تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ثم دخلت سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة


حور العين
01-17-2016, 02:16 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ثم دخلت سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

فيها

دخل سيف الدولة إلى واسط وقد انهزم عنها البريدي وأخوه أبو الحسين،

ثم اختلف الترك على سيف الدولة، فهرب منها قاصداً بغداد، وبلغ أخاه

أمير الأمراء خبره فخرج من بغداد إلى الموصل، فنهبت داره‏.‏

وكانت دولته على بغداد ثلاثة عشر شهراً وخمسة أيام‏.‏

وجاء أخوه سيف الدولة بعد خروجه منها فنزل بباب حرب، فطلب من

الخليفة أن يمده بمال يتقوى به على حرب توزون، فبعث إليه بأربعمائة

ألف درهم، ففرقها بأصحابه‏.‏

وحين سمع بقدوم توزون خرج من بغداد، ودخلها توزون في الخامس

والعشرين من رمضان، فخلع عليه الخليفة وجعله أمير الأمراء واستقر

أمره ببغداد‏.‏

وعند ذلك رجع البريدي إلى واسط وأخرج من كان بها من أصحاب

توزون، وكان في أسر توزون غلام سيف الدولة، يقال له‏:‏ ثمال، فأرسله

إلى مولاه ليخبره حاله ويرفع أمره عند آل حمدان‏.‏

وفيها‏:‏

كانت زلزلة عظيمة ببلاد نسا، سقط منها عمارات كثيرة، وهلك

بسببها خلق كثير‏.‏

قال ابن الجوزي‏:‏

وكان ببغداد في أيلول وتشرين حر شديد يأخذ بالأنفاس‏.‏

وفي صفر منها

ورد الخبر بورود الروم إلى أرزن وميافارقين وأنهم سبوا‏.‏

وفي ربيع الآخر منها

عقد أبو منصور إسحاق بن الخليفة المتقي عقده على علوية بنت ناصر

الدولة بن حمدان، على صداق مائة ألف دينار وألف ألف درهم، وولى

العقد على الجارية المذكورة أبو عبد الله محمد بن أبي موسى الهاشمي،

ولم يحضر ناصر الدولة، وضرب ناصر الدولة سكة ضرب فيها ناصر

الدولة عبد آل محمد‏.‏

قال ابن الجوزي‏:‏ وفيها غلت الأسعار حتى أكل الناس الكلاب ووقع البلاء

في الناس، ووافى من الجراد شيء كثير جداً، حتى بيع منه كل خمسين

رطلاً بالدرهم، فارتفق الناس به في الغلاء‏.‏

وفيها‏:‏

ورد كتاب ملك الروم إلى الخليفة يطلب فيه منديلاً بكنيسة الرها، كان

المسيح قد مسح بها وجهه فصارت صورة وجهه فيه، وأنه متى وصل

هذا المنديل يبعث من الأسارى خلقاً كثيراً‏.‏

فأحضر الخليفة العلماء فاستشارهم في ذلك، فمن قائل‏:‏ نحن أحق بعيسى

منهم، وفي بعثه إليهم غضاضة على المسلمين ووهن في الدين‏.‏

فقال علي بن عيسى الوزير‏:‏ يا أمير المؤمنين إنقاذ أسارى المسلمين

من أيدي الكفار خير وأنفع للناس من بقاء ذلك المنديل بتلك الكنيسة‏.‏

فأمر الخليفة بإرسال ذلك المنديل إليهم وتخليص أسرى المسلمين

من أيديهم‏.‏

قال الصولي‏:‏ وفيها وصل الخبر بأن القرمطي ولد له مولود فأهدى إليه

أبو عبد الله البريدي هدايا كثيرة، منها مهد من ذهب مرصع بالجوهر،

وجلاله منسوج بالذهب محلى باليواقيت، وغير ذلك‏.‏

وفيها‏:‏

كثر الرفض ببغداد فنودي بها من ذكر أحداً من الصحابة بسوء فقد برئت

منه الذمة‏.‏

وبعث الخليفة إلى عماد الدولة بن بويه خلعاً فقبلها ولبسها بحضرة

القضاة والأعيان‏.‏

وفيها‏:‏

كانت وفاة السعيد نصر بن أحمد بن إسماعيل الساماني صاحب خراسان

وما وراء النهر، وقد مرض قبل موته بالسل سنة وشهراً، واتخذ في داره

بيتاً سماه بيت العبادة، فكان يلبس ثياباً نظافاً ويمشي إليه حافياً ويصلي

فيه، ويتضرع ويكثر الصلاة‏.‏

وكان يجتنب المنكرات والآثام إلى أن مات رحمه الله، فقام بالأمر

من بعده ولده نوح بن نصر الساماني، ولقب بالأمير الحميد‏.‏

وقتل محمد بن أحمد النسفي، وكان قد طعن فيه عنده وصلبه‏.‏