المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ممن توفي سنة سبع عشرة وثلاثمائة


حور العين
12-16-2015, 01:27 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ممن توفي سنة سبع عشرة وثلاثمائة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

وفيها توفي من الأعيان‏:‏

أحمد بن الحسن بن الفرج بن سفيان أبو بكر النحوي،

كان عالماً بمذهب الكوفيين وله فيه تصانيف‏.‏

أحمد بن مهدي بن رستم

العابد الزاهد، أنفق في طلب العلم ثلاثمائة ألف درهم، ومكث أربعين

سنة لا يأوي إلى فراش‏.‏

وقد روى الحافظ أبو نعيم عنه‏:‏ أنه جاءته امرأة ذات ليلة فقالت له‏:‏

إني قد امتحنت بمحنة وأكرهت على الزنا وأنا حبلى منه، وقد تسترت بك

وزعمت أنك زوجي، وأنَّ هذا الحمل منك فاسترني سترك الله

ولا تفضحني‏.‏

فسكت عنها، فلما وضعت جاءني أهل المحلة وإمام مسجدهم يهنئونني

بالولد، فأظهرت البشر وبعثت فاشتريت بدينارين شيئاً حلواً وأطعمتهم،

وكنت أوجه إليها مع إمام المسجد في كل شهر دينارين صفة نفقة

للمولود، وأقول‏:‏ أقرئها مني السلام، فإنه قد سبق مني ما فرق بيني

وبينها‏.‏

فمكثت كذلك سنتين، ثم مات الولد فجاؤوني يعزونني فيه، فأظهرت الحزن

عليه، ثم جاءتني أمه بالدنانير التي كنت أرسل بها إليها نفقة الولد، قد

جمعتها في صرة عندها، فقالت لي‏:‏ سترك الله وجزاك خيراً، وهذه

الدنانير التي كنت ترسل بها‏.‏

فقلت‏:‏ إني كنت أرسل بها صلة للولد وقد مات وأنت ترثينه

فهي لك، فافعلي بها ما شئت، فدعت وانصرفت‏.‏

بدر بن الهيثم

ابن خلف بن خالد بن راشد بن الضحاك بن النعمان بن محرق بن النعمان

بن المنذر، أبو القاسم البلخي القاضي الكوفي‏.‏

نزل بغداد وحدّث بها عن أبي كريب وغيره، وكان سماعه للحديث بعد ما

جاوز أربعين سنة، وكان ثقة نبيلاً، عاش مائة سنة وسبع عشرة سنة‏.‏

توفي في شوال منها بالكوفة‏.‏

عبد الله بن محمد بن عبد العزيز

ابن المرزبان بن سابور بن شاهنشاه أبو القاسم البغوي، ويعرف بابن

بنت منيع، ولد سنة ثلاثة عشرة، وقيل‏:‏ أربعة عشرة ومائتين، ورأى

أبا عبيد القاسم بن سلام ولم يسمع منه، وسمع من أحمد بن حنبل، وعلي

بن المديني، ويحيى بن معين، وعلي بن الجعد، وخلف بن هشام بن

البزار، وخلق كثير، وكان معه جزء فيه سماعه من ابن معين فأخذه

موسى بن هارون الحافظ فرماه في دجلة، وقال‏:‏ يريد أن يجمع بين

الثلاثة‏؟‏

وقد تفرد عن سبع وثمانين شيخاً، وكان ثقة حافظاً ضابطاً،

روى عن الحفاظ وله مصنفات‏.‏

وقال موسى بن هارون الحافظ‏:‏ كان ابن بنت منيع ثقة صدوقاً، فقيل له‏:‏

إن ههنا ناساً يتكلمون فيه‏.‏

فقال‏:‏ يحسدونه، ابن بنت منيع لا يقول إلا الحق‏.‏

وقال ابن أبي حاتم وغيره‏:‏ أحاديثه تدخل في الصحيح‏.‏

وقال الدارقطني‏:‏ كان البغوي قل ما يتكلم على الحديث،

فإذا تكلم كان كلامه كالمسمار في الساج‏.‏

وقد ذكره ابن عدي في ‏(‏كامله‏)‏ فتكلم فيه، وقال‏:

‏ حدث بأشياء أنكرت عليه‏.‏

وكان معه طرف من معرفة الحديث والتصانيف‏.‏

وقد انتدب ابن الجوزي للرد على ابن عدي في هذا الكلام، وذكر أنه توفي

ليلة عيد الفطر منها، وقد استكمل مائة سنة وثلاث سنين وشهوراً، وهو

مع ذلك صحيح السمع والبصر والأسنان، يطأ الإماء‏.‏

توفي ببغداد ودفن بمقبرة باب التبن، رحمه الله وأكرم مثواه‏.‏

محمد بن أبي الحسين بن محمد بن عثمان

الشهيد الحافظ أبو الفضل الهروي، يعرف بابن أبي سعد، قدم بغداد وحدّث

بها عن محمد بن عبد الله الأنصاري‏.‏

وحدّث عنه ابن المظفر الحافظ، وكان من الثقات الأثبات الحفاظ المتقنين،

له مناقشات على بضعة عشر حديثاً من صحيح مسلم‏.‏

قتلته القرامطة يوم التروية بمكة في هذه السنة في جملة من قتلوا،

رحمه الله وأكرم مثواه‏.‏

الكعبي المتكلم

هو أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود البلخي الكعبي المتكلم، نسبة

إلى بني كعب، وهو أحد مشايخ المعتزلة، وتنسب إليه الطائفة

الكعبية منهم‏.‏

قال ابن خلكان‏:‏ كان من كبار المتكلمين، وله اختيارات في علم الكلام‏.‏

من ذلك‏:‏ أنه كان يزعم أن أفعال الله تقع بلا اختيار منه ولا مشيئة‏.‏

قلت‏:‏ وقد خالف الكعبي نص القرآن في غير ما موضع‏.‏

قال تعالى‏:‏

{ ‏وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ‏ }

‏ ‏[‏القصص‏:‏ 68‏]‏‏.‏
وقال‏:
‏ ‏{ ‏وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ‏ }‏

‏[‏الأنعام‏:‏ 112‏]‏‏.‏

‏{ ‏وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا ‏}‏ ‏

[‏السجدة‏:‏ 13‏]‏‏.‏

‏{ ‏وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا‏ }‏

الآية ‏[‏الإسراء‏:‏ 16‏]‏‏.‏
وغيرها مما هو معلوم بالضرورة وصريح العقل والنقل‏.‏