحمد والاسترجاع معا أنه لو أتى

بأحدهما دون الآخر لا يبنى له شئ وعليه فكان القياس في وجه التسمية

أن يقال سموه بيت الحمد والاسترجاع ، لكن الأقرب أن الخصلة التي

يستحق بها ذلك إنما هي الحمد ، وذلك الاسترجاع معه كالتتمة والرديف

بدليل إفراده بالتسمية.
قال المصنف:

موت الأولاد فلذ الأكباد ومصابهم من أعظم مصاب وفراقهم يقرع القلوب

والأوصال والأعصاب ، يا له من صدع لا يشعب يوهي القوي ويقوي

الوهي ويوهن العظم ويعظم الوهن مر المذاق صعب لا يطاق يضيق عنه

النطاق شديد على الإطلاق لاجرم أن الله تعالى حث فيه على الصبر الجميل

ووعد عليه بالأجر الجزيل وبنى له في الجنة ذاك البناء الجليل