تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قضاء حوائج المسلمين


حور العين
09-26-2015, 05:15 PM
من:الأخت / الملكة نـــور
قضاء حوائج المسلمين
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما

أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:

( المُسلمُ أخو المُسلمِ لا يَظلمهُ ولا يُسلمهُ ، مَن كانَ في حاجَة أخيه

كانَ اللّهُ في حاجَته ، ومَن فَرَّجَ عن مُسلم كُربَة فَرَّجَ اللّهُ عنهُ بها

كُربَة من كُرَب يوم القيامَة ومَن سَتَرَ مُسلما سَتَرهُ اللّهُ

يومَ القيامة )

(متفق عليه)

المسلم يعامِل أخاه كما يحب أن يعامَل هو

وخاصة في أوقات الضيق. فهو يساعد أخاه إن احتاج ، وينصره إن

استنصره ، ويدافع عنه في غيابه ، ولا يسلمه إلى من يظلمه ، ولا يفشي

سره ، ولا يتآمر عليه في جد ولا هزل . وإذا وجده في كربة نفَّسَ عنه

بالكلمة الطيبة أو بقضاء حاجته أو بنصحه وإرشاده إلى من يستطيع

مساعدته. ومشي المسلم في حاجة أخيه دون توقع نفع دنيوي منه ،

من أقرب القربات إلى الله ، وليس بالقليل أن يقال: أن الله تعالى في

حاجة فلان ما دام يقضي حاجة أخيه ، ومن حقوق المسلم على المسلم

أخذ أقواله على أفضل وجه وعدم اتهامه إلاّ ببينة واضحة . ومن حق

المسلم على المسلم أن يستره إذا وجده مرتكبا لأثم أو ذنب أو فعل

يستقبحه الناس ، فمن ستر مسلما ستره الله تعالى (33).ـ

حقوق المسلمين بعضهم نحو بعض كثيرة ،

بعضها عام لكل الأحايين ، وبعضها محدود في حالات خاصة . والمؤمن

إذا جبل نفسه على عمل الخير في كل وقت ، وجعل ذلك شغله الشاغل

عملا بقوله تعالى:
{ فاستَبقوا الخيرات } (34)
، فإنه يحاول جهده لخدمة غيره دون توقع ثواب أو مكافأة . ومن اعتاد

ذلك قيّض الله له من يساعده في وقت الضيق. وقد ورد عن رسول الله

صلى الله عليه وآله وسلم:

( ما أكرَم شاب شيخا لسنّه ،

إلاّ قيَّض اللّهُ له من يُكرمُهُ عندَ سنّه )(35) ،

. فإن من يؤدي حقوق غيره من المسلمين يقيض الله له من يؤدي حقه

عند حاجته لذلك . وهذا المستوى من الفهم قد أدركه بعض عقلاء

الغربيين اليوم في مساعدة بعضهم البعض والتعاون فيما بينهم ، حتى

أنهم ودون الرجوع إلى أمر أو نهي من دين أو شرع أدركوا أن فعل الخير

للناس يدخل الطمأنينة إلى نفس فاعل ذلك الخير ويذهب عنه القلق ، هذا

في الوقت الذي تماهل كثير من المسلمين في التخلق بهذه الأخلاق ، فشاع

التدابر وقطع الأرحام والأنانية ، فلا عجب أن أوكلهم الله تعالى إلى

أنفسهم ورفع عنهم رعايته باللطف والرحمة جزاء سوء أعمالهم ولن

يغير الله ما بهم حتى يغيروا ما بأنفسهم(37).ـ

المراجع :

ـ33ـ حديث: ” لا يستر عبد عبدا في الدنيا إلاّ ستره الله يوم القيامة ”

رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.

ـ34ـ سورة البقرة الآية 148وسورة المائدة الآية 48.

ـ35ـ رواه الترمذي.

ـ37ـ ” إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوم حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم ”

سورة الرعد الآية 11