المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فقه حياة القلب


حور العين
01-24-2016, 04:38 PM
من:الأخت الزميلة / جِنان الورد
فقه حياة القلب

- حياة القلب

قال الله تعالى:

{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ

حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

[النحل: 97].

وقال الله تعالى:

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ

وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }

[الأنفال: 24].

حياة القلب ونعيمه وسروره وبهجته بالإيمان بالله، ومعرفته ومحبته،

والإنابة إليه، والتوكل عليه، وعبادته، وطاعته وطاعة رسوله.

فإنه لا حياة أطيب من هذه الحياة، ولا نعيم فوق نعيمها إلا نعيم الجنة

الذي يجتمع فيه كمال الإيمان، وكمال النعيم.

وإذا كانت حياة القلب حياة طيبة تبعته حياة الجوارح، فطابت كما طاب.

🌖وقد جعل الله الحياة الطيبة لأهل معرفته ومحبته وعبادته

كما قال سبحانه:

{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ

حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

[النحل: 97].

وحياة القلب تكون بثلاثة أشياء:

قصر الأمل ..

وتدبر القرآن ..

وتجنب مفسدات القلب.

فأما قصر الأمل،

فهو العلم بقرب الرحيل، وسرعة انقضاء مدة الحياة،

وهو من أنفع الأمور للقلب. فإنه يبعثه على تدارك الأيام، وانتهاز الفرص

التي تمر مر السحاب، ويثير عزمات القلب إلى دار البقاء والخلود،

ويزهده في الدنيا، ويرغبه في الآخرة

كما قال سبحانه:

{ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ

بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ }

[الأحقاف: 35].

وأما تدبر القرآن،

فهو تحديق ناظر القلب إلى معانيه، وجمع الفكر على تدبره وتعقله،

وهو المقصود بإنزاله، لا مجرد تلاوته بلا فهم ولا تدبر،

كما قال سبحانه:

{ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ }
[ص: 29].

فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده، واقرب إلى نجاته من تدبر

القرآن، وجمع الفكر فيه على معاني آياته، فإنها تطلع العبد على معالم

الخير والشر، وتدله على مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة، وتثبت

قواعد الإيمان في قلبه، وتريه صور الدنيا والآخرة، والجنة والنار.

وتحضره بين الأمم السابقة، وتريه أيام الله فيهم، وتشهده عدل الله

وفضله، وتعرفه ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، وما يحبه الله وما

يبغضه. وتريه طريق أهل الجنة، وأهل النار، ومراتب أهل السعادة، وأهل

الشقاوة، وتطلعه على تفاصيل الأمر والنهي، والشرع والقدر، والحلال

والحرام، والترغيب والترهيب، والمواعظ والصبر وغيرها.

وأما مفسدات القلب :

فكثرة الخلطة.

والتمني ..

والتعلق بغير الله ..

وكثرة الشبع

وكثرة النوم ..

فهذه الخمسة أكبر مفسدات القلب.

فالقلب السليم يسير إلى الله تعالى والدار الآخرة، وهذه الخمسة تطفئ

نوره، وتضعف قواه، قاطعة له عن الوصول إلى ما خلق له، وجعل نعيمه

وسعادته وابتهاجه ولذته في الوصول إليه.

فإنه لا نعيم للقلب ولا لذة، ولا ابتهاج ولا كمال،

إلا بمعرفة الله ومحبته، والطمأنينة بذكره، والفرح والابتهاج بقربه

، والشوق 󕈹لى لقائه، فهذه جنته العاجلة.

كما أنه لا نعيم له في الآخرة، ولا فوز ولا فلاح إلا بجوار ربه في دار

النعيم في الجنة الآجلة.

فله جنتان:

لا يدخل الثانية منهما حتى يدخل الأولى، وهذه الأشياء الخمسة قاطعة

عن هذا، حائلة بين القلب وبينه.

موسوعة فقه القلوب

فقه زاد القلوب في رمضان

جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة