المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العام مضى والعام أتى


vip_vip
01-04-2011, 11:17 AM
العام مضى والعام أتى

http://img105.herosh.com/2010/12/01/978694605.jpg (http://www.ataaalkhayer.com/)

من لاح له كمال الآخرة هان عليه فراق الدنيا .

* ابن قيم- رحمه الله -
عـامٌ مضى من عمْرِنا في غفْلةٍ ~
فَتَـنَبَّهـوا فالعمرُ ظـلُّ سَحابِ
يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif
[النور:44]،
وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [آل عمران:140]،
http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gifيُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأعراف:54].
وصدق الله، ومن أصدق من الله قيلاً، ومن أصدق من الله حديثاً.
هذا السير الحثيث يباعد عن الدنيا ويقرب إلى الآخرة،
يباعد من دار العمل ويقرب من دار الجزاء.

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
( ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الآخرة مقبلةً، ولكل واحدةٍ منهما بنون،
فكونوا من أبناء الآخرة (http://www.ataaalkhayer.com/)، ولا تكونوا من أبناء الدنيا،
فإنّ اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل )
[أخرجه البخاري]. نسير إلى الآجال في كل لحظة *** وأعمارنا تطوى وهُنّ مراحل
ترحل من الدنيا بزاد من التقى *** فعمرك أيام وهن قلائل
وما هذه الأيام إلا مراحلُ *** يحث بها حادٍ إلى الموت قاصدُ
وأعجب شيء لو تأملت أنها *** منازلُ تطوى والمسافر قاعد

جادت قريحة أحد الأدباء في وصف مناسبة وداع العام، فجرى قلمه بقوله:

( رأيت على الطريق شبحاً يسير منهوكاً،
على الطريق الذي لا يمتد في سهل ولا وعر،
ولا يسير على سفح جبل ولا شاطيء بحر، (http://www.ataaalkhayer.com/)ولا يسلك الصحراء،
ولا يخترق البساتين،
ولكنه يلف السهل والوعر والجبل والبحر، والصحراء والبساتين،
وكل ما تحتويه ومن يكون فيها على الطريق الطويل
الذي يلوح كخط أبيض ويغيب أوله في ظلام الأزل،
ويختفي آخره في ضباب الأبد.
رأيت شبحاً يسير على طريق الزمان (http://www.ataaalkhayer.com/)، وسمعت صائحاً يصيح بالدنيا النائمة:
تيقظي تيقظي، إن العام يرحل الآن، أمن الممكن هذا؟
أيحدث هذا كله في هدوء؟
يموت في هذه الليلة عام، ويولد عام،
ويمضي الراحل بذكرياتنا وآلامنا وآمالنا إلى حيث لا يعود أبداً.
ويقبل القادم فاتحاً ذراعيه، ليأخذ قطعة من نفوسنا وجزءاً من حياتنا،
ولا يعطينا بدلاً منها شيئاً.

هل الحياة إلا أعوام فوق أعوام؟ وهل النفوس إلا الذكريات والآلام... )
إلى آخر ما قال أثابه الله.
أزف الرحيــــل~

أزف رحيل هذا العام فها هو يطوي بساطه،


ويقوض خيامه، ويشد رحاله،


وكل الناس يغدو فبائع نفسه (http://www.ataaalkhayer.com/) فمعتقها أو موبقها،


عام كاآآآآآمل، تصرمت أيامه، وتفرقت أوصاله،


وقد حوى بين جنبيه حِكماًوعبراً، وأحداثاً وعظات،


فلا إله إلا الله،كم شقي فيه من أناس،


وكم سعد فيه من آخرين؟ (http://www.ataaalkhayer.com/)


كم طفل قد تيتّم، وكم من امرأة قد ترمّلت،


وكم من متأهل قد تأيّم؟ مريض قوم قد تعافى،


وسليم قوم في التراب قد توارى،


أهل بيت يشيعون ميتهم، وآخرون يزفون عروسهم،


دار تفرح بمولود، وأخرى تعزّى بمفقود،


عناق وعبرات من شوق اللقاء،


وعبرات تهلّ من لوعة الفراق، وآلام تنقلب أفراحاً،


وأفراح تنقلب أتراحاً،


أحد يتمنى زوال يومه ليزول معه غمه وهمه وقلقه،


وآخر يتمنّى دوام يومه ليتلذذ بفرحه وغبطته وسروره.

أيام تمر على أصحابها كالأعوام *


وأعوام تمر على أصحابها كالأيام

مرّت سنون بالوئام وبالهنا *


فكأننا وكأنها أياآآآآآآم

ثم أعقبت أيام سوء بعدها *


فكأننا وكأنها أعوآآآآآم


أحدهم يُلقي عصا التيار حيث استقر به المثوى،


وآخر يضرب في الأرض طلباً للرزق والمأوى.


حضر فلان وغاب فلان، ومرض فلان، ودفن فلان،


وهكذا دواليك، تغيّر أحوال، وتبدل أشخاص،


فسبحان الله ما أحكم تدبيره،وما أجلّ صنعه،


يعز من يشاء ويذل من يشاء، ويعطي من يشاء بفضله،


ويمنع من يشاء بعدله، وربك يخلق ما يشاء ويختار،


أمور تترى، تزيد العاقل عظة وعبرة،


وتنبه الجاهل من سبات الغفلة،


ومن لم يعتبر بما يجري حوله، فقد غبن نفسه.

خليلي كم من ميت قد حضرته *


ولكنني لم أنتفع بحضوري

وكم من ليال قد أرتني عجائباً *


لهنّ وأيام خلت وشهور

وكم من سنين قد طوتني كثيرة *


وكم من أمور قد جرت وأمور

ومن لم يزده السنّ ما عاش عبرة *


فذاك الذي لا يستنير بنور

من كلام الشيخ عبد العزيز السدحان -حفظه الله-

عاآآآم مضى وعاآآآم قادم (http://www.ataaalkhayer.com/)
http://up.nawafithna.net/download.php?imgf=nawafithna.com-12452618132.gif