المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحلقه الثانيه ( إتيكيت الطعام و آداب المائدة )


vip_vip
01-01-2011, 12:17 PM
الحلقةالثانية


( إتيكيت الطعام و آداب المائدة )


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f6178%5fAOgNw0MAACkxTR5UFw4kQEOP1k U&pid=1.4&fid=Inbox&inline=1


هلتعلم ؟؟


مئذنة الكُتُبيه التي أقيمت في مدينة مراكش الغربية منذ ثمانية قرون ،


مُزج في مواد بنائها 900 كيس من المسك ،


بحيث تظل عابقة دائماً بعطره


***************


إمتداد لسلسلة البروتوكول و الدبلوماسية فى الحضارة الاسلامية


نتطرق اليوم لموضوع آخر جديد و هو



آداب الطعام و المآدب


بين الحضارة الاسلامية والعصر الحديث


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f6178%5fAOgNw0MAACkxTR5UFw4kQEOP1k U&pid=1.5&fid=Inbox&inline=1


لما كان الأنسان هو خليفة الله فى الارض ،


خلقه للقيام بواجبات العبادة و لإعمار الكون و إظهار المشئية الالهية من ناحية ثانية ،


و لما كان التعارف هو وسيلة الالتقاء بين الناس على النحو المعروف لذا فإن الاكل


يعد حجر الزاوية فى هذه الامور جميعا ، فهو الذي يقيم البدن و يقويه و ينميه


و من ثم يستطيع القيام بالواجبات المنوطة به كما أن للوليمة أهمية كبرى فى التعارف


و إقامة الود بين الناس و توطيد العلاقات و الصداقات بينهم ،


و عليه فان آداب الأكل و الولائم من أهم موضوعات البروتوكول و الإلتزام بها


يدل عن شخصية الفرد و ثقافته و حضارته و الطبقة الأجتماعية التى ينتمى اليها


و سنتناول الأن آداب الطعام و الولائم فى الإسلام ثم فى المجتمع الحديث


على النحو السابق فى سلسلة حلقاتنا حول الموضوع


أولا : بروتوكول الطعام والولائم فى الاسلام


نظر الاسلام إلى الأكل كوظيفة أجتماعية ذات طابع دينى


فقد قال الله و قوله الحق سبحانه و تعالى :


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ


وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }


البقرة172


و الربط بين الأكل و الدين يجعل للأكل آدابا تجدر مراعاتها


و يمكن تقسيم هذه الآداب الى آداب متعلقة بحالة الأكل منفردا و آداب الولائم


و يتعلق بهذا الامر عدة آداب عامة نورد منها


أولا : آداب الأكل منفردا


أ - الآداب السابقة للطعام


1- يلزم أن يكون الطعام طيبا ، أى مكتسبا من حلال


2 - غسيل اليدين قبل تناول الطعام و كذلك بعده


و هذا يبرز حرص الإسلام على النظافة و الطهارة دائما


3 - يحبذ الإسلام أن يكون الطعام موضوعا على الأرض


إقتداءً بالنبى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم


و أن كان ليس هناك مانع من الأكل على المائدة


4- الجثو على الركبتين أو نصب الرجل اليمنى و الجلوس على اليسرى


كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم


5 - أن يرضى الأنسان بالموجود من الطعام و ينوى بالأكل


وجه الله و التقوى على عبادته


ب - آداب حالة الاكل


1- يبدأ المسلم الأكل ببسم الله الرحمن الرحيم و يختم بالحمد لله و الدعاء المعهود


2 - الأكل باليمين و مما أمامه و أن يُصغر اللقمة و يجيد مضغها


3 – لا يمد المسلم يده للقمة ما لم يبلع الأخرى و كذا لا يذم مأكولا فأذا لم يعجبه تركه


4 - التمهل فى الطعام خاصة إذا كان ساخنا و لا ينبغى النفخ فى الطعام بغرض تبريده


لما فيه من نهى عن رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم


5 - بالنسبة للفاكهة يمكن للفرد أن يقلب الطبق ليختار ما يأكل و يفضل أن يأكل وتراً


6 – لا يستحب الجمع بين الفاكهة و بذورها أو نواتها فى طبق واحد


جـ - آداب ما بعد تناول الطعام


1 - من الأدب الإسلامى الأمساك قبل الشبع


2 - غسيل الفم و اليدين بعد الطعام


3 - الدعاء المأثور بعد الطعام اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وقنا عذاب النار


4 - إذا اكل المرء طعاما عند غيره يفضل أن يدعو له بالدعاء المأثور


و ليقل اللهم كثر خيره و بارك له فيما رزقته ، و يسر له أن يفعل فيه خيرا ،


و قنعه بما أعطيته ، و أجعلنا و إياه من الشاكرين


5 - اذا شرب بعد الطعام يستحسن مص الكأس و ليس عبه عبا كما يفضل


أن يشرب جالسا و لا يتنفس فى الإناء و فى حالة إذا كان الشرب


ضمن مجموعة فليبدأ بالذى في اليمين و لو كان أقل درجة و مكانة


ثانيا : آداب الولائم


ينظر الإسلام للمسلمين جميعا كأخوة متحابين متآلفين فى الله عز و جل لذا فإكرام الزائر


واجب شرعى فتقديم الطعام للأخوان الزائرين فيه فضل كبير و لكن له آداب منها :-


1- لا ينبغى للمرء أن يقصد قوما متربصا وقت طعامهم فتلك من المفاجأة المنهى عنها


فأذا تصادف و أن دخل على قوم وقت طعامهم فلا بد و أن يحس منهم برغبة أكيدة لإطعامه


و ليس خجلا منه


2- ترك التكلف و تقديم ما هو حاضر للضيف و عدم المبالغة من أجل المباهاة


3 - لا ينبغى للزائر أن يقترح أو يطلب طعاما بعينه


فربما يشق عليهم إحضار هذا الطعام له


ثالثا : اداب الضيافة


عندما يزور أنسان أخاه فيكون ضيفا عليه يرسم الإسلام عدة آداب


و هى بمثابة مراسم للضيافة و يمكن تقسيمها إلى ستة أقسام


و هى الدعوة ثم إجابة الدعوة ثم الحضور ثم تقديم الطعام ثم الأكل


و أخيرا الإنصراف


يحث الإسلام على الإستضافة و قد سُئل رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم


ما الإيمان فقال :


إطعام الطعام و إفشاء السلام و الصلاة بالليل و الناس نيام


و هذا الحديث رغم قلة كلماته فأن معانيه البروتوكولية كبيرة و دلالته الأجتماعية أكبر


- من ناحية توجيه الدعوة يعلمنا الإسلام أنه ينبغى على الداعى أن يدعو الأتقياء دون الفساق


و يحض على توجيه الدعوة للأقارب لما فيه من صلة للرحم و لا يفضل توجيه الدعوة


لما يعلم أنه يشق عليه الإجابة


- وعن إجابة الدعوة ينبغى ألا تميز بن غنى و فقير لأنه من التكبر المنهى عنه شرعا


إلا إذا أحس المدعو أن الداعى غير صادق فى دعوته فيكن الإعتذار أو التعلل باية حجة


- و تتمثل آداب الحضور أن يدخل الدار و لا يتصدر فيأخذ أحسن المواضع


بل يتواضع و لا يتأخر عن موعد الدعوة و كذلك لا يتعجل بحيث يفاجئهم قبل تمام الإستعداد


و لا ينبغى أن يجلس فى مقابل حجر الطعام التى بها مكان النساء


و لا يكثر النظر الى الموضع الذى يدخل منه الطعام فهو دليل على الشره المذموم


و يخص بالتحية و السلام من يقرب منه إذا جلس جواره و يتبادل معه الحديث


- و عن آداب تقديم الطعام ينبغى على الداعى تعجيل الطعام و إذا تأخر أحد المدعوين


لا ينبغى إنتظاره أكثر من اللازم ففيه إنقاص من حق الحاضرين


و من الأداب الإسلامية عدم ضرورة إكثار الأصناف المقدمة


كما يفضل أن يكون اللحم مطهيا طهيا جيدا و إذا تعددت الأصناف على المائدة


فعلى صاحب الدعوة لفت نظر المدعوين لذلك حتى لا يأخذوا كفايتهم من صنف واحد ،


و من الأدب ألا يفرغ الداعى من طعامه قبل الضيوف و ألا يرفع أصناف الطعام


قبل أن يفرغوا تماما و يجب عليه أن يحجز قدرا من الطعام لأهل المنزل


حتى لا تكون أعينهم طامحة لرجوع شئ مما قدم للضيوف


- و أخيرا عن آداب الإنصراف بعد الطعام فيجب على الداعى توديع الضيف


حتى باب الدار و كذلك أستقبالهم و توديعهم بوجه بشوش و بالنسبة للضيف


يجب عليه أن ينصرف طيب النفس و أن جرى فى حقه تقصير


فلا يجب عليه إثارة المشاكل أو إفتعال ضجة


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f6178%5fAOgNw0MAACkxTR5UFw4kQEOP1k U&pid=1.6&fid=Inbox&inline=1



ثانيا : بروتوكول الحفلات و الولائم فى المجتمع الحديث


تعتبر الدعوة إلى حفل غداء أو عشاء من أكبر اللفتات الأجتماعية التى تعبر


عن تكريم و تقدير خاص للمدعوين ، و لمثل هذه الحفلات وظيفة أجتماعية هامة


فى المجتمع المعاصر تتمثل فى زيادة التعارف و التآلف بين الحاضرين


و فيما بينهم و بين الداعى و من ناحية أخرى تهيئة الجو بطريقة تتسم


بالبعد عن الرسميات الجامدة مما يسهل التعامل و يحقق المصالح المشتركة


و قد تأخذ هذه الحفلات طابعا رسميا و قد تأخذ الحفلات طابعا الإحتفاء من جانب واحد


مثل حالة الوفود التجارية و الثقافية


و ترسل الدعوات للحفلة مكتوبة بأسم الداعى أو بأسمه و أسم زوجته


و قد تكون شفهية ثم تؤكد ببطاقة دعوة و كل ذلك فى حالات الدعوات الرسمية


و يتعلق بهذه الحفلات بروتوكول الزى حيث يجب إرتداء أزياء معينة


أرتداء التايير للمرأة و السموكينج للرجل أو بدلة البونجور


و كل ذلك يخضع لنظام مستقر خاصة فى حفلات الغداء و العشاء الدبلوماسية و الرسمية


و أيضا طريقة خاصة فى تقديم مأكولات و مشروبات معينة


بترتيب و تنسيق خاص ليس هنا مجالا لذكره و الإسهاب فيها


ثالثا : مقارنة بين الإسلام و المجتمع الحديث فى آداب الطعام


ظهر لنا مما سبق إن للإسلام تقاليد و آداب أصيلة من جانب و متنوعة من جانب آخر


وضعها الإسلام قبل أكثر من 1400 سنة على حين أن البروتوكول الحديث


مع تطوره فى أوروبا لم يتبلور إلا منذ أوائل القرن التاسع عشر و بعد حروب


و خلافات سياسية حادة بين الدول و لكن الإسلام بربطه بين الإيمان و إطعام الطعام


أى أقامة الولائم و تركيزه على أكرام الضيف و نهيه عن التكلف


و التصنع بما لا يعبر عن حقيقة الوضع المالى للداعى و نجد عدة أختلافات


بين آداب الولائم فى الإسلام عن المجتمع الحديث نورد منها


1- ضرورة الفصل بين الرجال و السيدات على المائدة فلا يجلسون سويا


و إنما لكل مكان و مائدة مستقلة


2-عدم وجود عدة كؤوس للشرب حيث أن شراب المسلم هو الماء فقط


أو المشروبات غير الكحولية على حين تتعدد كؤوس الشراب فى المائدة الحديثة


و من السمات المشتركة نجد إكرام الضيف و حسن أستقباله و توديعه


و ترتيب الأسبقية وفقا للسن و المكانة الأجتماعية أو الدينية


و التحدث و التطلف مع من بجوارك عند الطعام و تعريف المدعوين بقائمة الطعام


و هناك قواعد طورها البروتوكول الحديث و لم تتعارض مع الإسلام مثل وجود


بطاقات للدعوة و أرسال خطابات شكر للداعى بعد الحفل و كذلك تقديم أصناف معينة


بترتيب محدد و هناك عادات للشعوب و تقاليد لا تعارض الشريعة الإسلامية


و أقرتها الشريعة و تركتها لأهل كل بلد إسلامي و لم تتدخل فيها


فمن الملاحظ أنه إذا كانت أصناف الطعام محدودة فى فجر الإسلام و كذلك تقاليده


بسيطة فأن ذلك مرجعه طبيعة الجزيرة العربية و حالة البداوة التى كان يعيشها العرب


آنذاك لذا فلا تثريب على المسلم فى تناول كل الطعام ما لم يكن هناك نهى عنه أو تحريم


فكل الطعام و الشراب حلال ( إلا ما حرمه الإسلام مثل الخنزير و الميتة .. ألخ )


و من ناحية المبدأ نجد الرسول صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم


كان يحب الطعام الجيد و يأكل المشوى و القديد و الثريد


و كان يحب الحلوى و كان يتخير طعامه فلا يجمع بين حارين و لا باردين


و لا لزجين و لا قابضين و لا حامضين و لم يجمع بين لبن و لحم


و لم يشرب على طعامه لئلا يفسد المعدة


و كان يحب الماء البارد و المنقوع بتمر أو زبيب


فصلى الله على سيدنا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم


معلم البشرية النبى الأمى الأمين و على آله و صحبه أجمعين


و فى إنتظار تعليقاتكم تقبلوا أحترامى


********************


اللهم أجعلنا من ورثة جنتك و أهلا لنعمتك و أسكنا قصورها برحمتك


و أرزقنا فردوسك الأعلى حنانا منك و إن لم نكن لها أهلا


فليس لنا من العمل ما يبلغنا هذا الأمل إلا حبك و حب رسولك صلى الله عليه و سلم


و اللهإنى لأحبكم فى الله


و لكم محبة


أخيكم / طارق الجيزاوى


الأسكندرية فى السبت 01 يناير 2011