المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر إيمانية


حور العين
02-08-2016, 01:36 PM
من:الأخت / الملكة نــور
خواطر إيمانية

آية

{ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا }

[ البقرة : 14 ]

لقاء في مكان عام ، في مسجد ، في الطريق ،

في مجتمع ، في مدرسة ، في مشفى ،

حياة المؤمنين واضحة جداً لا يوجد عندهم شيء يستحيون به ،

لا يوجد عندهم جلوة وخلوة ، علانيَّتهم كسريرتهم ، جلوتهم كخلوتهم ،

خلوتهم كجلوتهم ، الأمور واضحة :

أما الباطل فيحتاج إلى خَلوة ،

فهل من الممكن لإنسان أن يغش الحليب أمام الشاري ؟

مستحيل ، يتم الغش في خلوة ، في غرفة ثانية ، في مكان مظلم ،

كل شيء منحرف يحتاج إلى خلوة ،

أما كل شيء صحيح لا يحتاج إلى خلوة ،

تفعله على مرأى الناس جميعاً ، تفعله وأنت مطمئن ،

الإثم ما حاك في صدرك وخشيت أن يَطَّلع عليه الناس

آية

{ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ (15) }

[ البقرة : 15 ]

معنى يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ?

يحتقر عملهم ، يحتقر سخافتهم ، أحياناً الإنسان بسذاجةٍ ،

بضيق أفقٍ ، بجهلٍ فاضح يظُنُّ أنه إذا خدع الناس فهو ذكي ،

أنه إذا خدعهم ، وأقنعهم بشيء ، وهو على خلاف ذلك فهذه حِنْكة

ما بعدها حنكة ، هذا حَمقٌ ما بعده حمق ، علاقتك بالله وحده ،

وأنت عند الله مكشوف ، وهؤلاء الذين تَخْدَعُهم

وتوهمهم لا يملكون لك ضراً ولا نفعاً ، ولا حياةً ولا نشوراً ،

تخدع إنساناً ضعيفاً ، تصوروا إنساناً عمره أربعون سنة ،

وأمامه طفل عمره خمس سنوات مثلاً وهو يحاول أن يقنعه أنه غني ،

فإذا أقنعتَه أو لم تُقنعه ماذا يفعل هذا الطفل أمامك ؟

شيء لا يُصدَّق ، فكل إنسان ينسى الله ، ينسى أن الله يكشفه ،

ينسى أن الله مُطَّلعٌ على سرائره ويخدع الناس ،

إذا توهَّم أنه حاذقٌ ومُحَنَّك فهو أحمق ،

لأن هذا الذي تخدعه لا يملك لك نفعاً ، ولا ضراً ،

ولا حياةً ، ولا نشوراً ، ولا رزقاً ، ولا أمناً

آية

{ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى

فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) }

[ البقرة : 16 ]

المعنى المخالف : أن المؤمن ربحت تجارته ،

أحد الصحابة كان في طريقه إلى المدينة يبدو أن الكفار كَمَنوا لهم ،

أرادوا أن يصرفوه عن الهجرة ، قال لهم : خذوا كلَّ مالي في مكة

ودَلَّهم عليه فأطلقوا سراحه ، خذوا كل مالي ،

خَبَّأ ماله في مكان معين في البيت ،

قال لهم : مالي في المكان الفلاني خذوه ودعوني ،

فتركوه ، فلما وصل المدينة أخبر النبي عليه الصلاة والسلام ،

ماذا قال النبي ؟

قال النبى صلى الله عليه وسلم :

( ربحت التجارة أبا يحيى ، ربحت تجارتك ،

ضَحَّى بماله كلّه من أجل أن يصل إلى النبي ، ربحت تجارتك )

آية

{ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ

ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) }

[ البقرة : 17 ]

أما كلمة ? مَثَلُهُم ? ،

أراد الله جلَّ جلاله أن يضرب لنا مثلاً للمنافقين ،

والمثل صورة حسية واضحة جداً تنطبق على حقيقةٍ معنوية مُعَقَّدة ،

فالمثل طريقةٌ في التعبير رائعة ، وطريقةٌ في التعبير واضحة ،

وطريقةٌ في التعبير قريبة ، وطريقةٌ في التعبير صادقة ،

وطريقة المثال أحد أساليب القرآن الكريم الرائعة في توضيح الحقائق

وتَجْلِيَة الأمور

آية

{ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً (17) } .

[ البقرة : 17 ]

استوقد وزن استفعل في اللغة وزنٌ يعني الطَلَب ؛

طلب النار ، طلب النار لتضيء له حياته ، أي طلب المال ،

طلب العز ، طلب المكانة العلّية ، طلب الجمال ،

طلب البيت المريح ، طلب المركبة ، هذه طلباته . ?

{ اسْتَوْقَدَ نَاراً (17) } ?

من أجل أن تنير له ، فبعد جهدٍ جهيد ، وعمرٍ مديد ، وعملٍ مضنٍ ،

تألقت النار وأضاءت له ما حوله ، جاء ملك الموت فجأةً

وأخذ منه كل هذا الجهد ، وكل هذه المكتسبات ، هذا حال المنافقين ،

ليس لهم في الآخرة رصيد ، كل رصيدهم في الدنيا ،

كل البيض في سلةٍ واحدة ، فإذا أُخذت منه هذه السلة فقد كل شيء ،

ليس للمنافق مستقبل أبداً ، له حاضر قد يكون رائعاً جداً .

آية

{ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18) } .

[ البقرة : 18 ]

{ صُمٌّ بُكْمٌ (18) } ?

لا يسأل ، لأن الأمر لا يعنيه إطلاقاً ، ولا ينطق بالحق ،

هو لا ينطق بالحق من باب أولى ، وهو لا يسأل ،

لأن لسانه لا يستخدمه إلا للدنيا ، للغيبة والنميمة ،

للحديث عن النساء ، للحديث عن مظاهر الدنيا .

{ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ (18) } ?

لا يرى الحقائق ، لا يرى الآيات الدالة على عظمة الله ،

لا يرى أفعال الله عزَّ وجل التي تهتز لها القلوب .

{ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18) } . ؟

كيف يرجعون وهم على ما هم عليه من الصمم ،

من الخَرَس ، من العَمَى ؟!!

آية

{ أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ (19) }

[ البقرة : 19 ]

هذا الدين كهذا السحاب كُلُّه خير ،

يقول لك : سحابة تحمل ثلاثمئة مليون طن من الماء

سوف تنزل على الأرض ، سوف تصبح الأرض عُشباً أخضر ،

محاصيل ، أشجار مثمرة ، ينابيع فوَّارة ، الماء هو أساس الرزق .

لكن هذا السحاب يَحْجُب أشعة الشمس ، أيام الشتاء غائمة ،

وقد يسمع الإنسان صوت رعدٍ فينخلع قلبه ،

وقد يرى ضوء برقٍ فيخطف بصره ،

ما رأى المنافقون ما في هذه السحابة من الخير ،

أزعجهم الغيم الذي حجب أشعة الشمس ، أزعجهم صوت الرعد ،

أزعجهم وميض البرق ، هذه أزعجتهم فرفضوا هذه السحابة ،

هناك في الإسلام غض بصر ، فيه دفع زكاة ، فيه ضبط لسان ،

فيه قواعد ، فيه صلوات ، فيه صيام ، فيه انضباط ،

أزعجتهم هذه التكاليف فرفضوا كُلَّ الدين .

الدكتور محمد راتب النابلسي