المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الذنب في مـكة ليس كالذنب في غيره


حور العين
09-13-2015, 05:31 PM
من:الأخ / إبراهيم أحمد - موقع الشيبة الصديق
الذنب في مـكة ليس كالذنب في غيره
قال ابن القيم - رحمه الله
- "تضاعف مقادير السيئات فيه لا كمايتها فإن السيئة جزاؤها سيئة،

لكن سيئة كبيرة". ثم يقول: "فالسيئة في حرم الله وبلده وعلى بساطه

آكد وأعظم منها في طرف من أطراف الأرض، ولهذا ليس من عصى

الملك على بساط ملكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه".

انتهى. زاد المعاد 1-51 .

قال سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز- رحمه الله –

"أما السيئات فالذي عليه المحققون من أهل العلم أنها لا تضاعف من

جهة العدد ولكن تضاعف من جهة الكيفية ، أما العدد فلا ، لأن الله

سبحانه وتعالى يقول :

{ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا

وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا }
فالسيئات لا تضاعف من جهة العدد لا في رمضان ولا في الحرم ولا في

غيرها ، بل السيئة بواحدة دائما وهذا من فضله سبحانه وتعالى وإحسانه

. ولكن سيئة الحرم ، وسيئة رمضان ، وسيئة عشر ذي الحجة أعظم إثما

من السيئة فيما سوى ذلك ، فسيئة في مكة أعظم وأكبر وأشد إثما من

سيئة في جدة والطائف مثلا ، وسيئة في رمضان ، وسيئة في عشر

ذي الحجة أشد وأعظم من سيئة في رجب ، أو شعبان ونحو ذلك .

فهي تضاعف من جهة الكيفية لا من جهة العدد ، أما الحسنات فهي

تضاعف كيفية وعددا بفضل الله سبحانه وتعالى ، ومما يدل على شدة

الوعيد في سيئات الحرم وأن سيئة الحرم عظيمة وشديدة ، قول الله تعالى

{ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }

مجلة التوعية الإسلامية في الحج التي تصدر بمكة صـ 388
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

فالحسنة تضاعف بالكم وبالكيف . وأما السيئة فبالكيف لا بالكم ، لأن الله

تعالى قال في سورة الأنعام وهي مكية :

{ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ

فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ }

الأنعام/160
وقال :
{ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }

الحج/25 .
ولم يقل : نضاعف له ذلك . بل قال :

{ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }

فتكون مضاعفة السيئة في مكة أو في المدينة مضاعفة كيفية .(

بمعنى أنها تكون أشد ألماً ووجعاً لقوله تعالى : وقال :

{ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }

الحج/25 .اهـ.... الشرح الممتع" (7/262)

قال ابن مسعود رضي الله عنه:

لو أن رجلا همّ فيه بسيئة وهو (بعدن أبين) لأذاقه الله عذابا أليما،

رواه ابن جرير

قال ابن عمر رضي الله عنه:

العمل في الحرم أفضل والخطيئة فيه أعظم فينبغي لمن كان فيه أن يضبط

نفسه ويسلك طريق السداد في جميع ما يهم به ويقصده .

.من تفسير الألوسي للآية 13/42