المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيوت مطمئنة - الحلقة السادسة


حور العين
01-29-2016, 03:44 PM
من:الأخت الزميلة / منة الرحمن
بيوت مطمئنة
6 - اليد المقطوعة

الزواج حلم جميل يداعب أفكار كل فتاة ,

بل كم تسلط التفكير في هذا الزواج على انفعالاتها , ونظراتها المستقبلية ,

كلنا نؤمن بأن همّ كل فتاة وأمنية كل بنت في الزوج القادم

على جناح السرعة , ينقلها من بيت أبيها إلى مملكة السعادة ,

مملكة الهنـــاء, فهي الملكة ، الآمرة والناهية في هذا البيت


الزواج تفاصيل وأحاديث لا تنتهي , وأمنيات غالية لا حد لها ولا غاية ,

قد لا أكون مبالغا أن نسبة 90% وأكثر من قصص الفتيات كلها

تدور حول الزواج ، مرحلة الثانوية , والجامعات , والكليات ,

حتى الطبيبات و الموظفات , أغلب أحاديثهم عن الزوج

فارس الأحلام المنتظر لمن لم تتزوج ,

وكذلك فارس الأحلام الحالي لمن تزوجت.

هذه القصة ، هي قصة فتاة تحلم بالزواج لكنها مترددة

فلماذا.. ؟؟

تحلم , وترجو , وتأمل أن تكون أُما , وصاحبة بيت

لكنها خائفة فما السبب ..؟؟

فتقول في رسالتها التي خطتها بيدها اليسرى ،

نعم أعيدها بيدها اليسرى وليست اليمنى!!

وستعرفون سبب ذلك.

تقول :

أنا فتاة أبلغ من العمر تسعة عشر عاما , أحفظ القرآن كاملاً ,

ويقال أنت جميلة , وأنا حديث العائلة , ولكن الكل يعطف ويحن علي ,

نعم يرحمني , ينظر إلي بعين الرحمة والعطف ,

مع إنني متميزة في كل شيء إلا شيئًا واحدًا حرمنيه الله عز وجل ,

قد تتساءلون

ما هذا الشيء الذي يبعد الناس عني مع جمالي الأخاذ ؟

ماهذا الأمر الذي يجعلني أموت كل يوم ألف مرة ؟

إذا ذهبت إلى دار التحفيظ ما أسرع أن أخرج وبسرعة حتى تركتها ,

لا أذهب إلى المناسبات العائلية مهما كلف الأمر ,

منعا للإحراج , نعم كي لا أحرج أمي وكذلك أهلي

أنا فتاة مقطوعة اليد اليمنى ؛ بسبب حادث سيارة وأنا صغيرة ,

كم أشعر بالحرج إذا مدت عماتي , وبنات أعمامي , وصديقاتي ,

أيديهن بالسلام علي مع أنني أحمل وجها مشرقا بالجمال والنظارة ,

فضلا عن اكتمال ما يطلبه الرجال في زوجاتهم ,

يا الله لقد تقطع قلبي من البكاء بالأمس وأنا أرفع يدي إلى الله

وأسأله في الثلث الأخير من الليل بيد واحدة والثانية مقطوعة ,

كم أتأمل يدي المبتورة وأنا أدعو ربي في صلاة الليل ,

ولولا أن أعتدي في الدعاء ؛ لدعوت ربي أن يعطيني يداً كاملة ,

أنا راضية بقضاء الله وقدره , لكن فلانة مقطوعة اليد ,

أكون صريحة نوف العضباء يا الله !

كم هذه الكلمة قاسية لكنها هي الحقيقة

تقدم لي ابن عمي وهو دكتور في الجامعة يريد الزواج مني

بعد وفاة زوجته , شعرت أنه يرحمني فقط , يريد أن يحتسب الأجر فيّ

اتصلت به

فقال :

أنت مريضة نفسيا ، أعطيتي الأمر أكثر مما يستحقه ,

حتى أنه وعدني بتركيب يد صناعية , وأنه سيعاملني مثل أي زوجة

وليست معاملة معاقة ,

ولكنني أتسائل هل أتزوج ؟

هل على بركة الله أدخل في هذا العالم ؟

أم أني أعطيت الأمر أكثر مما يستحقه ؟

يجب أن نتفهم وضع هؤلاء الفتيات ، هذه القصة نسمعها كثيراً ,

لكن في ظل ما تعيش من ألم و من همّ لفقدها ليدها اليمنى ,

الآن عوضها الله خيراً كثيراً , وقد أرسل الله لها زوجا طيبا

يحمل مؤهلاً عالياً من الدراسات , بل يحمل عقلاً متفهما لوضعها

هذه رسالة لكل فتاة مبتلاة بمرض , أو بعاهة

أن تصبر وتحتسب ولن يخيب الله رجاءها

قصة أخري لفتاة حزينه

فتقول :

أنا جميلة , وحافظة لكتاب الله ووالدي من أغنياء البلد ,

لكني مكفوفة البصر , أنا عمياء

فهل يقبل بي أحد زوجة له ؟

ثم لو تزوجت هل سأعيش كمثل أي زوجة ؟

أو أنه تزوجني من أجل المال, من أجل الثراء ؟

أم أنني سأعيش وحيدة بدون زوج ؟

أنا أعرف نساء وفتيات تزوجن وهن كفيفات البصر

و ما شاء الله أخذن الحياة وبكل نجاح وعشن وربين أبناء وبنات ،

كانت لهن الصدارة والتأثير في المجتمع

سبحان الله !!

قصة أخري لفتاة حزينه

قالت :
لا أحد يريد أن يتزوجني ، لأني مصابة بالبهاق

وعمري ثمانية عشر عاما ومتفوقة ,

ماذا أفعل ؟

من الذي سيقبل بالزواج بي ، وأنا مصابة بالبهاق ؟

القصص كثيرة وهذا هو واقعنا ,

لكن تبقى دعواتنا لكل فتاة تعاني من أي بلاء , أو مرض ,

أو عاهة, أن يوفقهن الله عز وجل, وأن يعوضهن خيراً