المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التوكل


حور العين
11-23-2015, 04:48 PM
من:الأخ الزميل / إبراهيم أحمد
موقع يسارعون في الخيرات الصديق
التوكل
{ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }

{ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }

عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ:

سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

( لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ

لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا )

• الغدو :

السير والذهاب والتبكير أول النهار.

• الخَمْص :

الجوع وضمور البطن

• الرواح :

العودة والرجوع

• بطانا :

جمع بطين أي ممتلئة الأجواف

قال الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم :

[ وهذا الحديثُ أصل في التوكُّل ،

وأنَّه من أعظم الأسباب التي يُستجلب بها الرزقُ ،

قال الله عز وجل :

{ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ

وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }،

يعني : لو أنهم حقَّقوا التَّقوى والتوكل ؛ لاكتَفَوا بذلك في مصالح دينهم ودنياهم .

كما في حديث ابن عباس :

( احفَظِ اللهَ يَحفَظْكَ )

أخرجه الترمذي2440 وأحمد 2537 وصححه الألباني

قال بعضُ السلف :

[ بِحَسبِكَ من التوسل إليه أن يَعلَمَ من قلبك حُسنَ توكُّلك عليه ،

فكم من عبدٍ من عباده قد فوَّضَ إليه أمره ، فكفاه منه ما أهمّه . ]

وحقيقة التوكّل :

هو صدقُ اعتماد القلب على الله عز وجل في استجلاب المصالح ،

ودفعِ المضارِّ من أمور الدنيا والآخرة كُلِّها ، وكِلَةُ الأمور كلّها إليه ،

وتحقيق الإيمان بأنه لا يُعطي ولا يمنعُ ولا يَضرُّ ولا ينفع سواه .

قال سعيدُ بنُ جبير :

[ التوكل جِماع الإيمان . ]

أخرجه : ابن أبي شيبة 29589

وقال وهب بن مُنبِّه :

[ الغاية القصوى التوكل ]

أخرجه : ابن عساكر في تاريخ دمشق 66/288 .

قال الحسن :

[ إنَّ توكلَ العبد على ربِّه أنْ يعلمَ أن الله هو ثقته ]

أخرجه : ابن أبي الدنيا 18 .

واعلم أنَّ تحقيق التوكل لا يُنافي السَّعي في الأسباب

التي قدَّر الله سبحانه المقدورات بها ، وجرت سُنَّته في خلقه بذلك ،

فإنَّ الله تعالى أمر بتعاطي الأسباب مع أمره بالتوكُّل ،

فالسَّعيُ في الأسباب بالجوارح طاعةٌ له ،

والتوكُّلُ بالقلب عليه إيمانٌ به ،

كما قال الله تعالى :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ } ،

وقال :
{ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ } ،

وقال :

{ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ }.

وقال سهل التُّستَرِي :

[ من طعن في الحركة يعني في السعي والكسب فقد طعن في السُّنة ،

ومن طعن في التوكل ، فقد طعن في الإيمان ]

أخرجه البيهقي في شعب الإيمان 1289

فالتوكل حالُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ،

والكسب سنَّتُه ، فمن عمل على حاله ، فلا يتركنّ سنته . ]

انتهى بتصرف
رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا

اللهمَّ ارْزُقْنا الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ