تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الغايات العظيمة في خبايا الأمور والأبتلاءات


حور العين
02-25-2016, 12:59 PM
من:الأخت الزميلة / جِنان الورد
الغايات العظيمة
في خبايا الأمور والأبتلاءات

يقول ابن القيم رحمه الله تعالى :

[ وهذه عادة الله سبحانه فى الغايات العظيمة الحميدة :

إذا أراد أن يوصل عبده إليها هيأ لها أسباباً من المحن والبلاياً

والمشاق فيكون وصوله إلى تلك الغايات بعدها كوصول أهل الجنة إليها

بعد الموت ، وأهوال البرزخ ، والبعث والنشور والموقف ،

والحساب ، والصراط ، ومقاساة تلك الأهوال والشدائد

وكما أدخل رسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم إلى مكة

ذلك المدخل العظيم ، بعد أن أخرجه الكفار ذلك المخرج

ونصره ذلك النصر العزيز ، بعد أن قاسى مع أعداء الله ما قاساه .

وكذلك ما فعله برسله ، كنوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وهود ،

وصالح ، وشعيب عليهم السلام

فهو سبحانه يوصل إلى الغايات الحميدة بالأسباب التى تكرهها

النفوس وتشق عليها .

كما قال تعالى :

{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كَرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً

وَهْوَ خَيْرٌ لَكُمْ ، وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وُهُوَ شَر لَكُمْ ،

وَاللهُ يَعلَمُ وَأَنتمْ لا تَعلَمُونَ }

[ البقرة : 216 ]

وربما كانَ مَكْرُوهُ النُّفُوسِ إِلَى مَحْبُوبِهَا سَبَباً مَا مِثْلَهُ سَبَبُ

وبالجملة : فالغايات الحميدة فى خبايا الأسباب المكروهة الشاقة

كما أن الغايات المكروهة المؤلمة فى خبايا الأسباب المشتهاة المستلذة

وهذا من حين خلق الله سبحانه الجنة وحفها بالمكاره ،

وخلق النار وحفها بالشهوات ]

إغاثة اللهفان