المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثم دخلت سنة ثنتين وثلاثمائة


حور العين
11-24-2015, 08:47 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ثم دخلت سنة ثنتين وثلاثمائة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله
فيها‏:‏
ورد كتاب مؤنس الخادم بأنه قد أوقع بالروم بأساً شديداً، وقد أسر منهم

مائة وخمسين بطريقاً -أي‏:‏ أميراً -ففرح المسلمون بذلك‏.‏
وفيها‏:‏
ختن المقتدر خمسة من أولاده، فغرم على ختانهم ستمائة ألف دينار، وقد

ختن قبلهم ومعهم خلقاً من اليتامى، وأحسن إليهم بالمال والكساوي،

وهذا صنيع حسن إن شاء الله‏.‏
وفيها‏:‏
صادر المقتدر أبا علي بن الجصاص بستة عشر ألف ألف دينار

، غير الآنية والثياب الثمينة‏.‏

وفيها‏:‏

أدخل الخليفة أولاده إلى المكتب، وكان يوماً مشهوداً‏.‏

وفيها‏:‏

بنى الوزير المارستان بالحربية من بغداد، وأنفق عليه أموالاً جزيلة،

جزاه الله خيراً‏.‏
وحج بالناس فيها

الفضل الهاشمي‏.‏

وقطعت الأعراب وطائفة من القرامطة الطريقين على الراجعين من

الحجيج، وأخذوا منهم أموالاً كثيرة وقتلوا منهم خلقاً وأسروا أكثر

من مائتي امرأة حرة، فإنا لله وإنا إليه راجعون‏.‏

وفيها توفي من الأعيان‏:‏

بشر بن نصر بن منصور

أبو القاسم الفقيه الشافعي، من أهل مصر يعرف بغلام عَرَق، وعرق خادم

من خدام السلطان كان يلي البريد، فقدم معه بهذا الرجل مصر فأقام بها

حتى مات بها‏.‏

بدعة جارية غريب المغنية، بذل لسيدتها فيها مائة ألف دينار

وعشرون ألف دينار من بعض من رغب فيها من الخلفاء فعرض ذلك عليها

فكرهت مفارقة سيدتها، فأعتقتها سيدتها في موتها، وتأخرت وفاتها إلى هذه

السنة، وقد تركت من المال العين والأملاك مالم يملكه رجل‏.‏

القاضي أبو زرعه محمد بن عثمان الشافعي

قاضي مصر ثم دمشق، وهو أول من حكم بمذهب الشافعي بالشام وأشاعه

بها وقد كان أهل الشام على مذهب الأوزاعي من حين مات

إلى هذه السنة‏.‏

وثبت على مذهب الأوزاعي بقايا كثيرون لم يفارقوه، وكان ثقة عدلاً من

سادات القضاة، وكان أصله من أهل الكتاب من اليهود، ثم أسلم وصار

إلى ما صار إليه‏.‏ وقد ذكرنا ترجمته في طبقات الشافعية‏.‏