المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آية وتفسير


حور العين
02-20-2016, 03:29 PM
من: الأخت / الملكة نــور
آية وتفسير

آية

{ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً } .

[ البقرة : 22 ]

كالفراش تماماً ،

أنت الآن في الحر تجد وسائل لتخفيف الحر ،

يوجد برد فهناك وقود ومدافئ ، أنت تحتاج إلى الماء ،

الماء موجود تستخرجه من أي مكان ،

أي مكان إذا حفرت بئراً تصل إلى الماء ،

من أودع الماء في الأرض ؟

الله جلَّ جلاله ، نظام المطر ، نظام الرياح ،

هذا كلُّه يحتاج إلى دراسات .

آية

{ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً } .

[ البقرة : 22 ]

السماء بناء ،

والله سبحانه وتعالى هو الذي بنى هذا النظام وبنى هذه المجرَّات ،

قد يسأل أحدكم :

كم مجرة في الكون ؟

لا يزال الكون مجهولاً ،

أما المعلومات المتواضعة التي وصل إليها العلماء مليون ملْيون مجرة ،

وفي أكثر هذه المجرات مليون ملْيون كوكب ونجم ،

وكل هذه المجرات مُترابطة مع بعضها البعض بقوى التجاذب ،

ومتحرِّكة بمساراتٍ مغلقة حيث إن هذا الكون مبنيٌ بناءً رائعاً

أساسه التوازن الحركي .

آية

{ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ } .

[ البقرة : 22 ]

لحكمةٍ إلهية جعل الله رِزْقَ الإنسان في الأمطار ،

الأمطار وحدها آيةٌ من آيات الله الدالة على عظمته ،

من أين جاءت هذه البحار ؟

فقد سمعت أن مرصداً عملاقاً في أوروبا يستخدم الأشعة فوق البنفسجية

في كشف النجوم ، اكتشف سحابة كونية ،

سحابة واحدة من بين آلاف السحب

تستطيع هذه السحابة أن تملأ البحار كلَّها ستين مرة في يوم واحد

بالماء العذب .

آية

{ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ } .

[ البقرة : 22 ]

هذا موسم فواكه ، يأكل الإنسان كل يوم منها صنفاً أو أصنافاً ،

فهل خطر في بالك من صنع هذه البطيخة ؟

من صممها بهذا الحجم ؟

أساسها بذرة واحدة ، من أين جاء هذا الطُعْم الحلو ؟

وهذا اللون الأحمر ؟

وهذه المواد المُدِرَّة ؟

وهذه المواد المفيدة ؟

ومن جعل هذه القشرة سميكة جداً وذات شكل بيضوي ؟

وتجد السيارة تحمل عشرة أطنان من البطيخ ،

البطيخ في الأسفل كما هو في الأعلى ،

لأن الشكل البيضوي أكبر شكل يقاوم الضغط ،

لأن الضغط على أي مكان فيه يوزَّع على كل سطح هذا الشكل ،

كالبيض تماماً تضع مئة بيضة في سلة ،

فالبيضة التي في الأسفل لا تتأثر أبداً .

آية

{ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً

وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ }

[ البقرة : 22 ]

{ لَكُمْ }

لكم خصيصاً لكم ، قد تُدعى إلى وليمة وأنت ضيف الشرف

كل هذا الطعام صُنِع من أجلك أيّها الإنسان ، قد يطرق الباب طارق ،

ضيف زائر تفضَّل وكُلْ ، لكن هذا الطعام لم يصنع لهذا الضيف الطارق

صنع لضيف الشرف ،

يجب أن تعلم علم اليقين أن كل شيء خلقه الله عزَّ وجل خصيصاً لك ،

هذا يُستفاد من قوله تعالى

{ لَكُمْ }

آية

{ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }

[ البقرة : 22 ]

لا أحد يقول : إن هناك جهة خلقت الكون غير الله ،

لا أحد يستطيع أن يدعي خلق الكون إلا الله .

آية

{ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا

فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ

إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا (24) }

[ البقرة : 23 ، 24 ]

{ لم } ، { ولن } ،

لم لنفي الماضي ،

ولن للنفي على التأبيد أي المستقبل :

{ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا (24) } .

[ البقرة : 24 ]

لم تستطيعوا أن تفعلوا في الماضي ،

ولن تستطيعوا أن تفعلوا بالمستقبل ،

والدليل : أنه مضى على إنزال هذا القرآن أكثر من ألفٍ وأربعمئة عام ،

هل استطاع العِلم كله في الأرض

أن يأتي بشيءٍ يُناقض هذا القرآن ؟

بالعكس كلَّما تقدَّم العلِم تطابق مع القرآن .

آية

{ فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) }
[ البقرة : 24 ]

النار أيها الأخوة ، وما أدراك ما النار ! الشموس ،

أبدأ الكلام الآن عن شموس حمراء اللون ، والنجوم البعيدة بيضاء ،

انظروا إليها في الليل تجدوها بيضاء ، ويوجد الآن ثقوب سوداء ،

يمر الكوكب المُلتهب بمرحلة الاحمرار إلى الابيضاض إلى السواد ،

وكل مرحلة تتضاعف فيها الحرارة ملايين المرَّات ،

شمسنا حمراء حيث أنها في البدايات ،

ولكن هناك شموساً بيضاء تنكمش وتصبح بيضاء اللون ،

وبعد ألف عام تصبح هذه الشمس سوداء ،

وهناك ثقوب فيها ضغطٍ عالٍ جداً ،

لو دخلت الأرض أحد هذه الثقوب لأصبحت بحجم البيضة مع وزنها نفسه ،

إذا وضعت الحجر البازلتي وهو آخر العناصر انصهاراً

فإنه يذوب في النار :

{ وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ (24) } .

[ البقرة : 24 ]

هل تعلم يا أخي أن أهل الخبرة يصنعون أرض الأفران الآن

من الحجر الأسود أي البازلتي ، قلَّما ينصهر هذا الحجر ،

أما في نار جهنم فهو يصبح سائلاً ،

لو أن الأرض أُلقيت في الشمس لتبخَّرت في ثانيةٍ واحدة ،

حرارة الشمس في ظاهرها ستة آلاف درجة ،

وفي أعماقها عشرون مليون درجة ،

هذه شمس الأرض الحمراء وليست السوداء ،

الحمراء عشرون مليون درجة .

تفسير الدكتور محمد راتب النابلسي