المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيوت مطمئنة 2 - زوجة الأب


حور العين
01-25-2016, 05:56 PM
من:الأخت الزميلة / منة الرحمن
بيوت مطمئنة
2 - زوجة الأب

زوجة الأب اسم غير محبب في بيوتنا ، حقيقة حينما نتكلم أو نذكر

هذه اللفظة كم تشكل من الهموم والمصائب لتلك الأسرة

التي تزوج والدها زوجة ثانية وثالثة و رابعة ،

وهذا يدفعنا أن نطرح لكم ونتكلم بكل صراحة عن هذه المرأة

التي لم أعرف شخصيتها حتى الآن ، وكذلك أنتم لا تعرفون

ما هي شخصيتها ، قليل وقليل جداً من يحب زوجة أبيه

ويبادلها الحب والمودة ،

حتى في المناسبات العائلية لا يتقبلونها ، أي ما يتقبل أفراد الأسرة

أن تحضر زوجة أبيهم معهم ، حتى في العزائم ،

قليل جداً أن تجد بعض زوجات الآباء اللاتي يحضرن .

ربما لوفاة الزوج يكون العزاء في بيت أم فلان ،

وليس في بيت أم فلان ، فيجتمعون في بيت واحد ، قد يكون قليل جدا ,

كم تشهد أروقة المحاكم الشرعية , وقاعات القضاء ,

مرافعات وشكاوى يندى لها القلب وتدمع لها العين

بين الأخوة والإخوان من الأب ، وربما امتد الخلاف إلى زوجة الأب ،

وقد شاهدنا وشاهدتم إخراجها من بيتها بعد وفاة الوالد ،

قصص الخلاف والخلافات بين الأبناء وزوجة الوالد أمر طبيعي عرفناه ,

شاهدناه , رأيناه , وكل من حولنا يشهد بذلك ، ولكن الغريب والعجيب

أن نرى مشاهد الحب والمودة بين أبناء الأب وزوجة والدهم ،

نجد أنهم يقدرونها ويحترمونها يبذلون لها الغالي والنفيس

كسبا لرضاها ، وربما كذلك نيلا لرضا والدهم بعد وفاته ،

اسمحوا لنا أن نقص عليكم قصتين من أجمل ماسمعنا عن الإيثار

والتعامل الحسن والأمثل مع زوجات الأب

القصة الأولي :

هذه قصة أخت تحب ان يطلق عليها أسم محبة أخيها من أبيها ,

فتقول :

والدي تزوج من زوجتين وكانت أمي هي الزوجة الثانية
وحصل بين أمي وزوجة أبي خلاف ومشكلة كبيرة أدت إلى السب
والشتم واللعن بينهما أمامنا يعني أمام مرآنا ، فأصيب والدي
بجلطة دخل على إثرها المستشفى مما يعاني ، رأيت وشاهدت
من الضغط الذي كان يعاني فيه والدي ،
الشاهد في الموضوع أنه توفي رحمة الله عليه

تكمل قصتها :

بعد شهرين فأن زوجة والدي تسلطت علينا طردت أمها وأخواتها
من البيت لأن كل شيء كان باسم أخيها من أبيها ,
وأن إخوانها كلهم بنات وليس لديهم أخوة أشقاء ذكور،
وإنما كان لهم أخوة من الأب ،

و بعد وفاة أبي لم نأخذ من الميراث شيء ،
مع أن والدي كان صاحب عقارات وصاحب أملاك
وصاحب سيارات كثيرة ، لكن كلها كانت باسم أخي من أبي
الذي كان يقوم بكل شيء

سبحان الله يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ,
فقد كان هذا الأخ من أبيهم طيبا جداً معهم ، فلما عرف بما فعلته أمه
ما كان منه إلا أن جاء عند هذه الأم عند إخوانها وقبل رأسها وقبل يديها ،

وقال :
يا خالة إخوانك أنت وأخواتي في ذمتي ،
وأمي ما فعلته أنا لا أرضاه مهما كان

حتى تقول هذه الأخت :

نحن نادانا أخوته وطيب خواطرنا وأعطى أمي 20 ألف ريال نقداً

وقال باللهجة العامية :

مشوا حالكم فيها والباقي في الطريق

حقا هذا مثال للتفاؤل والتفاني في خدمة القيام
بحقوق الأخوة

بل تقول هذه الأخت عن أخيها من أبيها :
لقد اشترى لنا فيلا بـ900 ألف ريال وكتبها باسم أمي ،
و اشترى أربع عمارات ، وكتب كل واحدة باسم كل واحدة منا ،
ورتب لنا مصروفا شهريا ، وأي شيء نريده مباشرة يلبيه لنا

لما علمت أمه يعني زوجة الوالد غضبت منه ودعت عليه
وطردته من بيتها مع أنه أعطاها حقها ، وحق أولادها

وهذا حقيقية مثال جيد أستمع إليه كثيراً في حياة الأخوة الأبناء ،
وإن صح التعبير مع زوجات أبائهم , ويبقى أن نتفق أن زوجة الوالد
لها من التقدير و الاحترام وحقيقة هناك أمثلة كثيرة .

وهذه القصة الثانية

وهي قصة أخت سمت نفسها سارة تتحدث
عن زوجة والدها وتقول :
أكتب لكم ودمعتي تسبق قلمي , ولعلي أن أختصرها ,

هذه البنت تتحدث عن زوجة والدها التي قبل ذلك ماتت أمها في سن متقدم
وكان عمرها اثنين وأربعين سنة ، أي عندما توفيت الأم كانت صغيرة ,
الوالد أراد الإحسان لهؤلاء البنات وخاصة أن عندها أخوة صغار ،
فكانت أعمار الصغار حينما توفيت الأم ستة أعوام , ثلاثة أعوام ,
شهرين ، كانوا هم أصغر أولادها , فتزوج والدي لأجل أن تقوم
بتربية إخواني الصغار

تقول الفتاة :

في السنة الأولى أتعبناها , أهناها , آذيناها , وكان أخي الكبير كثيراً
ما يرفع صوته عليها ويتوعدها بالضرب والطرد من البيت
وبأشياء أخرى لا أستطيع ذكرها لعدم الإطالة أولا ،
ولأنه قد تكون فيها شيئاً من عدم التصديق إن صح التعبير

ولكن تقول :

والله لا أستطيع أن أقول إلا سامحنا الله وعفا عنا فيما فعلناه
مع زوجة أبي ,

تقول هذه الأخت :

أن زوجة أبينا مطلقة من ثلاث , لأنها لا تنجب مع أنها كانت جميلة
ومحافظة على الصلاة وتصوم الاثنين والخميس

يشهد الله أني لا أتذكر أنها رفعت صوتها علي
أو على أخي الذي كان يسيء إليها إلا بالكلام الطيب
والدعوات الصالحة الطيبة المباركة ,

وفي يوم من الأيام سافر أبي إلى مكة
نفس الأخ الكبير هذا أراد الإساءة إلى زوجة والده ،

فأدخلها غرفتها وأغلق الباب عليها سجنها يوما كاملا
من الصباح حتى ظهر الغد فلما فتح الباب كانت حالتها متعبة
حتى الماء لم يعطها إياه

فلما خرجت زوجة الأب من محبسها سألت السؤال الذي دار في ذهنها
أين الأطفال الصغار ؟
أين فلان ؟ أين عمر ؟ أين ياسر ؟ أين فلانة ؟

فما كان منها إلا أن أخذتهم وضمتهم وقبلتهم وخففت عليهم ,
كأنها أمهم حقيقة فكم من الفرح والأنس بخروج هذه الأم
التي فقدوها يوما كاملا وإن لم تكن أمهم في الحقيقة .

وحين عاد الأب من السفر ، وكأن شيئا لم يكن ,
لم تخبر الزوجة زوجها بشيء وبما فعله الأولاد بها وهذا مبدأ جيد
من كثير من زوجات الأب تسكت , وتصبر ,
وتحلم لكي تصل إلى قضية معينة هي تبتغيها
وهي الأجر من الله تعالى

وفي يوم من الأيام كان الولد الكبير هذا يضرب الباب بقوة وبشدة
ويرفع صوته :
افتحوا الباب ،،
قامت زوجة الأب ففتحت الباب ، فدفعه بقوة فدخلت قدم زوجة الأب
تحت الباب فانقطعت أصبعين من أصابع قدميها ، وسقطت من قوة الدفع ،

هي تتألم ، تتأوه ،
لكن ماذا تفعل ؟
شيء خارج عن الإرادة

فما كان من الابن إلا أن خاف ، وقال لها
هل أذهب بك إلى المستشفى ؟
فوافقت

وتكمل هذة الفتاة قصتها :

شاهدت زوجة أبي تجمع أصابعها المقطوعة وتضعها في منديل ,
كي تذهب بها إلى المستشفى وأمسكت بيدي

وقالت :

إذا اتصل أبوك قولي له أني في المستشفى
ولا تخبريه بأي شيء حصل ،
قولي جرح بسيط في قدمي ,

سبحان الله , هذه زوجة الأب كم تريد كسب الأجر والمثوبة
من عند الله عز وجل .

تقول هذه الأخت :

أشهد الله ، هذا ما حصل لا أزيد على ما ذكرت أو كتبت
تم ترقيد زوجة الوالد أسبوعا في المستشفى
وكم كان البيت مظلما بدونها عادت لنا بالسلامة
وعاد معها الفرح والنور لبيتنا ،

كان أشد إخواني عليها قسوة
هو أحبهم لها بل كان ولدها المطيع لها

أنا أقول لكل من فقدت أمها وتزوج الوالد بأخرى ،
أنه قد تكون الزوجة الثانية أفضل بكثير من الأم
فلا تظلموا زوجات الأب فليس كل زوجة شريرة ,
وليست حقودة , وليست سيئة , بل منهن الأم الحنونة وربما أكثر

كيف صبرت عليهم ؟

كيف تحملت أذاهم ؟

كيف تحملت قضية الأذية التي أوصلتها إلى المستشفى

و مع ذلك صبرت و احتسبت!؟

قسوا على زوجة والدهم الحنونة الطيبة التي تحملت حياتهم ,
مع أنها لم تضرهم كما ذكرت الفتاة ولم تتضايق منهم مع أن الأمهات
يتضايقون من أبنائهم و بناتهم

تقول هذه الأخت :

لن أنسى كم كانت تسهر ونحن مرضى ,
بل رافقت مع أختي الصغيرة في المستشفى عشرة أيام
بدون تضجر لم أستطع ذكر فضائلها و جمائلها علينا
إلا أنني أسأل الله أن يحفظها لنا ويجزيها الجنة

الذي لا يعرفه ولا يصدقه أحد لكنها هي الحقيقة ،
تزوج والدي زوجة ثانية وتركنا مع زوجته هذه ،

ولما سألناها عن شعورها ، قالت :

بكيفه الله يوفقه ، أهم شيء عندي أنتم ،
فأنتم فرحتي ودنياي وحياتي، لا حرمني الله منكم

فعجبا !! كيف تزوج عليها زوجها !؟

وهذه أمثلة رائعة من قصص الحب والتفاني
بين الأبناء مع زوجة والدهم والعكس صحيح
كم هو رائع أن تضرب زوجة الأب أروع الأمثلة
في التعامل الحسن والتفاني معهم

كم نشعر بالحرج من تعامل الكثير الكثِير جداً من الأبناء
تجاه زوجات الأب ، مع أن لديهم القدرة على التفاهم
والوصول لمرحلة اتفاق دائم ، فهم وزوجة أبيهم كأصابع اليد الواحدة

كلنا رجاء, وأمل, وتطلع , أن نرى بيوتنا بزوجه الأب
مثل بيوتنا قبل خمسين سنة أيام الأجداد والجدات

كم كانت بيوتنا في السابق لا خلاف , لا مشاكل ,
كانت الزوجة والزوجتان تجتمع في بيت واحد ربما متلاصق ،
في أصدق حياة و أجمل مشاعر ، فلا ترى خلافا بين أبناء الزوج