تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم السبت 28.12.1431


vip_vip
02-05-2011, 11:45 AM
حديث اليوم السبت 28.12.1431


مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى


( حديثان مما جاء فيما يقال


من دعاء عند سماع الأذان )





( الحديث الأول )


حَدَّثَنَاقُتَيْبَةُحَدَّثَنَااللَّيْثُعَنْالْحُكَ يْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍعَنْعَامِرِ بْنِ سَعْدٍ


عَنْسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضى الله تعالى عنه


عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ أنه قَالَ :


( مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ


وَ أَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ


وَ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ


رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَ بِمُحَمَّدٍ رَسُولًا وَ بِالْإِسْلَامِ دِينًا غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ )


=============================


قَالَ أَبُو عِيسَى وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ


اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍعَنْ حُكَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ


=============================


الشـــروح


قوله : (بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ مِنَ الدُّعَاءِ )


قَوْلُهُ " مِنَ الدُّعَاءِ " بَيَانٌ لِـ " مَا " وَ الْمَعْنَى :


أَيُّ دُعَاءٍ يَدْعُو بِهِ السَّامِعُ إِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ .



قَوْلُهُ : ( عَنِالْحُكَيْمِ)


بِضَمِّ أَوَّلِهِ مُصَغَّرًا بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِبْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ


الْمُطَّلِبِيِّنَزِيلِمِصْرَ ،صَدُوقٌ ، مِنَ الرَّابِعَةِ .



قوله : ) عَنْعَامِرِ بْنِ سَعْدِ)


بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيِّ الْمَدَنِيِّ ، رَوَى عَنْ أَبِيهِوَ غَيْرِهِ ،


قَالَابْنُ سَعْدٍ : ثِقَةٌ كَثِيرُ الْحَدِيثِ ، مَاتَ سَنَةَ 104 أَرْبَعٍ وَ مِائَةٍ .



قوله : (عَنْسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ)


اسْمُهُ مَالِكٌ ، صَحَابِيٌّ جَلِيلٌ شَهِدَ بَدْرًا وَ الْمَشَاهِدَ ،وَ هُوَ أَحَدُ الْعَشَرَةِ وَ آخِرُهُمْ مَوْتًا ،


وَ أَوَّلُ مَنْ رَمَى فِي سَبِيلِاللَّهِ وَ فَارِسُ الْإِسْلَامِ ،


وَ أَحَدُ سِتَّةِ الشُّورَى ، وَ مُقَدَّمُجُيُوشِ الْإِسْلَامِ فِي فَتْحِالْعِرَاقِ ،وَ مَنَاقِبُهُ كَثِيرَةٌ ،


مَاتَ بِالْعَقِيقِ سَنَةَ خَمْسٍوَ خَمْسِينَ عَلَى الْمَشْهُورِ .



قَوْلُهُ : ( مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ )


أَيْ أَذَانَهُ أَوْ صَوْتَهُ أَوْ قَوْلَهُ وَ هُوَ الْأَظْهَرُ وَ هُوَ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِهِ


حِينَ يَسْمَعُ تَشَهُّدَهُ الْأَوَّلَ أَوِ الْأَخِيرَ وَ هُوَ قَوْلُهُ آخِرَ الْأَذَانِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ هُوَ أَنْسَبُ


وَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى يَسْمَعُ يُجِيبُ فَيَكُونُ صَرِيحًا فِي الْمَقْصُودِ وَ أَنَّ الثَّوَابَ الْمَذْكُورَ


مُرَتَّبٌ عَلَى الْإِجَابَةِ بِكَمَالِهَا مَعَ هَذِهِ الزِّيَادَةِ ، وَ لِأَنَّ قَوْلَهُ بِهَذِهِ الشَّهَادَةِ


فِي أَثْنَاءِ الْأَذَانِ رُبَّمَا يَفُوتُهُ الْإِجَابَةُ فِي بَعْضِ الْكَلِمَاتِ الْآتِيَةِ ، كَذَا فِي الْمِرْقَاةِ .



قوله : )وَ أَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ )


وَ فِي رِوَايَةٍلِمُسْلِمٍأَشْهَدُ بِغَيْرِ لَفْظِ أَنَا وَ بِغَيْرِ الْوَاوِ .



قوله : )رَضِيتُ بِاَللَّهِ رَبًّا(


أَيْ بِرُبُوبِيَّتِهِ وَ بِجَمِيعِ قَضَائِهِ وَ قَدَرِهِ فَإِنَّالرِّضَا بِالْقَضَاءِ بَابُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ ،


وَ قِيلَ حَالٌ ، أَيْمُرَبِّيًا وَ مَالِكًا وَ سَيِّدًا وَ مُصْلِحًا .



قوله :) وَ بِمُحَمَّدٍرَسُولًا)


أَيْ بِجَمِيعِ مَا أُرْسِلَ بِهِ وَ بَلَّغَهُ إِلَيْنَا مِنَالْأُمُورِ الِاعْتِقَادِيَّةِ وَ غَيْرِهَا .



قوله : (وَ بِالْإِسْلَامِ)


أَيْ بِجَمِيعِ أَحْكَامِ الْإِسْلَامِ مِنَ الْأَوَامِرِوَ النَّوَاهِي .



قوله : (دِينًا)


أَيِ اعْتِقَادًا أَوِ انْقِيَادًا ، قَالَهُ الْقَارِي) غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ( أَيْ مِنَ الصَّغَائِرِ جَزَاءً ؛


لِقَوْلِهِ : مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ .



قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ )


وَ أَخْرَجَهُمُسْلِمٌوَ أَبُو دَاوُدَوَ النَّسَائِيُّوَ ابْنُ مَاجَهْ ،


قَالَمَيْرُكُ : وَ الْعَجَبُ مِنَالْحَاكِمِأَنَّهُ أَخْرَجَهُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ ،


وَ أَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ تَقْرِيرُ الذَّهَبِيِّ لَهُ فِي اسْتِدْرَاكِهِ عَلَيْهِ وَ هُوَ فِي صَحِيحِمُسْلِمٍبِلَفْظِهِ . انْتَهَى ،


ذَكَرَهُ الْقَارِي فِي الْمِرْقَاةِ ، ثُمَّ قَالَ : لَعَلَّ إِخْرَاجَ الْحَاكِمِ لَهُ بِغَيْرِ السَّنَدِ الَّذِي فِيمُسْلِمٍ


فَلْيُنْظَرْ فِيهِ لِيُعْلَمَ مَا فِيهِ وَ اَللَّهُ أَعْلَمُ ، انْتَهَى .



http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f88209%5fAOINw0MAAVdBTPlsjgJvETz6F So&pid=1.6&fid=adnan&inline=1

vip_vip
02-05-2011, 11:46 AM
( الحديث الثانى )


حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ الْبَغْدَادِيُّ وَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَا :


حَدَّثَنَاعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّحَدَّثَنَاشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ


حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ



عَنْجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِرضى الله تعالى عنه أنه قَالَ :


قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ :



( مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ


اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَ الصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ


آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَ الْفَضِيلَةَ وَ ابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ


إِلَّا حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )


===========================


قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُجَابِرٍحَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ


لَا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ غَيْرَشُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَعَنْمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ


وَ أَبُو حَمْزَةَاسْمُهُدِينَارٌ


==========================



الشـــروح


قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ الْبَغْدَادِيُّ )


التَّمِيمِيُّ مَوْلَاهُمِالْبُخَارِيُّالْحَافِظُ الْجَوَّالُ ، وَ ثَّقَهُالنَّسَائِيُّوَ ابْنُ عَدِيٍّ ،


رَوَى عَنْهُ مُسْلِمٌوَ التِّرْمِذِيُّوَ النَّسَائِيُّوَ غَيْرُهُمْ .



قَوْلُهُ : )وَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ)


الْحَافِظُ الْجُوزَجَانِيُّ بِضَمِّ الْجِيمِ الْأُولَى مُصَنِّفُالْجَرْحِ وَ التَّعْدِيلِ ، نَزِيلُدِمَشْقَ ،


رَوَى عَنْهُأَبُو دَاوُدَ وَ التِّرْمِذِيُّوَ النَّسَائِيُّوَ وَثَّقَهُ ،


وَ كَانَأَحْمَدُيُكَاتِبُهُ إِلَىدِمَشْقَوَ يُكْرِمُهُ إِكْرَامًا شَدِيدًا ،


وَ قَالَالدَّارَقُطْنِيُّ : كَانَ مِنَ الْحُفَّاظِ الْمُصَنِّفِينَ وَ قَدْ رُمِيَ بِالنَّصْبِ ،


تُوُفِّيَ سَنَةَ 259 تِسْعٍ وَ خَمْسِينَ وَ مِائَتَيْنِ ، قَالَ الْحَافِظُ فِي التَّقْرِيبِ : ثِقَةٌ حَافِظٌ .



قَوْلُهُ) : عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ (


بِالْيَاءِ الْأَخِيرَةِ وَ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ ، وَ هُوَ الْحِمْصِيُّ مِنْ كِبَارِ شُيُوخِالْبُخَارِيِّ


وَ لَمْ يَلْقَهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ السِّتَّةِ غَيْرُهُ .



قَوْلُهُ : )حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ(


أَيِ الْأَذَانَ وَ اللَّامُ لِلْعَهْدِ أَوِ الْمُرَادُ مِنَ النِّدَاءِتَمَامُهُ ، أَيْ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ بِتَمَامِهِ ،


يَدُلُّ عَلَيْهِحَدِيثُعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِعِنْدَمُسْلِمٍبِلَفْظِ : قُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ،


ثُمَّ صَلُّوا عَلِيَّ ، ثُمَّ سَلُوااللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَفَفِي هَذَا أَنَّ ذَلِكَ يُقَالُ عِنْدَ فَرَاغِالْأَذَانِ .



قَوْلُهُ : (اللَّهُمَّ)


أَيْ يَا اللَّهُ وَ الْمِيمُ عِوَضٌ عَنْ " يَا " فَلِذَلِكَ لَا يَجْتَمِعَانِ(رَبَّ)مَنْصُوبٌ عَلَى النِّدَاءِ


(هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ)بِفَتْحِ الدَّالِ وَ الْمُرَادُ بِالدَّعْوَةِ هَاهُنَا أَلْفَاظُالْأَذَانِ


الَّتِي يُدْعَى بِهَا الشَّخْصُ إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى ،قَالَهُالْعَيْنِيُّ ،


وَ قَالَ الْحَافِظُ : الْمُرَادُ بِهَا دَعْوَةُ التَّوْحِيدِ ، كَقَوْلِهِتَعَالَى : لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ،


وَ قِيلَ لِدَعْوَةِ التَّوْحِيدِ تَامَّةٌ ؛لِأَنَّ الشِّرْكَ نَقْصٌ أَوِ التَّامَّةُ الَّتِي لَا يَدْخُلُهَا تَغْيِيرٌوَلَا تَبْدِيلٌ ،


بَلْ هِيَ بَاقِيَةٌإِلَى يَوْمِ النُّشُورِ ، أَوْ لِأَنَّهَا هِيَ الَّتِي تَسْتَحِقُّصِفَةَ التَّمَامِ


وَ مَا سِوَاهَا فَمُعَرَّضٌ لِلْفَسَادِ .



قَوْلُهُ : (وَ الصَّلَاةِ)


الْمُرَادُ بِالصَّلَاةِ الْمَعْهُودَةُ الْمَدْعُوُّ إِلَيْهَاحِينَئِذٍ(الْقَائِمَةِ)أَيِ الدَّائِمَةِ الَّتِي لَا تُغَيِّرُهَا مِلَّةٌ


وَ لَا تَنْسَخُهَاشَرِيعَةٌ ، وَ أَنَّهَا قَائِمَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُوَ الْأَرْضُ .



قَوْلُهُ : )آتِ(


أَمْرٌ مِنَ الْإِيتَاءِ ، أَيْ أَعْطِ) الْوَسِيلَةَ( قَدْ فَسَّرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَبِقَوْلِهِ


فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍمِنْ عِبَادِ اللَّهِ


وَقَعَ ذَلِكَ فِي حَدِيثِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَعِنْدَمُسْلِمٍ .

vip_vip
02-05-2011, 11:47 AM
قَوْلُهُ : (وَ الْفَضِيلَةَ)


الْمَرْتَبَةَ الزَّائِدَةَ عَلَى سَائِرِ الْخَلَائِقِ ، وَ يَحْتَمِلُأَنْ تَكُونَ مَنْزِلَةً أُخْرَى


أَوْ تَفْسِيرًا لِلْوَسِيلَةِ ، قَالَهُالْحَافِظُ .



قَوْلُهُ : (مَقَامًا مَحْمُودًا)


أَيْ يُحْمَدُ الْقَائِمُ فِيهِ وَ هُوَ مُطْلَقٌ فِي كُلِّ مَا يَجْلِبُالْحَمْدَ مِنْ أَنْوَاعِ الْكَرَامَاتِ


وَ نُصِبَ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ ، أَيِابْعَثْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَقِمْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا ،


أَوْ ضَمَّنَابْعَثْهُ مَعْنَى أَقِمْهُ ، أَوْ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ ، وَ مَعْنَىابْعَثْهُ أَعْطِهِ .



قَوْلُهُ : (الَّذِي وَعَدْتَهُ)


قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : زَادَ فِي رِوَايَةِالْبَيْهَقِيِّ : إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ .


وَ قَالَالطِّيبِيُّالْمُرَادُ بِذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا وَ أُطْلِقَ عَلَيْهِالْوَعْدُ ؛


لِأَنَّ " عَسَى " مِنَ اللَّهِ وَاقِعٌ كَمَا صَحَّ عَنِابْنِ عُيَيْنَةَوَ غَيْرِهِ ،


وَ الْمَوْصُولُ إِمَّا بَدَلٌ أَوْ عَطْفُ بَيَانٍ أَوْخَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ وَ لَيْسَ صِفَةً لِلنَّكِرَةِ ،


وَ وَقَعَ فِيرِوَايَةِالنَّسَائِيِّوَ ابْنِ خُزَيْمَةَوَ غَيْرِهِمَا الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ بِالْأَلِفِ


وَ اللَّامِفَيَصِحُّ وَصْفُهُ بِالْمَوْصُولِ قَالَابْنُ الْجَوْزِيِّ


: وَ الْأَكْثَرُ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْمَقَامِ الْمَحْمُودِالشَّفَاعَةُ ، وَ قِيلَ إِجْلَاسُهُ عَلَى الْعَرْشِ ،


وَ قِيلَ عَلَى الْكُرْسِيِّ، وَ حَكَى كُلًّا مِنَ الْقَوْلَيْنِ عَنْ جَمَاعَةٍ وَ عَلَى تَقْدِيرِ الصِّحَّةِ


لَا يُنَافِي الْأَوَّلَ لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ الْإِجْلَاسُ عَلَامَةَالْإِذْنِ فِي الشَّفَاعَةِ ،


وَ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْمَقَامِالْمَحْمُودِ الشَّفَاعَةَ كَمَا هُوَ الْمَشْهُورُ ،


وَ أَنْ يَكُونَ الْإِجْلَاسُهِيَ الْمَنْزِلَةَ الْمُعَبَّرَ عَنْهَا بِالْوَسِيلَةِ أَوِ الْفَضِيلَةِ ،


وَ وَقَعَ فِي صَحِيحِابْنِ حِبَّانَمِنْ حَدِيثِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍمَرْفُوعًايَبْعَثُ اللَّهُ النَّاسَ


فَيَكْسُونِي رَبِّي حُلَّةً خَضْرَاءَ ،فَأَقُولُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَقُولَ فَذَلِكَ الْمَقَامُالْمَحْمُودُ


وَ يَظْهَرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْقَوْلِ الْمَذْكُورِ هُوَ الثَّنَاءُالَّذِي يُقَدِّمُهُ بَيْنَ يَدَيِ الشَّفَاعَةِ ،


وَ يَظْهَرُ أَنَّ الْمَقَامَالْمَحْمُودَ هُوَ مَجْمُوعُ مَا يَحْصُلُ لَهُ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ ،


وَ يُشْعِرُقَوْلُهُ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ " حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي "


بِأَنَّ الْأَمْرَ الْمَطْلُوبَ لَهُ الشَّفَاعَةُ وَ اَللَّهُ أَعْلَمُ . انْتَهَى كَلَامُ الْحَافِظِ .



قَوْلُهُ : )إِلَّا حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ(


أَيِ اسْتُحِقَّتْ وَ وَجَبَتْ أَوْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ ، يُقَالُ حَلَّيَحُلُّ بِالضَّمِّ إِذَا نَزَلَ ،


وَ اللَّامُ بِمَعْنَى " عَلَى " ، وَ يُؤَيِّدُهُ رِوَايَةُمُسْلِمٍ : حَلَّتْ عَلَيْهِ ،


وَ وَقَعَ فِيالطَّحَاوِيِّمِنْ حَدِيثِابْنِ مَسْعُودٍ " وَجَبَتْ لَهُ " وَ لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَلَّتْ مِنَ الْحِلِّ ؛


لِأَنَّهَا لَمْتَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ مُحَرَّمَةً ، كَذَا فِي الْفَتْحِ ،


وَ فِيرِوَايَةِالْبُخَارِيِّحَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي بِدُونِ إِلَّا وَ هُوَ الظَّاهِرُ ،


وَ أَمَّامَعَ إِلَّا فَيُجْعَلُ " مَنْ " فِي " مَنْ قَالَ " اسْتِفْهَامِيَّةً لِلْإِنْكَارِ ،


قَالَهُ فِي فَتْحِ الْوَدُودِ . وَ قَالَالسُّيُوطِيُّفِي حَاشِيَةِالنَّسَائِيِّمَا لَفْظُهُ


: وَ قَوْلُهُ هُنَا وَ فِي رِوَايَةِالتِّرْمِذِيِّ " إِلَّا " يَحْتَاجُ إِلَى تَأْوِيلٍ ،


وَ تَأْوِيلُهُ أَنَّهُ حَمَلَهُ عَلَىمَعْنَى لَا يَقُولُ ذَلِكَ أَحَدٌ إِلَّا حَلَّتْ ، انْتَهَى .



فَائِدَةٌ :


قَدِ اشْتُهِرَ عَلَى الْأَلْسِنَةِ فِي هَذَا الدُّعَاءِ زِيَادَتَانِ ، الْأُولَى إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ فِي آخِرِهِ ،


وَ الثَّانِيَةُ وَ الدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ بَعْدَ قَوْلِهِ وَ الْفَضِيلَةَ ،


أَمَّا الْأُولَى فَقَدْ وَقَعَتْ فِي رِوَايَةِ الْبَيْهَقِيِّ كَمَا عَرَفْتَ ،


وَ أَمَّا الثَّانِيَةُ فَلَمْ أَجِدْهَا فِي رِوَايَةٍ ،


قَالَ الْقَارِي فِي الْمِرْقَاةِ : أَمَّا زِيَادَةُ الدَّرَجَةِ الرَّفِيعَةِ الْمَشْهُورَةُ عَلَى الْأَلْسِنَةِ


فَقَالَالْبُخَارِيُّ : لَمْ أَرَهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ ، انْتَهَى .



قَوْلُهُ : ( حَدِيثُجَابِرٍحَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ . . . إِلَخْ ) ،


بَلْ هُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ ، فَإِنَّهُ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ بِسَنَدِ التِّرْمِذِيِّ


قَالَ الْحَافِظُ : فَهُوَ غَرِيبٌ مَعَ صِحَّتِهِ ، وَ قَدْ تُوبِعَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ عَلَيْهِ عَنْ جَابِرٍ


أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ ،


كَذَا فِي قُوتِ الْمُغْتَذِي .

انْتَهَى .



وَ اللَّهُ تَعَالَى أعلى و أَعْلَمُ. و أجل

و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

</h4></h4>