تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التوبة من البيان الإلهي


حور العين
01-23-2016, 10:00 AM
من:الأخت / الملكة نــور
التوبة من البيان الإلهي

التوبة من البيان الإلهي :

قال تعالى:

{ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ

قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآَنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ

أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }

[ سورة النساء: 18 ].

والتوبة المتقبَلة الصحيحة لا تُعطَى لمن أسرف في الإجرام،

واستمر على الآثام، وارتكب المحارم بعمد، وقصّر

واستهزأ بوعد الله سبحانه وتعالى ووعيده فإذا فاجأه الموت وأخذ يعتذر

وأخذ يتنصل من ذنوبه، هذا ليس ممن يستحق التوبة؛

لأنه أسرَّ واستكبر وتجرأ على محارم الله عز وجل

وسوّف بالتوبة وأخَّر الإنابة وكذلك لا يُتاب على من مات كافرا،

بل هو خالد مخلد في النار، فإن الله لا يقبل من كافر عملا ولا شفاعة،

ولا يدفع عنه العذاب يوم القيامة دافع،

هؤلاء أعد الله سبحانه وتعالى لهم العذاب الأليم الموجع،

والنكال الدائم، والعقاب المقيم .

التوبة من البيان الإلهي :

قال تعالى:

{ وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ

ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ }

[ سورة المائدة: 71 ].

ظن اليهود أن الله سبحانه وتعالى لن يعاقبهم على ما فعلوا،

فاستحبوا العمى على الهدى، وصموا عند سماع الحق،

ثم تاب الله عليهم لعلهم أن يراجعوا أنفسهم ويعودوا إلى ربهم،

فعادوا إلى جرائمهم وبغيهم من جديد، فازدادوا عمى عن الحق،

وصمما عن سماع الرشد،

وهذا فعل الكثير منهم، وأما القليل منهم فمهتد،

والله لا تخفى عليه خافية من أعمالهم ولا مما أسروه واقترفوه،

وسوف يجازيهم بسوء صنيعهم، وقبح فعلهم .

التوبة من البيان الإلهي :

قال تعالى:

{ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ

وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }

[ سورة التوبة: 104 ] .

ألم يعلم هؤلاء التائبون أن الله يتوب على من تاب ويرحم من أناب،

فيغفر زلاتهم ويتقبل صدقاتهم؛ لأنه كثير الغفران لمن هجر المعصية

وأقبل إلى الطاعة وندم على الذنب، رحيم بمن صدق في توبته،

فلا يؤاخذه بما سلف ولا يعذبه بما اقترف .

التوبة من البيان الإلهي :

قال تعالى:

{ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ

الْآَمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ

وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }

[ سورة التوبة: 112 ] .

هؤلاء الأبرار المجاهدون الذين وعدهم ربهم بالجنة هم التائبون من الذنوب

ما ظهر منها وما بطن، المخلصون الطاعة لربهم،

الحامدون الله في السراء والضراء، الصائمون أو المتفكرون في خلق الله،

المداومون على الصلاة، المكثرون من نوافلها،

الآمرون بما يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

الناهون عما يكرهه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم،

القائمون بحفظ الشرائع والتزام الأحكام وترك النواهي،

وبشر –أيها الرسول- المؤمنين بجنات النعيم جزاء أعمالهم الصالحة .

التوبة من البيان الإلهي :

قال تعالى:

{ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى }

[ سورة طه: 82 ] .

والله كثير الغفران لمن صدق في توبته من ذنبه،

وصدق بما جاء عند الله وعمل الأعمال الصالحة المشروعة،

ثم اهتدى إلى سلوك الطريق المستقيم، واستقام على الحق .

فوائد من كتاب التوبة من المعاصى والذنوب

لمصطفى شيخ إبراهيم حقي

الجزء الأول