vip_vip
02-13-2011, 12:06 PM
حديث اليوم الثلاثاء 08.01.1432
مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى
( مما جاء ليلينى منكم أولو الأحلَامِ و النُّهًى )
حَدَّثَنَانَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّحَدَّثَنَايَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍحَدَّثَنَا
خَالِدٌ الْحَذَّاءُعَنْأَبِي مَعْشَرٍعَنْإِبْرَاهِيمَعَنْعَلْقَمَةَعَنْعَبْدِ اللَّه
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ أنه قَالَ :
( لِيَلِيَنِّي مِنْكُمْ أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى
ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ
وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ
وَإِيَّاكُمْ وَهَيْشَاتِ الْأَسْوَاقِ )
=====================================
قَالَ وَ فِي الْبَاب عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَ أَبِي مَسْعُودٍ
وَ أَبِي سَعِيدٍ وَ الْبَرَاءِ وَ أَنَسٍ
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ
وَ قَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ يَلِيَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ
لِيَحْفَظُوا عَنْهُ قَالَ وَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ هُوَ خَالِدُ بْنُ مِهْرَانَ يُكْنَى أَبَا الْمُنَازِلِ
قَالَ وَ سَمِعْت مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَعِيلَ يَقُولُ يُقَالُ إِنَّ خَالِدًا الْحَذَّاءَ مَا حَذَا نَعْلًا قَطُّ
إِنَّمَا كَانَ يَجْلِسُ إِلَى حَذَّاءٍ فَنُسِبَ إِلَيْهِ قَالَ وَ أَبُو مَعْشَرٍ اسْمُهُ زِيَادُ بْنُ كُلَيْبٍ
=====================================
الشــــروح
قَوْلُهُ : ( لِيَلِيَنِّي )
بِكَسْرِ اللَّامَيْنِ وَ تَخْفِيفِ النُّونِ مِنْ غَيْرِ يَاءٍ قَبْلَ النُّونِ
وَ يَجُوزُ إِثْبَاتُ الْيَاءِ مَعَتَشْدِيدِ النُّونِ عَلَى التَّوْكِيدِ . كَذَا قَالَالنَّوَوِيُّ،
قُلْتُ : قَدْ وَقَعَ فِي بَعْضِ نُسَخِالتِّرْمِذِيِّلِيَلِنِي بِحَذْفِ الْيَاءِ قَبْلَ النُّونِ وَ فِي بَعْضِهَا بِإِثْبَاتِهَا ،
وَ قَالَالطِّيبِيُّ : مِنْ حَقِّ هَذَا اللَّفْظِ أَنْ يُحْذَفَ مِنْهُ الْيَاءُ لِأَنَّهُ عَلَى صِيغَةِ الْأَمْرِ ،
وَ قَدْ وَجَدْنَا بِإِثْبَاتِ الْيَاءِ وَ سُكُونِهَا فِي سَائِرِ كُتُبِ الْحَدِيثِ ، وَ الظَّاهِرُ أَنَّهُ غَلَطٌ انْتَهَى .
وَ الْمَعْنَى لِيَدْنُ مِنِّي فَإِنَّهُ مِنَ الْوَلْيِ بِمَعْنَى الدُّنُوِّ وَ الْقُرْبِ ( أُولُو الْأَحْلَامِ وَ النُّهَى )
قَالَابْنُ سَيِّدِ النَّاسِالْأَحْلَامُ وَ النُّهَى بِمَعْنَى وَاحِدٍ ، وَ هِيَ الْعُقُولُ ،
وَ قَالَ بَعْضُهُمْ : الْمُرَادُ بِأُولِي الْأَحْلَامِ الْبَالِغُونَ ، وَ بِأُولِي النُّهَى الْعُقَلَاءُ .
فَعَلَى الْأَوَّلِ يَكُونُ الْعَطْفُ فِيهِ مِنْ بَابِ قَوْلِهِ : وَ أُلْفِي قَوْلَهَا كَذِبًا وَ مَيْنًا ،
وَ هُوَ أَنَّ تَغَايُرَ اللَّفْظِ قَائِمٌ مَقَامَ تَغَايُرِ الْمَعْنَى وَ هُوَ كَثِيرٌ فِي الْكَلَامِ ،
وَ عَلَى الثَّانِي يَكُونُ لِكُلِّ لَفْظٍ مَعْنًى مُسْتَقِلٌّ انْتَهَى ( ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ )
قَالَالنَّوَوِيُّمَعْنَاهُ الَّذِينَ يَقْرَبُونَ مِنْهُمْ فِي هَذَا الْوَصْفِ انْتَهَى .
وَ قَالَالْقَارِيُّفِي الْمِرْقَاةِ : كَالْمُرَاهِقِينَ أَوِ الَّذِينَ يَقْرَبُونَ الْأَوَّلِينَ
فِي النُّهَى وَ الْحِلْمِ ( ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ )
قَالَالْقَارِيُّ : كَالصِّبْيَانِ الْمُمَيِّزِينَ وَ الَّذِينَ هُمْ أَنْزَلُ مَرْتَبَةً مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ حِلْمًا وَ عَقْلًا ،
وَ الْمَعْنَى هَلُمَّ جَرًّا فَالتَّقْدِيرُ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ كَالنِّسَاءِ
فَإِنَّ نَوْعَ الذَّكَرِ أَشْرَفُ عَلَى الْإِطْلَاقِ ، وَ قِيلَ الْمُرَادُ بِهِمُ الْخَنَاثَى
فَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى تَرْتِيبِ الصُّفُوفِانْتَهَى كَلَامُ الْقَارِيِّ
( وَ لَا تَخْتَلِفُوا ) أَيْ بِالْأَبْدَانِ . ( فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ ) أَيْ أَهَوِيَتُهَا وَ إِرَادَتُهَا .
قَالَالطِّيبِيُّفَتَخْتَلِفَ بِالنَّصْبِ أَيْ عَلَى جَوَابِ النَّهْيِ
وَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّ الْقَلْبَ تَابِعٌ لِلْأَعْضَاءِ فَإِذَا اخْتَلَفَتِ اخْتَلَفَ
وَ إِذَا اخْتَلَفَ فَسَدَ فَفَسَدَتِ الْأَعْضَاءُ لِأَنَّهُ رَئِيسُهَا
( وَ إِيَّاكُمْ وَ هَيْشَاتِ الْأَسْوَاقِ ) قَالَ النَّوَوِيُّ : بِفَتْحِ الْهَاءِ وَ إِسْكَانِ الْيَاءِ وَ بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ .
أَيِ اخْتِلَاطَهَا وَ الْمُنَازَعَةَ وَ الْخُصُومَاتِ وَ ارْتِفَاعَ الْأَصْوَاتِ وَ اللَّغَطَ وَ الْفِتَنَ الَّتِي فِيهَا انْتَهَى ،
وَ فِي الْمِرْقَاةِ جَمْعُ هَيْشَةٍ وَ هِيَ رَفْعُ الْأَصْوَاتِ ،
نَهَاهُمْ عَنْهَا لِأَنَّ الصَّلَاةَ حُضُورٌ بَيْنَ يَدَيِ الْحَضْرَةِ الْإِلَهِيَّةِ
فَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونُوا فِيهَا عَلَى السُّكُوتِ وَ آدَابِ الْعُبُودِيَّةِ ،
وَ قِيلَ هِيَ الِاخْتِلَاطُ وَ الْمَعْنَى لَا تَكُونُوا مُخْتَلَطِينَ اخْتِلَاطَ أَهْلِ الْأَسْوَاقِ ،
فَلَا يَتَمَيَّزُ أَصْحَابُ الْأَحْلَامِ وَ الْعُقُولِ مِنْ غَيْرِهِمْ ،
وَ لَا يَتَمَيَّزُ الصِّبْيَانُ وَ الْإِنَاثُ مِنْ غَيْرِهِمْ فِي التَّقَدُّمِ وَ التَّأَخُّرِ ،
وَ هَذَا الْمَعْنَى هُوَ الْأَنْسَبُ بِالْمَقَامِ ،
قَالَالطِّيبِيُّ : وَ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى قُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الِاشْتِغَالِ بِأُمُورِ الْأَسْوَاقِ
فَإِنَّهُ يَمْنَعُكُمْ أَنْ تَلُونِي .
قَوْلُهُ : ( وَ فِي الْبَابِ عَنْأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍوَ أَبِي مَسْعُودٍ،
وَ أَبِي سَعِيدٍ،وَ الْبَرَاءِ،وَ أَنَسٍ )
أَمَّا حَدِيثُأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍفَأَخْرَجَهُأَحْمَدُوَ النَّسَائِيُّ،
وَ أَمَّا حَدِيثُأَبِي مَسْعُودٍفَأَخْرَجَهُأَحْمَدُ،وَ مُسْلِمٌ،وَ النَّسَائِيُّ،وَ ابْنُ مَاجَهْ،
وَ أَمَّا حَدِيثُأَبِي سَعِيدٍوَ الْبَرَاءِفَأَخْرَجَهُأَحْمَدُ،وَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ،وَ الْحَاكِمُ، وَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ :
كَذَا فِي شَرْحِ سِرَاجِ أَحْمَدَ السَّرْهَنْدِيِّ ،
وَ أَمَّا حَدِيثُأَنَسٍفَأَخْرَجَهُأَحْمَدُ،وَ ابْنُ مَاجَهْ، بِلَفْظِ : قَالَ
: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يُحِبُّ أَنْ يَلِيَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ لِيَأْخُذُوا عَنْهُ )
حَدِيثُابْنِ مَسْعُودٍحَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ) وَ أَخْرَجَهُمُسْلِمٌ .
قَوْلُهُ : ( وَ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يُعْجِبُهُ إِلَخْ )
رَوَاهُابْنُ مَاجَهْمِنْ حَدِيثِأَنَسٍكَمَا تَقَدَّمَ آنِفًا
قَوْلُهُ : ( هُوَخَالِدُ بْنُ مِهْرَانَ)
بِكَسْرِ الْمِيمِ وَ سُكُونِ الْهَاءِ ( وَ يُكَنَّى أَبَا الْمَنَازِلِ ) بِفَتْحِ الْمِيمِ
وَ قِيلَ بِضَمِّهَا وَ كَسْرِ الزَّايِ ( إِنَّخَالِدًا الْحَذَّاءَ)بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ
وَ تَشْدِيدِ الذَّالِ الْمُعْجَمَةِ ( مَا حَذَا نَعْلًا )
قَالَ فِي الْقَامُوسِ حَذَا النَّعْلَ حَذْوًا وَ حِذَاءً قَدَرَهَا وَ قَطَعَهَا .
أنْتَهَى .
وَ اللَّهُ تَعَالَى أعلى و أَعْلَمُ. و أجل
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )
( و الله الموفق )
=======================
و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم
و إلى اللقاء في الحديث القادم و أنتم بكل الخير و العافية
" إن شـاء الله "
مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى
( مما جاء ليلينى منكم أولو الأحلَامِ و النُّهًى )
حَدَّثَنَانَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّحَدَّثَنَايَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍحَدَّثَنَا
خَالِدٌ الْحَذَّاءُعَنْأَبِي مَعْشَرٍعَنْإِبْرَاهِيمَعَنْعَلْقَمَةَعَنْعَبْدِ اللَّه
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ أنه قَالَ :
( لِيَلِيَنِّي مِنْكُمْ أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى
ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ
وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ
وَإِيَّاكُمْ وَهَيْشَاتِ الْأَسْوَاقِ )
=====================================
قَالَ وَ فِي الْبَاب عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَ أَبِي مَسْعُودٍ
وَ أَبِي سَعِيدٍ وَ الْبَرَاءِ وَ أَنَسٍ
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ
وَ قَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ يَلِيَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ
لِيَحْفَظُوا عَنْهُ قَالَ وَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ هُوَ خَالِدُ بْنُ مِهْرَانَ يُكْنَى أَبَا الْمُنَازِلِ
قَالَ وَ سَمِعْت مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَعِيلَ يَقُولُ يُقَالُ إِنَّ خَالِدًا الْحَذَّاءَ مَا حَذَا نَعْلًا قَطُّ
إِنَّمَا كَانَ يَجْلِسُ إِلَى حَذَّاءٍ فَنُسِبَ إِلَيْهِ قَالَ وَ أَبُو مَعْشَرٍ اسْمُهُ زِيَادُ بْنُ كُلَيْبٍ
=====================================
الشــــروح
قَوْلُهُ : ( لِيَلِيَنِّي )
بِكَسْرِ اللَّامَيْنِ وَ تَخْفِيفِ النُّونِ مِنْ غَيْرِ يَاءٍ قَبْلَ النُّونِ
وَ يَجُوزُ إِثْبَاتُ الْيَاءِ مَعَتَشْدِيدِ النُّونِ عَلَى التَّوْكِيدِ . كَذَا قَالَالنَّوَوِيُّ،
قُلْتُ : قَدْ وَقَعَ فِي بَعْضِ نُسَخِالتِّرْمِذِيِّلِيَلِنِي بِحَذْفِ الْيَاءِ قَبْلَ النُّونِ وَ فِي بَعْضِهَا بِإِثْبَاتِهَا ،
وَ قَالَالطِّيبِيُّ : مِنْ حَقِّ هَذَا اللَّفْظِ أَنْ يُحْذَفَ مِنْهُ الْيَاءُ لِأَنَّهُ عَلَى صِيغَةِ الْأَمْرِ ،
وَ قَدْ وَجَدْنَا بِإِثْبَاتِ الْيَاءِ وَ سُكُونِهَا فِي سَائِرِ كُتُبِ الْحَدِيثِ ، وَ الظَّاهِرُ أَنَّهُ غَلَطٌ انْتَهَى .
وَ الْمَعْنَى لِيَدْنُ مِنِّي فَإِنَّهُ مِنَ الْوَلْيِ بِمَعْنَى الدُّنُوِّ وَ الْقُرْبِ ( أُولُو الْأَحْلَامِ وَ النُّهَى )
قَالَابْنُ سَيِّدِ النَّاسِالْأَحْلَامُ وَ النُّهَى بِمَعْنَى وَاحِدٍ ، وَ هِيَ الْعُقُولُ ،
وَ قَالَ بَعْضُهُمْ : الْمُرَادُ بِأُولِي الْأَحْلَامِ الْبَالِغُونَ ، وَ بِأُولِي النُّهَى الْعُقَلَاءُ .
فَعَلَى الْأَوَّلِ يَكُونُ الْعَطْفُ فِيهِ مِنْ بَابِ قَوْلِهِ : وَ أُلْفِي قَوْلَهَا كَذِبًا وَ مَيْنًا ،
وَ هُوَ أَنَّ تَغَايُرَ اللَّفْظِ قَائِمٌ مَقَامَ تَغَايُرِ الْمَعْنَى وَ هُوَ كَثِيرٌ فِي الْكَلَامِ ،
وَ عَلَى الثَّانِي يَكُونُ لِكُلِّ لَفْظٍ مَعْنًى مُسْتَقِلٌّ انْتَهَى ( ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ )
قَالَالنَّوَوِيُّمَعْنَاهُ الَّذِينَ يَقْرَبُونَ مِنْهُمْ فِي هَذَا الْوَصْفِ انْتَهَى .
وَ قَالَالْقَارِيُّفِي الْمِرْقَاةِ : كَالْمُرَاهِقِينَ أَوِ الَّذِينَ يَقْرَبُونَ الْأَوَّلِينَ
فِي النُّهَى وَ الْحِلْمِ ( ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ )
قَالَالْقَارِيُّ : كَالصِّبْيَانِ الْمُمَيِّزِينَ وَ الَّذِينَ هُمْ أَنْزَلُ مَرْتَبَةً مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ حِلْمًا وَ عَقْلًا ،
وَ الْمَعْنَى هَلُمَّ جَرًّا فَالتَّقْدِيرُ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ كَالنِّسَاءِ
فَإِنَّ نَوْعَ الذَّكَرِ أَشْرَفُ عَلَى الْإِطْلَاقِ ، وَ قِيلَ الْمُرَادُ بِهِمُ الْخَنَاثَى
فَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى تَرْتِيبِ الصُّفُوفِانْتَهَى كَلَامُ الْقَارِيِّ
( وَ لَا تَخْتَلِفُوا ) أَيْ بِالْأَبْدَانِ . ( فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ ) أَيْ أَهَوِيَتُهَا وَ إِرَادَتُهَا .
قَالَالطِّيبِيُّفَتَخْتَلِفَ بِالنَّصْبِ أَيْ عَلَى جَوَابِ النَّهْيِ
وَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّ الْقَلْبَ تَابِعٌ لِلْأَعْضَاءِ فَإِذَا اخْتَلَفَتِ اخْتَلَفَ
وَ إِذَا اخْتَلَفَ فَسَدَ فَفَسَدَتِ الْأَعْضَاءُ لِأَنَّهُ رَئِيسُهَا
( وَ إِيَّاكُمْ وَ هَيْشَاتِ الْأَسْوَاقِ ) قَالَ النَّوَوِيُّ : بِفَتْحِ الْهَاءِ وَ إِسْكَانِ الْيَاءِ وَ بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ .
أَيِ اخْتِلَاطَهَا وَ الْمُنَازَعَةَ وَ الْخُصُومَاتِ وَ ارْتِفَاعَ الْأَصْوَاتِ وَ اللَّغَطَ وَ الْفِتَنَ الَّتِي فِيهَا انْتَهَى ،
وَ فِي الْمِرْقَاةِ جَمْعُ هَيْشَةٍ وَ هِيَ رَفْعُ الْأَصْوَاتِ ،
نَهَاهُمْ عَنْهَا لِأَنَّ الصَّلَاةَ حُضُورٌ بَيْنَ يَدَيِ الْحَضْرَةِ الْإِلَهِيَّةِ
فَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونُوا فِيهَا عَلَى السُّكُوتِ وَ آدَابِ الْعُبُودِيَّةِ ،
وَ قِيلَ هِيَ الِاخْتِلَاطُ وَ الْمَعْنَى لَا تَكُونُوا مُخْتَلَطِينَ اخْتِلَاطَ أَهْلِ الْأَسْوَاقِ ،
فَلَا يَتَمَيَّزُ أَصْحَابُ الْأَحْلَامِ وَ الْعُقُولِ مِنْ غَيْرِهِمْ ،
وَ لَا يَتَمَيَّزُ الصِّبْيَانُ وَ الْإِنَاثُ مِنْ غَيْرِهِمْ فِي التَّقَدُّمِ وَ التَّأَخُّرِ ،
وَ هَذَا الْمَعْنَى هُوَ الْأَنْسَبُ بِالْمَقَامِ ،
قَالَالطِّيبِيُّ : وَ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى قُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الِاشْتِغَالِ بِأُمُورِ الْأَسْوَاقِ
فَإِنَّهُ يَمْنَعُكُمْ أَنْ تَلُونِي .
قَوْلُهُ : ( وَ فِي الْبَابِ عَنْأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍوَ أَبِي مَسْعُودٍ،
وَ أَبِي سَعِيدٍ،وَ الْبَرَاءِ،وَ أَنَسٍ )
أَمَّا حَدِيثُأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍفَأَخْرَجَهُأَحْمَدُوَ النَّسَائِيُّ،
وَ أَمَّا حَدِيثُأَبِي مَسْعُودٍفَأَخْرَجَهُأَحْمَدُ،وَ مُسْلِمٌ،وَ النَّسَائِيُّ،وَ ابْنُ مَاجَهْ،
وَ أَمَّا حَدِيثُأَبِي سَعِيدٍوَ الْبَرَاءِفَأَخْرَجَهُأَحْمَدُ،وَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ،وَ الْحَاكِمُ، وَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ :
كَذَا فِي شَرْحِ سِرَاجِ أَحْمَدَ السَّرْهَنْدِيِّ ،
وَ أَمَّا حَدِيثُأَنَسٍفَأَخْرَجَهُأَحْمَدُ،وَ ابْنُ مَاجَهْ، بِلَفْظِ : قَالَ
: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يُحِبُّ أَنْ يَلِيَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ لِيَأْخُذُوا عَنْهُ )
حَدِيثُابْنِ مَسْعُودٍحَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ) وَ أَخْرَجَهُمُسْلِمٌ .
قَوْلُهُ : ( وَ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يُعْجِبُهُ إِلَخْ )
رَوَاهُابْنُ مَاجَهْمِنْ حَدِيثِأَنَسٍكَمَا تَقَدَّمَ آنِفًا
قَوْلُهُ : ( هُوَخَالِدُ بْنُ مِهْرَانَ)
بِكَسْرِ الْمِيمِ وَ سُكُونِ الْهَاءِ ( وَ يُكَنَّى أَبَا الْمَنَازِلِ ) بِفَتْحِ الْمِيمِ
وَ قِيلَ بِضَمِّهَا وَ كَسْرِ الزَّايِ ( إِنَّخَالِدًا الْحَذَّاءَ)بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ
وَ تَشْدِيدِ الذَّالِ الْمُعْجَمَةِ ( مَا حَذَا نَعْلًا )
قَالَ فِي الْقَامُوسِ حَذَا النَّعْلَ حَذْوًا وَ حِذَاءً قَدَرَهَا وَ قَطَعَهَا .
أنْتَهَى .
وَ اللَّهُ تَعَالَى أعلى و أَعْلَمُ. و أجل
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )
( و الله الموفق )
=======================
و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم
و إلى اللقاء في الحديث القادم و أنتم بكل الخير و العافية
" إن شـاء الله "