من السُّنَنِ القوليَّة والفعليَّة عند نزول المطر

[vip_vip]

من السُّنَنِ القوليَّة والفعليَّة عند نزول المطر
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَصَابَنَا -وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَطَرٌ؛
قَالَ: فَحَسَرَ ثَوْبَهُ؛ حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ اَلْمَطَرِ,
وَقَالَ: "إِنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ" رَوَاهُ مُسْلِمٌ[1].
وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا;
أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى اَلْمَطَرَ قَالَ:
"اَللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا". رَوَاهُ الْبُخَاريُّ[2].
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-
في الشرح المختصر على بلوغ المرام[3]:
هذانِ الحديثانِ (http://www.ataaalkhayer.com/)في بيانِ ما كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
يفعَلُه ويقولُهُ إذا نزل مطرٌ.
أمَّا الأول: فحديثُ أنسٍ أنَّ النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصابهم مطر؛
فحسَرَ عَن ثوبِهِ؛
يعني: كَشَفَه؛ (http://www.ataaalkhayer.com/) حتَّى أصابَه من المطرِ؛
وقال: "إِنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ".
وذلك أنَّ الله -سبحانه وتعالى- يخلُق ما يَشاء،
وهذا المطر خلَقه الله -تعالى- في حين نزولِه؛
فكان حديثُ عهدٍ بالله -تعالى-؛ فأحبَّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أنْ يُصيبَه ما هو حديثُ عهدٍ بالله -عزَّ وجلَّ-.
وهذه سُنَّة فعليِّة؛
يعني: ينبغي للإنسان (http://www.ataaalkhayer.com/)إذا نزل المطر أنْ يَكشِفَ عن ثوبه،
أو عن غترته، أو عن شيء من جسدِهِ؛
حتى يُصِيبَه المطر اقتداء (http://www.ataaalkhayer.com/)بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأمَّا السُّـنَّة القَوليِّة؛
فحديثُ عائشةَ -رضي الله عنها-
أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا نزل المطر؛
قال: "اَللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا".
يعني: اجعله صيِّبًا؛ والصَيِّب: هو النَّازِِل؛
كما قال تعالى: ﴿أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ﴾[4].
ونافعًا؛ أي: نافعًا للعباد على الأرض تُنبتُ وتَحيَى،
وكذلك ينزلُ في جوفها يسقي الناس فيما بعد ذلك.
فيُسنُّ للإنسان إذا نَزلَ المطر أنْ يقول: (اَللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا (http://www.ataaalkhayer.com/))؛
يعني: اجعله صَيِّبًا نَافِعًا؛ لأنَّه قد يكون صَيِّب وينزل ولا ينفع؛
كما صح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّه قال:
((لَيْسَتْ السَّنَةُ بِأَنْ لَا تُمْطَرُوا؛
وَلَكِنْ السَّنَةُ أَنْ تُمْطَرُوا وَتُمْطَرُوا، وَلَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ شَيْئًا))[5].
والله الموفق.
[1] (صَحِيحُ مُسْلِم: كِتَابُ صَلَاةِ الِاسْتِسْقَاءِ: بَاب الدُّعَاءِ فِي الِاسْتِسْقَاءِ).
[2] (صحيحُ البُخَاريُّ: كِتَاب الْجُمُعَةِ: بَاب مَا يُقَالُ إِذَا مَطَرَتْ).
[3] كِتابُ الصَّلاة؛ بَابُ صَلَاةِ اَلِاسْتِسْقَاءِ (http://www.ataaalkhayer.com/)(3/ 331) بترقيم الشاملة.
[4] [البقرة: 19].
[5] (صَحِيحُ مُسْلِم: كِتابُ الْفِتَنِ وَأَشْرَاطُ السَّاعةِ:
باب فِي سُكْنى المَدِينةِ وَعِمَارَتِهَا قَبْل السَّاعَةِ)
>>>>>>>>>>> منقــــــــــول <<<<<<<<<<<