تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ممن توفي سنة أربع وعشرين وثلاثمائة


حور العين
01-04-2016, 04:16 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ممن توفي سنة أربع وعشرين وثلاثمائة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

وفيها توفي من الأعيان‏:‏

ابن مجاهد المقري

أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد المقري، أحد أئمة هذا
الشأن‏.‏ حدث عن خلقٍ كثير، وروى عنه الدارقطني وغيره، وكان ثقة
مأموناً، سكن الجانب الشرقي من بغداد، وكان ثعلب يقول‏:‏ ما بقي
في عصرنا أحد أعلم بكتاب الله منه‏.‏

توفي يوم الأربعاء، وأخرج يوم الخميس لعشر بقين من شعبان
من هذه السنة‏.‏ وقد رآه بعضهم في المنام وهو يقرأ فقال له‏:‏ أما مت‏؟‏
فقال‏:‏ بلى، ولكن كنت أدعو الله عقب كل ختمة أن أكون ممن يقرأ
في قبره، فأنا ممن يقرأ في قبره‏.‏
رحمه الله‏.‏

جحظة الشاعر البرمكي

أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك البرمكي أبو الحسن
النديم المعروف‏:‏ بجحظة الشاعر الماهر الأديب الأخباري، ذو الفنون
في العلوم والنوادر الحاضرة، وكان جيد الغناء‏.‏

ومن شعره‏:‏

قد نادت الدنيا على نفسها * لو كان في العالم من يسمع
كم آمل خيّبت آماله * وجامع بدّدت ما يجمع

وكتب له بعض الملوك رقعة على صيرفي بمال أطلقه له فلم يحصل له،

فكتب إلى الملك يذكر له ذلك‏:‏

إذا كانت صلاتكم رقاعاً * تخطط بالأنامل والأكف
فلا تجد الرقاع عليّ نفعاً * فذا خطي فخذه بألف ألف

ومن شعره يهجو صديقاً له ويذمه على شدة شحه وبخله وحرصه فقال‏:‏

لنا صاحب من أبرع الناس في البخل * يسمى بفضل، وهو ليس بذي فضل
دعاني كما يدعو الصديق صديقه * فجئت كما يأتي إلى مثله مثلي
فلما جلسنا للغداء رأيته * يرى أنما من بعض أعضائه أكلي
فيغتاظ أحياناً ويشتم عبده * فأعلم أن الغيظ والشتم من أجلي
أمدّ يدي سراً لآكل لقمة * فيلحظني شزراً فأعبث بالبقل
إلى أن جنت كفي علي جناية * وذلك أن الجوع أعدمني عقلي
فأهوت يميني نحو رجل دجاجة * فجرت رجلها كما جرت يدي رجلي

ومن قوي شعره قوله‏:‏

رحلتم فكم من أنة بعد حنة * مبينة للناس حزني عليكم
وقد كنت أعتقت الجفون من البكا * فقد ردها في الرق شوقي إليكم

وقد أورد له ابن خلكان من شعره الرائق قوله‏:‏

فقلت لها‏:‏ بخلت علي يقظي * فجودي في المنام لمستهام فقالت لي‏:‏
وصرت تنام أيضاً * وتطمع أن أزورك في المنام‏؟‏ قال‏:‏ وإنما لقبه
بجحظة عبد الله بن المعتز، وذلك لسؤ منظره بمآقيه‏.‏

قال بعض من هجاه‏:‏

ببيت جحظة تسعَينَّ جحوظة * من فيل شطرنج ومن سرطان
وارحمتا لمنادميه تحملوا * ألم العيون للذة الآذان

توفي سنة ست وعشرين، وقيل‏:‏ أربع وعشرين وثلاثمائة بواسط‏.‏

ابن المغلس الفقيه الظاهري

المشهور، له المصنفات المفيدة في مذهبه، أخذ الفقه عن أبي بكر بن
داود، وروى عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، وعلي بن داود القنطري،
وأبي قلابة الرياشي، وآخرين‏.‏

وكان ثقة، فقيهاً، فاضلاً، وهو الذي نشر علم داود في تلك البلاد،
توفي بالسكتة‏.‏

أبو بكر بن زياد

النيسابوري عبد الله بن محمد بن زياد بن واصل بن ميمون، أبو بكر
الفقيه الشافعي النيسابوري مولى أبان بن عثمان، رحل إلى العراق
والشام ومصر، وسكن بغداد‏.‏

حدث عن محمد بن يحيى الذهلي، وعباس الدوري، وخلق‏.‏
وعنه الدارقطني وغير واحد من الحفاظ‏.‏

قال الدارقطني‏:‏ لم ير في مشايخنا أحفظ منه للأسانيد والمتون،
وكان أفقه المشايخ، جالس المزني والربيع

وقال عبد الله بن بطة‏:‏ كنا نحضر مجلس ابن زياد، وكان يحرز من يحضر
من أصحاب المحابر ثلاثين ألفاً‏.‏

وقال الخطيب‏:‏ أخبرنا أبو سعد الماليني، أنبأ يوسف بن عمر بن مسرور،
سمعت أبا بكر بن زياد النيسابوري يقول‏:‏ أعرف من قام الليل أربعين سنة
لم ينم إلا جاثياً، ويتقوت كل يوم خمس حبات، ويصلي صلاة الغد بطهارة
العشاء، ثم يقول‏:‏ أنا هو، كنت أفعل هذا كله قبل أن أعرف أم عبد الرحمن
- يعني أم ولده - إيش أقول لمن زوجني‏.‏
ثم قال في إثر هذا‏:‏ ما أراد إلا الخير‏.‏
توفي في هذه السنة عن ست وثمانين سنة‏.‏

عفان بن سليمان

ابن أيوب أبو الحسن التاجر، أقام بمصر، وأوقف بها أوقافاً دارة على أهل
الحديث، وعلى سلالة العشرة رضي الله عنهم‏.‏

وكان تاجراً موسعاً عليه في الدنيا، مقبول الشهادة عند الحكام،
توفي في شعبان منها‏.‏

أبو الحسن الأشعري

قدم بغداد، وأخذ الحديث عن زكريا بن يحيى الساجي، وتفقه بابن سريج‏.‏
وقد ذكرنا ترجته في طبقات الشافعية‏.‏

وذكر ابن خلكان‏:‏ أنه كان يجلس في حلقة الشيخ أبي إسحاق المروزي،
وقد كان الأشعري معتزلياً فتاب منه بالبصرة فوق المنبر، ثم أظهر فضائح
المعتزلة وقبائحهم، وله من الكتب‏:‏ ‏(‏الموجز‏)‏ وغيره‏.‏

وحُكي عن ابن حزم أنه قال‏:‏ للأشعري خمسة وخمسون تصنيفاً‏.‏

وذكر أن مغله كان في كل سنة سبعة عشر ألف درهم، وأنه كان من أكثر
الناس دعابة، وأنه ولد سنة سبعين ومائتين‏.‏

وقيل‏:‏ سنة ستين ومائتين، ومات في هذه السنة‏.‏

وقيل‏:‏ في سنة ثلاثين، وقيل‏:‏ في سنة بضع وثلاثين وثلاثمائة، فالله أعلم‏.‏

محمد بن الفضل بن عبد الله أبو ذر التميمي، كان رئيس جرجان، سمع
الكثير، وتفقه بمذهب الشافعي، وكانت داره مجمع العلماء، وله إفضال
كثير على طلبة العلم من أهل زمانه‏.‏

هارون بن المقتدر أخو الخليفة الراضي، توفي في ربيع الأول منها،
فحزن عليه أخوه الراضي، وأمر بنفي بختيشوع ابن يحيى المتطبب
إلى الأنبار، لأنه اتهم في علاجه، ثم شفعت فيه أم الراضي فرده‏.‏