المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبتى الجمعة من المسجد النبوى بعنوان : من فضائل الأذكار


حور العين
09-28-2015, 08:32 PM
خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتي الجمعة من المسجد النبوى
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين

ألقى فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبد الرحمن الحذيفي - يحفظه الله

خطبتى الجمعة من المسجد النبوى بالمدينة المنورة بعنوان :
من فضائل الأذكار
والتي تحدَّث فيها عن الأذكار المُطلقة والمُقيَّدة، وذكر بعضًا من فضائلها وأحوالها،

وقد أوردَ لذلك الكثيرَ من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية .

كما حذر الناسُ من التسرع في الحُكم على الوقائِع والحوادِث والكوارِث

موضحاً أقسامهم وأصنافهم .
الحمد لله، الحمد لله نحمدُه ونستعينُه ونستهديه،

ونعوذُ بالله من شُرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،

من يهدِ الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له،

وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العليُّ الكبير،

وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه البشيرُ النذير،

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولِك محمدٍ،

وعلى آله وصحبِه الذين كانوا لدين الله خيرَ نصير.

فاتَّقوا الله كما أمَر، وانتهُوا عما عنه زجَر؛ فقد فاز المُتَّقون، وخابَ الغافِلون المُفرِّطون

عباد الله:
إن أيامكم هذه أيامٌ فاضِلات، تُضاعَفُ فيها حسناتُ العبادات،

وتزدادُ المُضاعفةُ بالإخلاص الذي هو روحُ الطاعات .

وهذه الأيام التي تعقُبُ عيد الأضحى من خصائصها وفضائلها:

استِحبابُ كثرة ذكر الله تعالى ذكرًا مُقيَّدًا، وذكرًا مُطلقًا:

فالذكرُ المُقيَّد عقِب كل صلاةٍ مكتوبة،

يبدؤُه بعد السلام من فجر يوم عرفة إلى آخر عصر أيام التشريق؛

لما روى ابن أبي شيبة والدارقطني، من حديث جابر - رضي الله عنه :

[ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلَّى الصبحَ من غداة عرفة

يُكبِّر إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق، حين يُسلِّم من المكتوبات ]

وفي لفظٍ :

[ كان إذا صلَّى الصبحَ من غداة عرفة أقبلَ على أصحابِه فيقولُ : مكانَكم،

ويقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد ]

ومن الذكر المُقيَّد: دعاءُ الاستِفتاح بالصلاة، وهو أنواعٌ مُباركة،

ثابتةٌ عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويُستحبُّ أن يستفتِح بهذا مرة،

وبهذا مرة؛ لينالَ ثوابَ الاقتِداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم -،

ولينالَ بركةَ كل استِفتاح، وليُكرِّر أنواعَ دعاء الاستِفتاح حتى يحفظَه للعمل به،

وأنواعُه مُدوَّنةٌ في كتب الأذكار.

ومن الأذكار المُقيَّدة بعد التشهُّد الأخير:

قولُه - صلى الله عليه وسلم -:

( اللهم أعنِّي على ذكرِك وشُكرِك وحُسن عبادتِك )

رواه أبو داود والنسائي من حديث معاذٍ - رضي الله عنه .

وقولُه - صلى الله عليه وسلم -:

( اللهم إني ظلمتُ نفسي ظُلمًا كثيرًا، ولا يغفِرُ الذنوبَ إلا أنت،

فاغفِر لي مغفرةً من عندِك، وارحَمني إنك أنت الغفور الرحيم )

رواه البخاري ومسلم من حديث أبي بكر - رضي الله عنه -.

وأكَّد النبي - صلى الله عليه وسلم - على الدعاء بهذه الأربع بعد التشهُّد:

( اللهم إني أعوذُ بك من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر،

ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال )

رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.

والأذكارُ والأدعيةُ بعد التشهُّد الأخير كثيرةٌ مُباركة،

قال فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد التشهُّد:

( ثم ليتخيَّر من الدعاء أعجبَه )

ومن أجمَعها:

{ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }

[ البقرة: 201 ]

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُكثِرُ منها

وهذا الذكرُ بالدعاء بعد التشهُّد يجبُرُ النقصَ في الصلاة ويُزكِّيها،

ويرفعُ المُسلمُ حوائِجَه إلى ربِّه في آخر الفريضة،

رجاءَ الإجابة من ربٍّ كريم، بعد توسُّله بطاعةٍ عُظمى.

وليحرِص المُسلم على حفظ الدعوات الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم

بعد التشهُّد؛ فمن أدامَ الدعاء فاز وأفلَح، وصُرف عنه السوء.

والذكرُ بعد الصلاة زيادةٌ في ثوابها، ورِفعةٌ للعبد عند ربِّه

عن أبي هريرة - رضي الله عنه :

عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

( من سبَّح الله في دُبُر كل صلاةٍ ثلاثًا وثلاثين، وحمِد الله ثلاثًا وثلاثين،

وكبَّر الله ثلاثًا وثلاثين، فتلك تسعةٌ وتسعون،

وقال تمام المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد،

وهو على كل شيء قدير؛ غُفرت خطاياه وإن كانت مثلَ زبَد البحر )

رواه مسلم.

وعن أبي أُمامة - رضي الله عنه :

عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

( من قرأَ آيةَ الكرسيِّ دُبُر كل صلاةٍ مكتُوبة،

لم يمنَعه من دخول الجنة إلا أن يموت )

وفي روايةٍ:

( وقل هو الله أحد )

رواه الطبراني في "الكبير"، و"الأوسط"، قال المنذري: "صحَّحه ابن حبان".

والذكرُ يُستحبُّ ويُشرعُ مُطلقًا في كل وقت، وقد أمرَ الله به كثيرًا فقال:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا }

[ الأحزاب: 41، 42 ].

ووعدَ الله على الذكر الثوابَ العظيم

فقال تعالى :

{ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا }

[ الأحزاب: 35 ].

وثوابُ الذكر يتفاضلُ بتفاضُل الأوقات

قال الله تعالى:
{ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا }

[ طه: 130 ]

وقال تعالى :
{ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ }

[ آل عمران: 17 ]

وقال تعالى:
{ وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا }

[ الإنسان: 25 ].
والذكرُ يُنيرُ القلبَ، ويزيدُ الإيمان

قال - عز وجل -:

{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ

وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }

[ الأنفال: 2 ].
وفي الحديث:

( مثلُ الذي يذكرُ الله والذي لا يذكرُ الله كمثل الحي والميت )

والذكرُ يحفظُ العبدَ من الشياطين

لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:
( ورأيتُ رجلاً من أمتي احتوَشَته الشياطين – يعني :

أحاطَت به -، فجاءَه ذكرُ الله فطرَدَ عنه الشياطين )

والذكرُ يُكفِّر السيئات، ويُضاعِفُ الحسنات؛

لحديث:
( من قال حين يُصبِح وحين يُمسِي: سبحان الله وبحمده مائةَ مرة؛

لم يأتِ أحدٌ يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحدٌ قال مثلَ ما قال أو زادَ عليه )

رواه مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.

ولحديث :
( من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد،

وهو على كل شيء قدير في يومٍ مائة مرة؛ كانت له عِدلَ عشر رِقابٍ مُعتقَة،

وكُتِبَت له مائةُ حسنة، ومُحِيَت عنه مائةُ سيئة،

وكانت حِرزًا له من الشيطان يوم هُداه حتى يُمسِي،

ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ مما جاء به، إلا رجلٌ عمِلَ أكثرَ منه )

رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة.

والذكرُ يجبُرُ النقصَ والتقصيرَ من العبد في حقِّ ربه

لحديث:
( من قال حين يُمسِي وحين يُصبِح:

{ فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17)

وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18)

يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا

وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ }

[ الروم: 17- 19 ]

أدركَ ما فاتَه في يومِه وليلتِه )

رواه الترمذي من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -.

والذكرُ يُنجِي من الشدائد، ويُنقِذُ من الكُرُبات

قال الله تعالى في يُونس - عليه السلام -:

{ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }

[ الصافات: 143، 144 ].
وفي الحديث:

( لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، لا ملجَأ ولا منجَا من الله إلا إليه؛

تدفعُ سبعين بابًا من البلاء، أدناها الهمّ )