المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 49 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / عــاشــوراء


vip_vip
02-05-2011, 12:07 PM
49 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / عــاشــوراء
لفضيلة الأخ الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f79348%5fAOENw0MAAP8BTQFJlAnYexg%2 f0Nc&pid=1.3&fid=adnan&inline=1
أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================




http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f79348%5fAOENw0MAAP8BTQFJlAnYexg%2 f0Nc&pid=1.4&fid=adnan&inline=1


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f79348%5fAOENw0MAAP8BTQFJlAnYexg%2 f0Nc&pid=1.5&fid=adnan&inline=1


الحمد لله، جرَت بالأقدار أقلامُه ، و مضَت في الخلائق أحكامُه ،


أحمده سبحانه وأشكره شكرًا يزيد به فضلُ ربّي و إِنعامه ،


و أشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له شهادةَ حقٍّ و يقين


يزول بها عن القلبِ غِشاوته و ظلامُه ،


و أشهد أنّ سيّدَنا و نبينا محمّدًا عبد الله و رسوله


ببعثته و رسالته كمل الدِّين و أرتفعت أعلامه ،


صلى الله و سلَّم و بارك عليه و على آله و أصحابِه


صلواتٍ و سلامًا و برَكات دائِمَاتٍ ما دام الدّهرُ ليالِيه و أيّامُه ،


و التابعين و من تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين .


أمــــا بعـــــد :


فأتقوا الله يا عباد الله ، ثقوا بنصر الله إذا توفرت أسبابه ،


من الصدق و الإخلاص و الإستقامة على شرعه


و التضرع بين يديه و رجائه و الخوف منه وحده دون سواه .


أيها المسلمون ، عاشوراء يوم النصر العظيم ، و يوم الصراع بين الحق و الباطل ،


و بين أولياء الرحمن و أولياء الشيطان ، قديم قدم البشرية ذاتها ،


و لن يزال مستعرًا إلى قيام الساعة ،


و هذه سنة الله في خلقه ، و هي مقتضى حكمته و رحمته ،


فيقول و قوله الحق سبحانه و تعالى :


{ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ


وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ


فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا }


[النساء:76] ،


و قال أيضاً سبحانه و تعالى :


{ ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ


وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ }


[محمد:4] .


فالله تعالى قادر على أن يهلك الظالمين في لحظة ، و يأخذهم على حين غرة ،


و لكنه أبتلى بهم عباده المؤمنين ليكشف معادنهم ،


و يمتحن صدقهم و صبرهم و جهادهم و بذلهم . فبالإبتلاء يتميز المؤمن الصادق


من الدعي المنافق , و يتبين المجاهد العامل من القاعد الخامل .


و لقد قصَّ الله لنا فصولاً كثيرة من هذا الصراع بين المؤمنين و الكافرين .


عباد الله ، و من هذه القصص العظيمة قصة موسى عليه الصلاة و السلام


مع فرعون مصر في عهده ، و التي تكرر ذكرها في القرآن فيما يقارب ثلاثين موضعًا ،


و هي أكثر القَصص القرآني تكرارًا ؛


و ذلك لمشابهتها لما كان يعانيه الرسول http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f79348%5fAOENw0MAAP8BTQFJlAnYexg%2 f0Nc&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 من صناديد قريش و فراعنة هذه الأمة ,


و لما فيها من التسلية له و للمؤمنين حينما يشتد عليهم أذى الكفار و المنافقين ،


و لما أشتملت عليه من العظات البالغة و الدروس و الحكم الباهرة


و الحجج و الآيات القاطعة .


إخوة الإيمان : و تبدأ قصة موسى مع فرعون منذ أن كان موسى حملاً في بطن أمه ،


فقد قيل لفرعون : إن مولودًا من بني إسرائيل سيولد ،


و سيكون على يديه هلاكك و زوال ملكك .


و إسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة و السلام ،


و قد نزح إسرائيل و أولاده من الشام إلى مصر في عهد يوسف بن يعقوب عليهما السلام ،


و كان عددهم آنذاك ثمانين شخصًا ، ثم لم يزل عددهم ينمو و نسلهم يتكاثر


حتى بلغوا في عهد فرعون الطاغية ستمائة ألف إنسان .


و عندما أخُبِر فرعون أن زوال ملكه سيكون على يد غلام من بني إسرائيل ،


أصدر أوامره بقتل أبنائهم و أستحياء نسائهم ، حذرًا من وجود هذا الغلام ،


و لن يغني حذر من قدر ،


{ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }


[يوسف:21] .


و أحترز فرعون كل الأحتراز أن لا يوجد هذا الغلام ، حتى جعل رجالاً و قابلات


يدورون على النساء الحوامل ، و يعلمون ميقات وضعهن ،


فلا تلد أمرأة ذكرًا إلا ذبحه من ساعته .


و كان هارون عليه السلام قد ولد قبل بدء هذه المحنة ، فأنجاه الله من كيد فرعون ،


و أما موسى عليه السلام فإنه لما حملت به أمه حرصت على إخفاء حملها


خوفًا عليه من القتل ، و كان خوفها عليه يزداد مع مرور الأيام و قرب و قت المخاض ،


و لما وضعته ذكرًا ضاقت به ذرعًا ، و ضاقت عليها الأرض بما رحبت ،


و ركبها من الهمّ و الخوف ما لا يعلمه إلا الله ، و كان خوفها عليه أضعاف فرحها بقدومه ،


و لكن الله جل و علا ألهمها بما يثبّت به فؤادها ،


{ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ


وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ }


[القصص:7] ،


فأستجابت أم موسى لهذا الإلهام ، و صنعت لأبنها صندوقًا و ألقته في نهر النيل ،


حيث كانت دارها مجاورة له ، ألقته في النهر و كأنما ألقت معه عقلها و قلبها ،


فأصبح صدرها خاليًا من الطّمأنينة ،


{ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ


لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }


[القصص:10] ،


و يمضي الموج بالوليد الضعيف داخل الصندوق ، يحفه الله بعنايته ،


و يكلؤه بحفظه و رعايته ، حتى بلغ قصر فرعون ، فألتقطه آل فرعون ،


و لما فتحوا التابوت وجدوا فيه ذلك الغلام الضعيف ،


و لكن رب الأرباب و مالك القلوب و الألباب يلقي في قلب آسية زوجة فرعون


فيضًا من الرحمة و الرأفة و الحنان على هذا الطفل الرضيع ،


{ وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ


عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ }


[القصص:9] ،


و قد أنالها الله ما رجت منه من النفع و الخير , فهداها الله بسببه ،


و جعلها من أهل جواره و جنته ،


و لكن هذا الطفل المحفوف بعناية الله يفاجئهم بأنه لا يقبل ثدي امرأة ليرضع ،


فحاروا في أمره ، و أجتهدوا في تغذيته بكل ممكن ،


و هو لا يزيدهم إلا عنتًا و حيرة و رفضًا و أستعصاءً ،


و بينما هم كذلك فإذا بأخته تقبل عليهم ،


و كانت أمها قد أمرتها بأن تتابع أخاها و هو في الصندوق ، و أن تقفوا أثره ،


لتعلم مستقره و تستطلع خبره ،


{ وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ *


وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ


هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ }


[القصص:11، 12] ،


ففرحوا بذلك فرحًا شديدًا ، و ذهبوا معها إلى منزلهم ،


فلما رأته أمه ما كادت تصدق عينيها ، فأخذته و ضمته إلى صدرها و ألقمته ثدييها ،


فأخذ يرضع بنَهَم شديد ، و هم في غاية الدهشة و السرور .


و هكذا يأبى الله عز و جل إلا أن يحمل آل فرعون هذا الوليد إلى أمه


التي خافت عليه منهم ، ثم يعطوها مع ذلك أجرة إرضاعها له ،


و يتعهدوا وليدها بالتربية و الرعاية ،


{ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ


وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ }


[القصص:13].


و ما زالت الأيام تمضي و الأعوام تترى ، و كبر موسى و بلغ أشده ،


و آتاه الله حكمًا و علمًا ، فصار يأمر و ينهى ، و يقول فيسمع ، و يشفع فيشفع ،


و لا غرو فهو أبن فرعون بالتبني ، و هو ربيبه و واحد من أهل بيته ،


قال الله تعالى :


{ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا


وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }


[القصص:14] .
و بعد حين وقع في محنة عظيمة ، حيث قتل رجلاً من قوم فرعون ما كان يريد قتله ،



و تخوف من الطلب ، ففر هاربًا إلى أرض مدين ، و لبث فيهم عشر سنين ،


تزوج في أثنائها ، ثم عاد إلى أرض مصر مع أهله ،


و في الطريق إليها أكرمه الله برسالته ، و أوحى إليه بوحيه ،


و كلمه من غير واسطة و لا ترجمان ،


و أرسله إلى فرعون بالآيات القاطعات و السلطان المبين ،


و لكن فرعون عاند و كابر ،


{ فَكَذَّبَ وَعَصَى * ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى * فَحَشَرَ فَنَادَى *


فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى }


[النازعات:21-24] ،


و أدعى أن ما جاء به موسى سحر ، و أن عنده من السحر ما يبطله ،


و جمع السحرة من جميع أنحاء مملكته ، فألقوا ما عندهم من السحر ،


{ فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ


إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ }


[يونس:81] ،


{ فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ }


[الشعراء:4] ،


{ فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ *


فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ *


قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ }


[الأعراف:118-122] ،


و لما انقطعت حجة فرعون و خاب كيده ، و أنكشف باطله و زيفه


لجأ إلى القوة و البطش و التعذيب و التنكيل و الملاحقة و التشريد


و إرهاب الناس بالنار و الحديد . إنه منطق الطغيان العاتي ،


كلما أعوزته الحجة و خذله البرهان و خاف أن يظهر الحق و يتمكن أهله و رواده .


ثم أرسل الله عز و جل على فرعون و قومه آيات عجيبة و عقوبات متنوعة ،


من الطوفان و الجراد و القُمَل و الضفادع و الدم ،


{ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ }


[المدثر:31] ،


و لكنها ـ و العياذ بالله ـ لم تزدهم إلا عنادًا و إستكبارًا و ظلمًا و عدوانًا ،


يقول الله تعالى :


{ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ


آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ }


[الأعراف:133] ،


و لما تمادى فرعون في طغيانه و إيذائه لموسى و من معه أوحى الله إلى موسى أن يخرج بالمسلمين من أرض مصر ليلاً ، فخرجوا قاصدين بلاد الشام ،


فلما علم فرعون بخروجهم جمع جيشه و جند جنوده من شتى أنحاء مملكته


ليلحقهم و يمحقهم في زعمه ،


{ فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * إِنَّ هَؤُلاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ *


وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ }


[الشعراء:53-56] .


فخرج فرعون و جنوده في أثرهم ، حتى أدركهم عند البحر الأحمر ،


{ فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُون }


[الشعراء:61] ،


فالبحر أمامهم ، و العدو خلفهم ، فأجابهم موسى بلسان المؤمن الواثق


بأن الله معه و لن يضيعه ، و قال لهم بكل ثقة و ثبات :


{ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }


[الشعراء:62] ،


فأوحى الله إليه أن اضرب بعصاك البحر ، فضربه و هو يتلاطم بأمواجه ،


فانفلق ـ بإذن الله ـ أثني عشر طريقًا يابسًا ، و صار هذا الماء السيال


و تلك الأمواج العاتيات كأطواد الجبال الراسيات ، فأنحدروا فيه مسرعين مستبشرين ،


و دخل فرعون و جنوده في أثرهم لاهثين سادرين ، فلما جاوزه موسى و قومه


و تكاملوا خارجين و تكامل فرعون و قومه داخلين أطبقه الله عليهم و أغرقهم أجمعين ،


{ وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا


فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَّا تَخَافُ دَرَكًا وَلا تَخْشَى *


فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ *


وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى }


[طه:77-79] ،


و هذا هو مصير أعداء الله في كل حين ، و تلك هي عاقبة المكذبين الضالين ،


و ما ربك بظلام للعبيد ،:


{ فَكُلاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا


وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ


وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا


وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }


[العنكبوت:40] .





بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم ،


و نفعني و إياكم بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم ،


و بهدي محمد http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f79348%5fAOENw0MAAP8BTQFJlAnYexg%2 f0Nc&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 رسول رب العالمين ، أقول قولي هذا ،


و أستغفر الله لي و لكم و لسائر المسلمين من كل ذنب و خطيئة ،


فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .



http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f79348%5fAOENw0MAAP8BTQFJlAnYexg%2 f0Nc&pid=1.7&fid=adnan&inline=1

vip_vip
02-05-2011, 12:08 PM
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f79348%5fAOENw0MAAP8BTQFJlAnYexg%2 f0Nc&pid=1.7&fid=adnan&inline=1



http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f79348%5fAOENw0MAAP8BTQFJlAnYexg%2 f0Nc&pid=1.8&fid=adnan&inline=1



الحمد لله أهل الحمد و الثناء ، أحمده سبحانه و أشكره في السّراء و الضراء ،


و أشهد أن إله إلا الله وحده لا شريك له إلهَ الأرض و السماء ،


و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدا عبد الله و رسوله


سيد المرسلين و خاتم الأنبياء، صلى الله سلم و بارك عليه ،


و على آله و أصحابه البرَرَة الأتقياء ،


و التابعين و من تبِعهم بإحسان إلى يوم القضاء .



أمــا بعــد أيها المؤمنون:


فهذهِ دروس و عِبَر ، فأتقوا الله يرحمكم الله ، و تعلَّقوا بربّكم ، و حاسبوا أنفسكم ،


و أعملوا و أجتهدوا و أخلِصوا و أبشروا و أمِّلوا ،


و أستدركوا و أنتم في مستقبَلِ عامِكم و في مستهلِّه ، أستدركوا أعمالَكم فرائضَ و نوافل ،


فأنتم في مقتَبَل هذا العامِ الجديد ، فأستعتِبوا و أستدركوا ، و هذا هو شهر الله المحرَّم ،


فأروا الله من أنفسِكم خيرًا .


أيها الإخوة في الله : لقد كان اليوم الذي نجى الله فيه موسى من فرعون


هو اليوم العاشر من هذا الشهر الكريم شهر الله المحرم ،


فقد روى البخاري و مسلم عن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال :


قدم رسول الله http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f79348%5fAOENw0MAAP8BTQFJlAnYexg%2 f0Nc&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء


فقال : (( ما هذا اليوم الذي تصومونه ؟ ))


قالوا: هذا يوم عظيم ، أنجى الله فيه موسى و قومه ،


و غرَّق فرعون و قومه ، فصامه موسى شكرًا ، فنحن نصومه ،


فقال رسول الله http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f79348%5fAOENw0MAAP8BTQFJlAnYexg%2 f0Nc&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 : (( فنحن أحق و أولى بموسى منكم )) ،


فصامه رسول الله http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f79348%5fAOENw0MAAP8BTQFJlAnYexg%2 f0Nc&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 و أمر بصيامه .


و قد كان صيام يوم عاشوراء واجبًا قبل أن يفرض صيام رمضان ،


فلما فرض صيام رمضان أصبح صيام عاشوراء سنة مؤكدة .


و بين النبي عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام أن صيام هذا اليوم


يكفر ذنوب سنة كاملة فقال :


(( صيام عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ))


رواه مسلم .


و إن وافق عاشوراء يوم الجمعة أو السبت فلا بأس بصيامه في أحدهما ؛


لأن النهي عن إفراد الجمعة أو السبت بالصيام


إنما هو لمن صام من أجل أنه الجمعة أو السبت ،


أما إذا كان للصيام في أحدهما سبب شرعي يقتضيه


كأن يوافق يوم عاشوراء أو يوم عرفة فلا حرج في الصيام حينئذ .


فأحتسبوا ـ أيها المؤمنون ـ و أرغبوا في صيام عاشوراء


رجاء أن تشملكم رحمة الله و مغفرته ،


و جددوا لله تعالى التوبة في كل حين . اللهم تب علينا و أعف عنا و تجاوز عن خطيئاتنا ،


اللهم أغفر لنا ذنبنا كله ، علانيته و سره ، أوله و أخره ، ما علمنا منه و ما لم نعلم .



هذا و صلّوا ـ يرحمكم الله ـ على خيرِ البريّة


و أزكى البشريّة محمّد بن عبد الله صاحبِ الحوض و الشفاعة ،


فقد أمركم الله بأمر بدَأ فيه بنفسه ، و ثنى بملائكته المسبِّحة بقدسه ،


و أيّه بكم أيها المؤمنون ، فقال جلّ و علا :


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }


[ الأحزاب : 56 ] ،


و قال صلوات الله و سلامه عليه :


(( من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا )) ،


فصلوا و سلموا على الرحمة المهداة و النعمة المسداة


نبيكم محمد رسول الله ، فقد أمركم بذلك ربكم فى عُلاه


فقال في محكم تنزيله و هو الصادق في قيله :


{ إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ


يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً }


[ الأحزاب : 56 ] .


اللهم صلَّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك سيدنا و نبينا محمد ،


و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجه أمهاتنا أمهات المؤمنين ،


و أرض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين أبى بكر و عمر و عثمان و على


و العشرة المبشرين و على سائر الصحابة و التابعين


و من سار على دربهم إلى يوم الدين


و عنا معهم بعطفك و جودك و كرمك يا أرحم الراحمين


اللهم أعز الإسلام و المسلمين و ............ ثم باقى الدعاء



اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم
اللهم أميـــــن
أنتهت