المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 42 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / النظافـــة


vip_vip
01-12-2011, 12:07 PM
42 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / النظافـــة
لفضيلة العضو الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى

أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================




الحمد لله المحمود بكل لسان ، واسع الفضل و الإحسان ،


أحمده سبحانه و أشكره حمداً و شكراً تنال به مواهب الرضوان .


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له


و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله المبعوث للثقلين الإنس و الجان ،


بلغ الرسالة و أوضح المحجة حتى علا منار الحق و أستبان .


صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه ذوي التقى و الإيمان ،


و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .


أمــــــا بعـــــــــد :


فأوصيكم أيها الناس بتقوى الله عز و جل ، فالسعيد من تدبر أمره ،


و أخذ حذره و أستعد ليوم لا تنفع فيه عبرة .


أيها المسلمون ، الإسلام دين الفطرة ، تصلح له و تصلح به كل الأزمنة و كل الأمكنة .


فهو دين العقيدة و الشريعة ، يعالج شؤون الحياة كلها في سلفية لا تتوقف


عند عصرٍ بل تتجدد لتعالج أوضاع كل عصر، و تفتي في كل شأن ، و تقضي في كل أمر .


دينٌ يجمع البشاشة في حياء ، و حسن الخلق في ابتسامة ،


دين يعترف بما للبشر من أشواق قلبية ، و حظوظ نفسية ، و طبائع إنسانية .


لقد أقر الدين ما تتطلبه الفطرة من سرور و فرح ، و لباس و زينة ،


محاط بسياج من الأدب الرفيع يبلغ بالمتعة كمالها و نقاءها ،


و بالسرور غايته بعيداً عن الخنا و الحرام ، و الظلم و العدوان ، و الغل و إيغال الصدور .


و متطلبات الفطرة هذه جاءت في دين الإسلام مصاحبة و مرتبطة و ملازمة


للعناية بإصلاح المعتقد و سلامة الباطن :


{ يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهّرْ * وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ }


[ المدثر:1-5 ] .


فتطهير العقيدة و تنقيتها من شوائب الشرك و البدع و المعاصي


مقرونة بتطهير الظاهر في بدن الإنسان و ثوبه و بقعته ليجمع المسلم بين النظافتين ،


و يحافظ على الطهارتين .


فحين يجمّل الدين بواطنهم بالهداية إلى لصراط المستقيم ،


فإنه يجمّل ظواهرهم في أحسن تقويم .


إذا كان ذلك كذلك ـ أيها الإخوة ـ فإن الأخذ بالزينة ، و القصد إلى التجمل ،


و العناية بالمظهر، و الحرص على التنظف و التطهر من أصول الإصلاح الدينية


و المدنية التي جاء بها ديننا و تميّز بها أتباعه .


إن حب الزينة و التزين من أقوى غرائز البشر الدافعة لهم إلى إظهار سنن الله في الخليقة .


و لقد امتن الله على بني آدم كلهم بلبس الزينة حين قال عز شأنه :


{ يَـٰبَنِى آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوٰرِى سَوْءتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ ٱلتَّقْوَىٰ ذٰلِكَ خَيْرٌ }


[ الأعراف: 26 ] .


و في خبر نبينا محمد صلى الله عليه و سلم :


(( خمس من الفطرة :


الإستحداد ، و الختان ، و قص الشارب ، و نتف الإبط ، و تقليم الأظافر )) ،


إنها الفطرة و سنن المرسلين ؛ أتفقت عليه الشرائع و دعت إليها الديانات .


و ترك ذلك و إهماله مزرٍ بالجسم ، و تشبه بالوحوش و السباع ،


بل تشبه بالكفار المبتعدين عن صحيح الفطرة و هدي المرسلين .


و من أجل هذا أيها الإخوة فإن الإسلام حريص على أخذ أبنائه بنظافة الحس


مع نظافة النفس ، و صفاء القلب مع نقاء البدن ، و سلامة الصدر مع سلامة الجسد ،


فالله يحب المطهرين و يحب المتطهرين .


أيها الإخوة ، المسلمون هم الذين نشروا النظافة و التنظيف في أصقاع الدنيا


حيثما حلّوا و أينما وجدوا مما لم تعرفه الأمم السابقة قبلهم .

إن من يقرأ تاريخ الأمم و الملل يعلم أن أكثر البشر يعيشون كما تعيش الوحوش
في جزائر البحار ، و كهوف الجبال ، و أكواخ الأدغال ،
كلهم أو جلهم يعيشون عراة أو شبه عراة الرجال منهم و النساء .

و ما دخل الإسلام بيئة و لا بيتاً إلا و علّمهم حسن اللباس ، و جمال الستر ،


و نظافة البدن ، و طهارة المسلك بالإيجاب تارة و بالإستحباب أخرى


نقلهم من الوحشية الفاحشة إلى الحضارة الراقية .


و هذا الحديث لا يخص العصور الغابرة بل إنك و بكل ثقة و أسى لا ترى أمكنة أو أزمنة


انطمست فيها آثار النبوة إلا و يتجلى فيها صور الجهل و الظلم ،


و الكفر بالخالق ، و الشرك بالمخلوق ، و إستحسان القبائح ، و فساد العقائد ،


و إنحراف السلوك و ما خليت ديارٌ من هدي النبوة


إلا و كان أهلها أشبه بالبهائم يتهارشون في الطرقات ،


و يتعاملون كالعجماوات ، لا يعرفون معروفاً و لا ينكرون منكراً ،


و لا يتورعون عن قبيح ، و لا يهتدون إلى سبيل .


و شواهد ذلك في عصركم هذا تجلّ عن الحصر و العدّ .


إن المسلمين نماذج رائعة للطهر و الجمال عندما ينفذون تعاليم دينهم في أبدانهم


و بيوتهم و طرقهم و مدنهم . و مساكين بعض المنتسبين إلى الإسلام ممن يولّون


وجوههم شطر نظم و تقاليد وعادات يعجبون بها وهي لغيرهم ،


يتشبثون بها وعندهم خير منها ، في دينهم و الله ما هو أزكى و أتقى و أعلى و أنقى


{ صِبْغَةَ ٱللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبْغَةً }


[ البقرة : 138 ] .


أيها الإخوة : و هذا استعراض لبعض مظاهر الطهر و النقاء و الجمال و الزينة


في توجيهات الإسلام ، و سلوك المسلمين المتمسكين ؛ الطهور شطر الإيمان .


و الصلاة أهم فرائض الإسلام بعد الشهادتين شرع لها التطهر من الحدث ،


و التنظف من القذر و النجس . و الوضوء على الوضوء نور على نور ،


مع مطلوبات من الوضوء أخرى للنوم و العبادات الطارئة كالجنازة


و الخسوف و الكسوف و سجود التلاوة و العيدين و غير ذلك .


إنها الصلوات الخمس تنظف الباطن و تنهى عن الفحشاء و المنكر ،


وضؤها ينظف الظاهر ؛


(( أرأيتم لو كان باب أحدكم على نهر جار يغتسل منه خمس مرات أيبقى من درنه شيء )) .


و غسل الجمعة واجب على كل محتلم .


(( لا يغتسل رجل يوم الجمعة و يتطهر ما استطاع من طهر و يدّهن من دهنه


و يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين


ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى)) .


بهذا جاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم .


و التطهر المأمور به ليس مقصوراً على المجامع و مجالس الناس


و لكنه مطلوب في جميع الأحوال حتى إذا قعد المرء في بيته أو ذهب إلى فراشه ،


فقد جاء في الخبر مرفوعاً :


(( طهروا الأجساد طهركم الله فإنه ليس عبدٌ يبيت طاهراً إلا بات معه في شعاره ملك


لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال : اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهراً )) .


رواه الطبراني بسند جيد من حديث أبن عباس رضي الله عنهما .


و في خبر آخر عند أبي داود :


(( ما من مسلم يبيت طاهراً: فيتعار من الليل ـ أي يستيقظ ـ


فيسأل الله خيراً من أمر الدنيا و الآخرة إلا أعطاه الله إياه )) .


و أمة محمد صلى الله عليه و سلم تعرف يوم القيامة بين الأمم


بغرتها و تحجيلها من آثار الوضوء .


و السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ، و قص الشارب و حلقه من التجمل ،


و من كان له شعر فليكرمه ، بالغسل و الدهن و الترجيل و التطييب .


و قد رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا شعثا رأسه قد تفرق شعره فقال :


(( أما كان يجد ما يسكّن شعره ؟ )) .


و قص الأظافر ، و غسل البراجم و هي مفاصل الأصابع ، و نتف شعر الإبط،


و حلق العانة ، و أجتناب الروائح الكريهة من الثوم و البصل و غيرها .


و الإنسان قد يحتمل من غيره ألوانا من الأذى و لكنه لا يصبر على الرائحة المنتنة


تنبعث من فم أو عرق أو غيرهما . و يتأكد ذلك في المساجد التي يؤمّها المسلمون


للطاعة و ذكر الله و الصلاة ،


و كيف تخشع نفس مهتاجة مضطربة تعرّضت للأذى ، و تعكر عليها صفو مناجاة الرب ؟


و أنقطعت من لذة التضرع و التذلل ؟؟


و من المستكره فتح الفم عند التثاؤب لما في ذلك من قبح المنظر و قلة الذوق


و إيذاء الجليس و سرور الشيطان .


و في مقابل ذلك جاء الحرص على الطيب و الحث على التطيب ،


و نبيكم محمدصلى الله عليه و سلم يحب الطيب و يكثر من التطيب .


و غطوا الإناء ، و أوكئوا السقاء ، و أجتنبوا الجشاء ،


و لا تشرب من فم السقاء و لا تتنفس في الإناء و لا تنفخ فيه .


و التنظف من بقايا الطعام و فضلاته في الأيدي و الأفواه و الأسنان مندوب إليه .


و شرب نبيكم محمد صلى الله عليه و سلم لبناً ثم تمضمض و قال :


(( إن له دسماً )).


و التطهر و التنظف يمتد من الأبدان إلى البيوت و الطرقات و المساجد و مجامع الناس ؛


{ وَطَهّرْ بَيْتِىَ لِلطَّائِفِينَ وَٱلْقَائِمِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ }


[ الحج : 26 ] .


{فِى بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوّ وَٱلاْصَالِ }


[ النور : 36 ] .


(( وإماطة الأذى عن الطريق صدقة )) .


أما حسن الملبس و جمال الهندام فمطلوب قدر الاستطاعة و حسب الوجد .


عن الأحوص الجشمي قال : رآني النبي صلى الله عليه و سلم


و علي أطمارٌ ـ أي ثياب بالية ـ فقال :


(( هل لك من مال ؟ قلت : نعم ،


قال : و من أي المال ؟ قلت : من كل ما أتى الله من الإبل و الشاء،


قال : فلتر نعمته و كرامته عليك ؛ فهو سبحانه يحب ظهور أثر نعمته على عبده )) .


و كما قال عليه الصلاة و السلام :


(( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ؛


فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا و نعله حسنة ؛


فقال عليه الصلاة و السلام :


إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر بطر الحق و غمط الناس )) .


و في الناس أجلاف يظنون أن قصد الزينة تصنع ، فيرد عليهم ابن الجوزي بقوله :


و هذا ليس بشيء فإن الله تعالى زيننا لما خلقنا لأن للعين حظاً من النظر ،


قال : و قد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أنظف الناس و أطيب الناس ،


و كان لا يفارقه السواك ، و يكره أن يشم منه ريح ليست طيبة .


فهو عليه الصلاة و السلام كامل في العلم و العمل فبه يكون الاقتداء و هو الحجة على الخلق .


بل إن بعض الجهال يحسبون فوضى اللباس و إهمال الهيئة


و التبذل المستكره ضرباً من العبادة ، و ربما ارتدوا المرقعات و الثياب المهملات


و هم على خير منها قادرون ليظهروا زهدهم في الدنيا و حبهم للأخرى ،


و هذا جهل و خروج عن الجادة . إنه لا يطيق الروائح الكريهة و الأقذار المستنكرة


إلا ناقص الفطرة و جمال الأدب .



أيها الإخوة ، و من دقق النظر في طبائع النفوس و أخلاق البشر


رأى بين طهارة الظاهر و طهارة الباطن و طهارة الجسد و اللباس و طهارة النفس


و كرامتها ارتباطاً وثيقاً و تلازماً بيّناً .


نعم ، إن هناك تلازما بين شرع الله اللباس للستر و الزينة


و بين تقوى الله في النفوس فكلاهما لباس .


فالتقوى لباس يستر عورات القلوب و يزيّنها و الثياب تستر عورات الجسم و تزيّنها .


من تقوى الله ينبع الحياء الذي ينبت الشعور باستقباح عري الجسد و الحياء منه ،


و من لا يستحي من الله و لا يتقيه فلا يكترث أن يتعرى أو يدعو إلى التعري .


و من أجل هذا أيها الإخوة فإن ستر الجسد ليس مجرد أعراف و تقاليد


كما يزعم الماديون الهادمون لأسوار العفة و الفضيلة


و لكنها فطرة الله التي فطر الخلق عليها و شريعته التي أنزلها و كرّم بني آدم بها .


و بعد أيها الإخوة ، فعناية الإسلام بالنظافة و التجمل و الصحة و التطهر


جزء من عنايته بقوة المسلم .


إن المطلوب أجسام تجري في عروقها دماء العافية ،


و تمتلئ أبدان أصحابها قوة و فتوة ، فالأجسام المهزولة لا تطيق حملاً ،


و الأيدي القذرة غير المتوضئة لا تقدم خيراً ، و رسالة الإسلام أوسع في أهدافها


و أصلب في كيانها من أن تحيا في أمة مريضة موبوءة عاجزة .


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :


{ يَـٰبَنِى ءادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ }


[ الأعراف :31 ] .


بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم و نفعني و إياكم بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم .


أقول ما سمعتم و أستغفر الله لي و لكم و لسائر المسلمين من كل ذنب


فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

vip_vip
01-12-2011, 12:08 PM
الحمد لله المتفرد بالعزة و الجلال ، و المتنزه عن الأنداد و الأمثال ،


أحمده و أشكره فهو جميل يحب الجمال ،


و أشهد إلا إله إلا الله وحده لا شريك له ،


و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله جاء بالشريعة السمحة ،


و رفع عنا ربه ببعثته الآصار و الأغلال ،


صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه خير صحب و آل


و التابعين و من تبعهم بإحسان في الأقوال و الأفعال .


أمـــا بعـــد :


أيها المسلمون ، إن الأناقة من غير سرف ،


و التجمل في غير تكلف من آداب الإسلام و توجيهاته .


إنه الإسلام الذي ينشد لبنيه علوّ المنزلة و جمال الهيئة . ليكونوا في الناس كالشامة البيضاء .


غير أنه ليس من الإسلام الركض إلى أسباب الزينة بغير عنان ، و ملأ اليد منها بغير ميزان .


إن من يطلق يده في الإنفاق في الزينة و ملأ اليد منها بغير ميزان ،


إن من يطلق يده في الإنفاق في الزينة و لذائد النفس و يتجاوز بالإنفاق المعتاد


من أمثاله قل نصيبه من البذل في وجوه الخير ذلك أن النفوس المبتلاة بحب الزينة المفرطة


و لذائذ الأجسام لا تقف عند حد ، و كلما أدركت منزلة تشوّفت إلى ما فوقها ؛


كما جاء في الخبر الصحيح عنه :


(( إن هذا المال حلوٌ من أخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونة،


وإن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع )).


و سأل رجل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما :


ما ألبس من الثياب ؟ قال : ما لا يزدريك فيه السفهاء ، و لا يعيبك به الحكماء .


إذا كان الأمر كذلك ـ أيها الإخوة ـ


فليس من زينة الرجال بل من الممنوع المحرم لبس الحرير ، و التختم بالذهب ،


و إسبال الثياب ؛ فما أسفل من الكعبين ففي النار .


و ليس من المقبول بل من الممنوع


تبرج النساء بزينة كاسيات عاريات مائلات مميلات ،


و في الجملة فإن السلف كانوا يكرهون الشهرة من الثياب العالي منها و المنخفض .


و ثوب الشهرة العالي ما قصد به الاختيال و التعالي و الفخر و المباهاة ،


و المنخفض القصد إلى الرديء و المبتذل مع القدرة على ما هو خير منه إمتناعاً


عما أباح الله بزعم التزهد و التعبد ، و دين الله الوسط ،


و الرفيع من اللباس ممدوح إذا كان تجملاً و إظهاراً للنعمة .


و بعد أيها الإخوة ، فحري بكم أن تحثوا من بين أيديكم و من تحت مسؤليتكم


من الخدم و السائقين و العمال ، تحثوهم على النظافة و التجمل


و أن تعينوهم على ذلك و بخاصة إذا قدموا إلى المساجد و أماكن العبادة ‘


ففي هذا الثناء في الدنيا و الأجر الكبير في الآخرة .


و إنه لشاهد على الأدب الرفيع و الذوق السليم و الإحساس الرقيق و التصرف المهذب .


ألا فاتقوا الله رحمكم الله و الزموا هدي دينكم و أسلكوا مسلك العدل و الوسط .


هذا و صلوا و سلموا على نبيكم محمد ( صلى الله عليه و سلم ) ، فقد قال :


((من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا)) ،


فصلوا و سلموا على الرحمة المهداة و النعمة المسداة


نبيكم محمد رسول الله ، فقد أمركم بذلك ربكم فى عُلاه


فقال في محكم تنزيله و هو الصادق في قيله :


( إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً )


[ الأحزاب : 56 ] .


اللهم صلَّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك سيدنا و نبينا محمد ،


و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجه أمهاتنا أمهات المؤمنين ،


و أرض اللهم على الخلفاء الأربعة الراشدين أبى بكر و عمر و عثمان و على


و العشرة المبشرين و على سائر الصحابة و التابعين


و من سار على دربهم إلى يوم الدين


و عنا معهم بعطفك و جودك و كرمك يا أرحم الراحمين


اللهم أعز الإسلام و المسلمين و ............ ثم باقى الدعاء



اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم
اللهم أميـــــن
أنتهت