المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل ترضى أن تخطب لابنتك ؟


حور العين
09-07-2015, 05:57 PM
من:الأخت / غـــرام الغـــرام
هل ترضى أن تخطب لابنتك ؟
تحقيق - محمد الغامدي
فتيات لا يستطعن مصارحة آبائهن بالرغبة في الزواج

وصلن إلى عمر العنوسة

هل ترضى أن تخطب لابنتك ؟

1 - الفتاة لا يمكن أن تطلب من أبيها أن يزوّجها.

2 - لمّح لمن تثق فيه ويستحق أن يكون زوجاً وسهّل عليه المهر

وتنازل عن بعض شروطك.

3 - الوعي المجتمعي يقلل معاناة العانس .

4 - بقاء الفتاة دون زواج يؤثر على نفسيتها.

كثير من الفتيات يقبعن خلف جدران منازلهن ولا يستطعن مصارحة آبائهن

أو أمهاتهن بالرغبة في الزواج، حتى مرّت الأعوام،

لتنتقل الفتاة إلى قائمة "العوانس"، الأمر الذي من الممكن أن يجعلها

تقبل بأي زوج بعد سنوات الانتظار،

وربما كان هذا الزوج غير مناسب لها إطلاقاً، فترضخ للأمر الواقع وتقبل به؛

لتتفاجأ بعد ذلك برجل لا يعرف عن الحياة الزوجية شيئاً،

وربما نشبت الخلافات بينهما، لينتهي الأمر ب"الطلاق"!.

إن الأمر يتطلب تفاعل أولياء أمور الفتيات مع حالهن،

فمن غير المعقول أن تأتي الفتاة وتقول لوالدها: "أريد زوجاً"!،

لكن من الممكن أن يشعر الأب برغبة ابنته،

وبالتالي بحثه عن زوج مناسب لها، وإن لم يستطع عليه أن يُبلِّغ من يثق به

بالبحث، سواء ب"المصارحة" أو "التلميح"،

إلاّ أن ذلك التصرف يحتاج إلى زيادة الوعي في المجتمع،

من خلال توضيح "معاناة العوانس"، وأنه لا غرابة في أن يبحث الأب

عن زوج لابنته !.

ولتعزيز مفهوم: " اخطب لابنتك "، علينا إثارة الموضوع،

مع إبراز حالات العنوسة، وكذلك إجراء لقاءات

أوراق العمر

"س" فتاة تجاوز عمرها (35) عاماً.. لا تملك الجرأة على فتح موضوع

الزواج مع والديها؛ فهي لا تستطيع إخبار أحد بما تُعانية،

إلاّ أنها قد تنفجر قهراً؛ فأوراق عمرها تتساقط في كل عام،

ومع هذا لم تتجاوز دائرة أحلامها،

بدأت تهرب من الاجتماعات الأُسرية والمناسبات، فالكل يلاحقها ويقول:

"هل فلانة تزوجت"؟.

وتساءلت من المسؤول عن عنوستها؟،

فقد أثّرت العنوسة على أعصابها وخيِّل لها أنها سمعت رجلاً

يحدثها من مقعدها الخالي، معترفةً أنها فتاة قوية الإرادة، ناجحة،

إلاّ أنها ضعيفة أمام مجتمعها، وكذلك أمام طلبات والدها،

متسائلةً مرةً أخرى: لماذا يهتم الآباء بالبحث لأبنائهم عن زوجات،

في المقابل لا يستطيعون خطبة شباب صالحين لبناتهم؟. معهن،

إلى جانب أن تتحمل الجهات المعنية المشكلة؛

لأنها مشكلة مجتمع بأكمله وليست فردية، كما أنه من المهم تقليل متطلبات

الزواج وتكاليفه.

اختلاف واستدلال

وقال "غ": اختلفت نظرات الناس حول هذا النوع من الخطبة

بين مُؤيد ومُعارض، فالمؤيدون استدلوا بالآية الشريفة

في قصة نبي الله موسى عليه السلام مع نبي الله شعيب حينما:

{ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ }

فهذا نبي من أنبياء الله وقد عرض ابنته، بمعنى أن لا ضير ولا عيب من هذا

التصرف، مضيفاً أن هناك أسباباً أُخرى حول أسباب الرفض منها؛

أن عرض الفتاة على الولد فيه انتقاص من حقها،

بل وفيه نوع من فتح الباب لعدم احترامها مستقبلاً من قبل الزوج،

بحيث يذكرها دائماً أن والدها هو من عرضها عليه،

وربما تكون تلك النظرة عند قلة من الناس .

وأوضح المواطن "ع" أنه من المستحيل أن يخطب لابنته او أخته؛

لأن هذا الأمر يعد من العيب، متسائلاً: هل أصبحت الفتاة بضاعة نعرضها ؟،

نحن عشنا وتربينا على العادات والتقاليد ولن نخرج عنها،

مؤكداً على أن زواج ابنته أو شقيقته سيكون بمثل ما تعودوا عليه،

بأن يخطبها أهل العريس، أو تجلس إلى أن يكتب الله لها نصيب !.

مصدر المحبة

وذكر "ف" أنه ليس ضد خطبة الأب لابنته، خاصةً في وقتنا الراهن،

حيث باتت المنازل تكتظ بعدد الفتيات،

مضيفاً أن الفتاة كانت تُعرف في السابق عن طريق الجيران

ومناسبات الزواج وخلافه، أما اليوم فقد بات الجار لا يعرف عن جاره شيئاً،

بل وتقطعت العلاقات الأسرية، مشيراً إلى أنه أصبح البحث عن شاب صالح

أمر مهم، على أن يضاعف الاهتمام بها ويخاف الله فيها؛

لأنه أصبحنا نعاني من قضيتين هما العنوسة والطلاق.

المرأة تُخطب

وأكد الشيخ "د.صالح بن عبدالرحمن اليوسف" -قاضي بمحكمة الاستئناف

في المنطقة الشرقية- على أن الاسلام يحث على الزواج؛

لأنه الرابط الشرعي بين الرجل والمرأة والعهد والميثاق الغليظ بينهما،

إلى جانب أنه مصدر المحبة والمودة، وهو حاجة للزوجين نفسية وجسدية

واجتماعية، مضيفاً أن الزواج أساس تنظيم الحياة البشرية

عظّم الله فيه حق الزوج على زوجته، وحقها عليه،

وأوجب حسن العشرة والمعاشرة بينهما،

حتى جعل كل واحد للآخر كاللباس في قوله تعالى:

{ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ }

موضحاً أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال :

( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه )

وهذا فيه تأكيد على الولي ألا يزوّج إلاّ صاحب الدين والخُلق،

وفيه أيضاً أن المرأة هي التي تُخطب، وأن الزوج عليه عبأ الخطبة

وابتداء تأسيس الزواج،

حيث قال صلى الله عليه وسلم:
( إذا جاءكم )

فدلَّ أن الرجل هو من يسعى لذلك.

وقال:"جاء في أنواع من تخطب من النساء لدينها وجمالها وحسبها

ومالها بقوله صلى الله عليه وسلم:

( تُنكح المرأة )

وهو ما يؤكد على أن الرجل هو الخاطب والمرأة هي المخطوبة،

لكن ذلك لا يمنع إبداء الرغبة والمبادرة من ولي الفتاة،

بل ذكر بعض أهل العلم أن هذا من السنن التي أماتها الناس

في واقعنا المعاصر؛ لأن ذلك من هدي السلف الصالح،

وهو أمر جائز ومندوب إليه، طمعاً في كسب الرجل الصالح في دينه وخلقه،

وليكون ذلك سبباً في استمرار النكاح والسعادة بين الزوجين".

شروط تعجيزية

وذكر الشيخ "د.اليوسف" أن الولي في كثير من الأحيان لا يشترط مهراً

عالياً لابنته، بل يكتفي حتى بمبلغ زهيد، طمعاً بزوج صالح لابنته،

وفي قصة موسى عليه الصلاة والسلام ما يدل على ذلك،

حيث عُرض عليه الزواج،

وكذلك فعل خليفة المسلمين "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه

حين عرض ابنته "حفصة" على "عثمان بن عفان" و"أبو بكر الصديق"

رضي الله عنهما، ثم زوّجها خير الخلق أجمعين

نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكداً على أنه في زماننا

هذا ما أحوجنا الى إحياء هذه السنة في مجتمعاتنا؛

لأن ذلك جزء من مسؤولية الولي تجاه ابنته واخته

في البحث عن الزوج المناسب.

وشدّد على الآباء ووجه لهم رسالة، قائلاً:

متى وجد الأب زوجاً مناسباً فعليه أن يصرح بذلك له،

فإن كان يخجل من التصريح فعليه بالتلميح المناسب،

أو أن يرسل رسولاً يؤدي المهمة؛ لأن المقصد واحد وإن اختلفت الطريقة

مبيناً أنه على أولياء الأمور أن يراعوا الشباب،

فلا يكثروا من الشروط التعجيزية التي ترهق كاهل الزوج،

وعليهم تيسير الزواج للقضاء على العنوسة التي أصبح الشباب

يعانون منها قبل الفتيات؛ لضخامة تكاليف الزواج،

كما أنه من المهم العمل بهدي النبي صلي الله عليه وسالم

فيما روته عائشة رضي الله عنها:

( أعظم النساء بركة أيسرهن صداقاً )

منظومة اجتماعية

وقال "د.إبراهيم الصيخان" -مستشار نفسي وأُسري-:

إن لكل مجتمع ثقافة خاصة به، ولهذه الثقافة مكونات،

ومنها العادات والتقاليد والموروثات السلوكية،

التي أصبحت نظاماً اجتماعياً له، إضافةً إلى المعتقدات الدينية،

ونظم المجتمع المحدثة وقوانينه، كل ذلك بمثابة نظام يُسيّر سلوكياتهم

الاجتماعية، مضيفاً أن الزواج وعاداته هو جزء من تلك المنظومة

الاجتماعية، مبيناً أن عملية التغيير والتغير لها دور كبير،

فنجد أن بعض المجتمعات تستجيب لعملية التغير بسرعة للتكيف مع متطلبات

الحياة، وأخرى تتمسك بقوة بموروثاتها ونظامها الاجتماعي،

خاصةً فيما يتعلق ببعض القضايا الحساسة،

مؤكداً على أن الزواج أحد تلك القضايا التي يصعب معها التغير بسرعة،

موضحاً أن المعتاد لدينا هي أن تُخطب الفتاة من والدها أو وليها،

وإن كانت هناك حالات حدثت على استحياء في أن خطب الأب لابنته؛

لأنه كان يفكر بعقلانية كبيرة، فهو وجد أن ابنته قد وصلت إلى مرحلة عمرية

يجب معها أن تدخل بيت الزوجية،

وأن تكون في مثل هذا العمر في زوجة وأم.

إثارة الموضوع

وأشار "د.الصيخان" إلى أنه لتعزيز مفهوم: "اخطب لابنتك"،

علينا أن نؤدي عدة خطوات عملية؛ أولها إثارة الموضوع

على مستوى المجتمع، ولكن ليكون الطرح متعقلاً وذا رصانة يقبله المجتمع،

مع إبراز حالات العنوسة، وإجراء لقاءات معهن،

وكذلك تحديد من هي العانس من الناحية القانونية،

حتى لا يكون المفهوم بدون وصف أو حدود دقيقة للمعنى،

إضافةً إلى إبراز حياة حالات وصلن إلى العنوسة،

وما سبب لهن ذلك الوضع من الم في حياتهن،

إلى جانب أن تتحمل الجهات المعنية المشكلة؛

لأنها مشكلة مجتمع بأكمله وليست فردية،

وكذلك لابد أن نعمل على تقليل متطلبات الزواج وتكاليفه،

مؤكداً على أن ما حدث في عملية الابتعاث كان له دور في تعجيل تزويج

البعض لتتوافق مع شرط المحرم،

كما أنه من المهم تفعيل دور "لم الشمل" الوظيفي، ليُغطي جميع الوظائف

الحكومية، وليكن بشكل جدي أكثر مما هو علية الآن،

ولا ننسى أهمية تشجيع الزواج المبكر،

ومساعدة الشاب في إيجاد المسكن الخيري الميسر للخمس سنوات الأولى،

وكذلك تشجيع التعدد في الزوجات.

مشاكل كثيرة

وبيّن "د.الصيخان" أن للعنوسة مشاكل كثيرة،

من أبرزها مشاكل اقتصادية واجتماعية وأخلاقية وأمنية،

مضيفاً أن كل تلك المشاكل تُؤثر على درجة تماسك المجتمع،

حيث نجد كثيراً من تلك الفتيات التي وصلن إلى سن العنوسة،

أصبحن يرضين بأي شخص يطرق الباب،

حتى وإن كان غير مناسب في مواصفاته كزوج يتحمل المسؤولية،

وهذا التنازل خلق لدينا مشكلة أخرى وهي الطلاق،

وتحول كثير من الفتيات من عانس إلى مطلقة،

وهنا تكمن المشكلة الاجتماعية، مضيفاً أن نظرة المجتمع للأسف للمطلقة

ليست بالمستوى أو بالمحتوى المنصف لهن،

وما يلي ذلك من حسرة الفتاة على حالها،

ورغبتها الملحة في البحث عن الاستقرار،

يتحول معه إلى تنازل في كثير من الثوابت، فالزواج من أجنبي أحداها،

وهذا يُعد مشكلة أخرى أمنية وأخلاقية،

لافتاً إلى أن عدم الاستقرار والمشكلات التي تحدث للأبناء

وعدم حصولهم على الجنسية، أو حدوث مشكلة بين الزوجين،

وخروج الأب بالأبناء وبقاء الأم مرة أخرى لوحدها،

كل ذلك من إفرازات هذه المشكلة بصورة مباشرة وغير مباشرة.

قناعة فعلية

وشدّد "د.الصيخان" على أنه للتغلب على تلك المشكلة،

تأثير رموز المجتمع من خلال الاقتداء بهم، وهذا أفضل أسلوب،

من خلال "نمذجة" سلوك المجتمع عملياً،

والوصول إلى القناعة الفعلية للبدء في ممارسة هذا السلوك

والذي أصبح مقبولاً اجتماعياً، مؤكداً على أنه لا يجد غضاضة

أن يخطب الأب لابنته، ولن أتردد في فعلها،

فمن الحكمة في هذا الوقت أن تبحث لابنتك عن من يعرف قيمتها ويصونها،

مشيراً إلى أنه متى وُجد الشاب الذي تنطبق عليه هذه الشروط،

فلن يتردد في الحديث معه.