حور العين
12-31-2015, 06:03 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ممن توفي سنة ثنتين وعشرين وثلاثمائة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله
وفيها توفي من الأعيان:
أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري قاضي مصر.
حدث عن أبيه بكتبه المشهورة، وتوفي وهو قاض بالديار المصرية
في ربيع الأول منها. محمد بن أحمد بن القاسم أبو علي الروذباري
وقيل:
اسمه أحمد بن محمد، ويقال: الحسين بن الهمام، والصحيح الأول.
أصله من بغداد وسكن مصر، وكان من أبناء الرؤوساء والوزراء
والكتبة، وصحب الجنيد وسمع الحديث وحفظ منه كثيراً، وتفقه بإبراهيم
الحربي، وأخذ النحو عن ثعلب، وكان كثير الصدقة والبر للفقراء، وكان
إذا أعطى الفقير شيئاً جعله في كفه تحت يد الفقير، ثم يتناوله الفقير، يريد
أن لا تكون يد الفقير تحت يديه.
قال أبو نعيم:
سئل أبو علي الروذباري عمن يسمع الملاهي ويقول:
إنه وصل إلى منزلة لا يؤثر فيه اختلاف الأحوال.
فقال: نعم وصل، ولكن إلى سقر.
وقال: الإشارة الإبانة، لما تضمنه الوجد من المشار إليه لا غير، وفي
الحقيقة أن الإشارة تصححها العلل، والعلل بعيدة من غير الحقائق.
وقال: من الاغترار أن تسيء فيحسن إليك، فتترك الإنابة والتوبة توهماً
أنك تسامح في الهفوات، وترى أن ذلك من بسط الحق لك.
وقال: تشوقت القلوب إلى مشاهدة ذات الحق، فألقيت إليها الأسامي،
فركنت إليها مشغوفة بها عن الذات إلى أوان التجلي، فذلك قوله:
{ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا }
[الأعراف: 180]
فوقفوا معها عن إدراك الحقائق، فأظهر الأسامي وأبراها للخلق، لتسكين
شوق المحبين إليه، وتأنيس قلوب العارفين به.
وقال: لا رضى لمن لا يصبر، ولا كمال لمن لا يشكر.
وبالله وصل العارفون إلى محبته وشكروه على نعمته.
وقال: إن المشتاقين إلى الله يجدون حلاوة الشوق عند ورود المكاشف
لهم عن روح الوصال إلى قربه أحلى من الشهد.
وقال: من رزق ثلاثة أشياء فقد سلم من الآفات: بطن جائع معه قلب قانع،
وفقر دائم معه زهد حاضر، وصبر كامل معه قناعة دائمة.
وقال: في اكتساب الدنيا مذلة النفوس، وفي اكتساب الآخرة عزها فيا
عجباً لمن يختار المذلة في طلب ما يفنى على العز في طلب ما يبقى.
ومن شعره:
لو مضى الكل مني لم يكن عجباً * وإنما عجبي في البعض كيف بقي
أدرك بقية روح منك قد تلفت * قبل الفراق فهذا آخر الرمق
محمد بن إسماعيل
المعروف: بخير النساج أبو الحسن الصوفي، من كبار المشايخ ذوي
الأحوال الصالحة، والكرامات المشهورة. أدرك سرياً السقطي وغيره من
مشايخ القوم، وعاش مائة وعشرين سنة.
ولما حضرته الوفاة نظر إلى زاوية البيت، فقال: قف رحمك الله، فإنك
عبد مأمور وأنا عبد مأمور، وما أمرت به لا يفوت وما أمرت به يفوت.
ثم قام وتوضأ وصلى وتمدد ومات رحمه الله تعالى.
وقد رآه بعضهم في المنام فقال له: ما فعل الله بك؟
فقال: استرحنا من دنياكم الوخيمة.
ممن توفي سنة ثنتين وعشرين وثلاثمائة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله
وفيها توفي من الأعيان:
أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري قاضي مصر.
حدث عن أبيه بكتبه المشهورة، وتوفي وهو قاض بالديار المصرية
في ربيع الأول منها. محمد بن أحمد بن القاسم أبو علي الروذباري
وقيل:
اسمه أحمد بن محمد، ويقال: الحسين بن الهمام، والصحيح الأول.
أصله من بغداد وسكن مصر، وكان من أبناء الرؤوساء والوزراء
والكتبة، وصحب الجنيد وسمع الحديث وحفظ منه كثيراً، وتفقه بإبراهيم
الحربي، وأخذ النحو عن ثعلب، وكان كثير الصدقة والبر للفقراء، وكان
إذا أعطى الفقير شيئاً جعله في كفه تحت يد الفقير، ثم يتناوله الفقير، يريد
أن لا تكون يد الفقير تحت يديه.
قال أبو نعيم:
سئل أبو علي الروذباري عمن يسمع الملاهي ويقول:
إنه وصل إلى منزلة لا يؤثر فيه اختلاف الأحوال.
فقال: نعم وصل، ولكن إلى سقر.
وقال: الإشارة الإبانة، لما تضمنه الوجد من المشار إليه لا غير، وفي
الحقيقة أن الإشارة تصححها العلل، والعلل بعيدة من غير الحقائق.
وقال: من الاغترار أن تسيء فيحسن إليك، فتترك الإنابة والتوبة توهماً
أنك تسامح في الهفوات، وترى أن ذلك من بسط الحق لك.
وقال: تشوقت القلوب إلى مشاهدة ذات الحق، فألقيت إليها الأسامي،
فركنت إليها مشغوفة بها عن الذات إلى أوان التجلي، فذلك قوله:
{ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا }
[الأعراف: 180]
فوقفوا معها عن إدراك الحقائق، فأظهر الأسامي وأبراها للخلق، لتسكين
شوق المحبين إليه، وتأنيس قلوب العارفين به.
وقال: لا رضى لمن لا يصبر، ولا كمال لمن لا يشكر.
وبالله وصل العارفون إلى محبته وشكروه على نعمته.
وقال: إن المشتاقين إلى الله يجدون حلاوة الشوق عند ورود المكاشف
لهم عن روح الوصال إلى قربه أحلى من الشهد.
وقال: من رزق ثلاثة أشياء فقد سلم من الآفات: بطن جائع معه قلب قانع،
وفقر دائم معه زهد حاضر، وصبر كامل معه قناعة دائمة.
وقال: في اكتساب الدنيا مذلة النفوس، وفي اكتساب الآخرة عزها فيا
عجباً لمن يختار المذلة في طلب ما يفنى على العز في طلب ما يبقى.
ومن شعره:
لو مضى الكل مني لم يكن عجباً * وإنما عجبي في البعض كيف بقي
أدرك بقية روح منك قد تلفت * قبل الفراق فهذا آخر الرمق
محمد بن إسماعيل
المعروف: بخير النساج أبو الحسن الصوفي، من كبار المشايخ ذوي
الأحوال الصالحة، والكرامات المشهورة. أدرك سرياً السقطي وغيره من
مشايخ القوم، وعاش مائة وعشرين سنة.
ولما حضرته الوفاة نظر إلى زاوية البيت، فقال: قف رحمك الله، فإنك
عبد مأمور وأنا عبد مأمور، وما أمرت به لا يفوت وما أمرت به يفوت.
ثم قام وتوضأ وصلى وتمدد ومات رحمه الله تعالى.
وقد رآه بعضهم في المنام فقال له: ما فعل الله بك؟
فقال: استرحنا من دنياكم الوخيمة.