حور العين
02-03-2016, 03:46 PM
من:الأخت الزميلة / منة الرحمن
بيوت مطمئنة
11 - مطلقة على أبواب الثامنة عشرة :
كنت صبية في السادسة من عمري ، لم تفارقني آثار الطفولة بعد
فلم أكن أتردد عن اللعب بالماء في حديقة منزلنا , أما دميتي
فلم تزل رفيقتي حتى اليوم منذ أن كان لي من العمر ست سنوات
لا أهنأ بنوم إلا بجانبها , ويغمرني الفرح حينما أبتكر لها تسريحة
أو ألبسها فستاناً جديداً .
وكنت وحيدة والدي ، فقد حظيت باهتمامهما الفائق ودلالهما الزائد
لا سيما ونحن أسرة ميسورة , كان دلالهما يؤخر نضوجي
ويؤجل انتهاء مرحلة طفولتي إلى حين , وهكذا مرت الأيام ،
ملؤها اللهو والفرح والسرور
حتى جاء اليوم الذي أخبرتني فيه أمي بالمفاجأة :
لقد خطبك جارنا لابن ه، وهو كما تعلمين , صاحب أكبر شركة سيارات
ستسافران إلى الخارج لقضاء شهر العسل ، وستسعدين بإذن الله ،
وفي الغد سنذهب إلى السوق لنشتري ما تريدين
وبكل عطف وحنان قالت :
وفقك الله يا بنيتي !
لم أكن في الحقيقة أعرف معنى للزواج سوى ما شرحته لي أمي
سفر ومغامرة وسعادة ، وخروج إلى السوق في كل يوم !
رأيت أنه شئ لا بأس به ، وما هي إلا أيام معدودة حتى أصبحت زوجة
نعم زوجة , بعد احتفالات مهيبة ، وفساتين رائعة ، ومجوهرات ثمينة ،
وفرقة غناء تناسب مقام أسرتي وأسرة زوجي .
ثم سافرت إلى أوربا لشهر كامل ، ومرت الأيام سعيدة هنية ،
حتى عدنا لأرض الوطن ، وهنا بدأت الحقائق تتساقط على رأسي
واحدة تلو الأخرى
اكتشفت أن زوجي لم يكمل تعليمه كما أخبرنا , وهو لا يعمل ؛
بل يعتمد في مصروفه على عطايا والده ، كما أنه لا يصلي
ولا يعرف طريق المسجد , ورحت في ربيع عمري أتعرض لنسمات
حارقة من قسوة زوجي وفظاظته ، حتى ذهبت نضارتي ونحل جسمي ،
وازددت بؤساً وتعاسة حين اكتشفت أنني حامل .
لم يكن يهمني أن زوجي لم يكمل تعليمه أو أنه لا يعمل ,
ولكن لم أعد أحتمل قسوته المفرطة ، وعدم تورعه عن ضربي
وإهانتي لأتفه الأسباب ! عدا عن سهره الدائم خارج المنزل
وعدم إحساسي بالأمان إلى جانبه كما ينبغي لكل زوجة
كرهت حياتي برمتها ، ولم يعد أمامي سوى طلب الطلاق ،
والدعاء بالمغفرة لوالدي الذي زوجني دون سؤال عن أخلاق الزوج
ودينه ، ولوالدتي التي لم تسأل عن المجتمع الذي سأعيش فيه
بقدر ما سألت عن قيمة صداقي والهدايا والعطايا ,
وهكذا أدركت لماذا ينبغي على الناس أن يسألوا عن صلاح الزوج
وتقواه وورعه ، وليس عن منصبه وجاهه وماله , إذ أن من يخشى الله
فسوف يتقيه ، ويخافه في أقرب الناس إليه وهي زوجته .
وها أنا اليوم أعيش بعد طلاقي منه بين جدران شهدت عهد طفولتي
كما شهدت عهد شقائي , وأحمل وساماً يحرق فؤادي,
وساماً تشقى به كل مطلقة ، إنه الطلاق
أنا الطفلة البريئة المدللة ، غدوت اليوم مطلقة ،
أرمق بعيون ملؤها الشك والريبة ، وأعاب بما ليس لي فيه ذنب
ولا خطيئة ، هذا الوسام الذي وسمني به والداي عندما زوجاني
وأنا لست أهلاً للزواج ، من رجل يحمل المال فقط !
مطلقة كلمة ترميني في دهاليز الآلام والحزن .
ولكن بالرغم من ذلك كله لن أيأس ، وسأبدأ حياتي من جديد ،
وأكمل دراستي وسألتحق بحلقات تحفيظ القرآن ومجالس الذكر ،
ولن أقبل إلا بمن يحفظ القرآن كاملا .
بيوت مطمئنة
11 - مطلقة على أبواب الثامنة عشرة :
كنت صبية في السادسة من عمري ، لم تفارقني آثار الطفولة بعد
فلم أكن أتردد عن اللعب بالماء في حديقة منزلنا , أما دميتي
فلم تزل رفيقتي حتى اليوم منذ أن كان لي من العمر ست سنوات
لا أهنأ بنوم إلا بجانبها , ويغمرني الفرح حينما أبتكر لها تسريحة
أو ألبسها فستاناً جديداً .
وكنت وحيدة والدي ، فقد حظيت باهتمامهما الفائق ودلالهما الزائد
لا سيما ونحن أسرة ميسورة , كان دلالهما يؤخر نضوجي
ويؤجل انتهاء مرحلة طفولتي إلى حين , وهكذا مرت الأيام ،
ملؤها اللهو والفرح والسرور
حتى جاء اليوم الذي أخبرتني فيه أمي بالمفاجأة :
لقد خطبك جارنا لابن ه، وهو كما تعلمين , صاحب أكبر شركة سيارات
ستسافران إلى الخارج لقضاء شهر العسل ، وستسعدين بإذن الله ،
وفي الغد سنذهب إلى السوق لنشتري ما تريدين
وبكل عطف وحنان قالت :
وفقك الله يا بنيتي !
لم أكن في الحقيقة أعرف معنى للزواج سوى ما شرحته لي أمي
سفر ومغامرة وسعادة ، وخروج إلى السوق في كل يوم !
رأيت أنه شئ لا بأس به ، وما هي إلا أيام معدودة حتى أصبحت زوجة
نعم زوجة , بعد احتفالات مهيبة ، وفساتين رائعة ، ومجوهرات ثمينة ،
وفرقة غناء تناسب مقام أسرتي وأسرة زوجي .
ثم سافرت إلى أوربا لشهر كامل ، ومرت الأيام سعيدة هنية ،
حتى عدنا لأرض الوطن ، وهنا بدأت الحقائق تتساقط على رأسي
واحدة تلو الأخرى
اكتشفت أن زوجي لم يكمل تعليمه كما أخبرنا , وهو لا يعمل ؛
بل يعتمد في مصروفه على عطايا والده ، كما أنه لا يصلي
ولا يعرف طريق المسجد , ورحت في ربيع عمري أتعرض لنسمات
حارقة من قسوة زوجي وفظاظته ، حتى ذهبت نضارتي ونحل جسمي ،
وازددت بؤساً وتعاسة حين اكتشفت أنني حامل .
لم يكن يهمني أن زوجي لم يكمل تعليمه أو أنه لا يعمل ,
ولكن لم أعد أحتمل قسوته المفرطة ، وعدم تورعه عن ضربي
وإهانتي لأتفه الأسباب ! عدا عن سهره الدائم خارج المنزل
وعدم إحساسي بالأمان إلى جانبه كما ينبغي لكل زوجة
كرهت حياتي برمتها ، ولم يعد أمامي سوى طلب الطلاق ،
والدعاء بالمغفرة لوالدي الذي زوجني دون سؤال عن أخلاق الزوج
ودينه ، ولوالدتي التي لم تسأل عن المجتمع الذي سأعيش فيه
بقدر ما سألت عن قيمة صداقي والهدايا والعطايا ,
وهكذا أدركت لماذا ينبغي على الناس أن يسألوا عن صلاح الزوج
وتقواه وورعه ، وليس عن منصبه وجاهه وماله , إذ أن من يخشى الله
فسوف يتقيه ، ويخافه في أقرب الناس إليه وهي زوجته .
وها أنا اليوم أعيش بعد طلاقي منه بين جدران شهدت عهد طفولتي
كما شهدت عهد شقائي , وأحمل وساماً يحرق فؤادي,
وساماً تشقى به كل مطلقة ، إنه الطلاق
أنا الطفلة البريئة المدللة ، غدوت اليوم مطلقة ،
أرمق بعيون ملؤها الشك والريبة ، وأعاب بما ليس لي فيه ذنب
ولا خطيئة ، هذا الوسام الذي وسمني به والداي عندما زوجاني
وأنا لست أهلاً للزواج ، من رجل يحمل المال فقط !
مطلقة كلمة ترميني في دهاليز الآلام والحزن .
ولكن بالرغم من ذلك كله لن أيأس ، وسأبدأ حياتي من جديد ،
وأكمل دراستي وسألتحق بحلقات تحفيظ القرآن ومجالس الذكر ،
ولن أقبل إلا بمن يحفظ القرآن كاملا .