المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفة مع آية ((وضَربَ اللهُ مثَلا قريةً كانَت آمِنَةً مُطمئِنةً ...))


vip_vip
02-19-2011, 12:53 PM
وقفة مع آية ((وضَربَ اللهُ مثَلا قريةً كانَت آمِنَةً مُطمئِنةً ...))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحَمْدُ للهِ والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسولِ اللهِ ، أَمّا بَعْدُ :
إِنَّ النَّاظِرَ بِعَيْنِ البَصيرَةِ في حالِ أُمَّةِ الإِسْلامِ (http://www.ataaalkhayer.com/) اليَوْمَ لَيَعْلَمُ عِلْمَ يَقينٍ أَنَّ أَعْظَمَ أَسْبابِ ما هُمْ فيهِ مِنْ بَلاءٍ وَغَلاءٍ وَوَباءٍ وَنَكَباتٍ وَحُروبٍ وَاخْتِلافٍ وَشِقاقٍ: الذُّنوبُ وَالمَعاصِي .
وَالذُّنوبُ وَالمَعاصِي أَعْظَمُ أَسْبابِ زَوالِ النِّعَمِ وَحُلولِ النِّقَمِ .
قالَ اللهُ سبحانه :
(وضَربَ اللهُ مثَلا قريةً كانَت آمِنَةً مُطمئِنةً يَأْتِيها رِزقُها مِن كلِّ مكانٍ فكَفَرت بأَنْعُمِ اللهِ
فَأذاقَها اللهُ لِباسَ الجوعِ والخَوفِ بِما كانوا يَصنَعون )
[النحل:112]
كَمْ مِنْ أُمَّةٍ كانَتْ في سَعَةٍ مِنَ الرِّزْقِ ، وَرَغَدٍ في العَيْشِ ،
وَسَلامَةٍ في الأَبْدانِ وَأَمْنٍ في الأَوْطانِ ، فَعَصَتْ خالِقَها سبحانه ،
وَسَخَّرَتْ نِعَمَهُ في مَعاصِيهِ (http://www.ataaalkhayer.com/) ، فَحَلَّ عَليها العِقابُ وَنَزَلَ بِها العَذابُ ،
فَتَبَدَّلَتْ عَليها الأَحْوالُ ، وَصارَتْ مَضْرَبًا لِلأَمْثالِ .
وَصَدَقَ اللهُ سبحانه :
(وكأيِّن مِن قريةٍ عَتَت عن أمْرِ رَبِّها ورُسُلِه فحاسَبْناها حِسابًا شَديدا وَعذَّبْناها عَذابًا نُكْرا ،
فذاقَت وبال أمرِها وكان عاقبةُ أمْرِها خُسْرا ،
أعدَّ اللهُ لهم عذابا شديدا قاتَّقوا اللهَ يا أُولي الألبابِ الذينَ آمنوا )
[الطلاق:8-10]
قالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :
إِذا ظَهَرَ السُّوءُ في الأَرْضِ أَنْزَلَ اللهُ بَأْسَهُ بِأَهْلِ الأَرْضِ .([1])
وَانظُرْ رَحِمَكَ اللهُ إِلى مَعْصِيَةٍ واحِدَةٍ في خَيْرِ الأَزْمانِ وَالقُرونِ وَمعَ خَيْرِ النَّاسِ صَدَرَتْ مِنْ بَعْضِ الصَّحابَةِ – مِنَ الرُّماةِ - يَوْمَ غَزْوَةِ أُحُدٍ،
كانَتْ سَبَبًا في مَفاسِدَ كَثيرَةٍ وَقَعَتْ في غَزْوَةِ أُحُدٍ ،
مِنَ التَّفَرُّقِ وَالاخْتِلافِ وَالهُروبِ وَالقَتْلِ وَالهَزيمَةِ ،
بَعْدَ الاجْتِماعِ وَالائْتِلافِ وَالثَّباتِ وَالعِزِّ وَالنَّصْرِ .
قالَ سبحانه :
(حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمرِ وعَصيْتُم مِن بعد ما أراكم ما تُحِبون )
[آل عمران :152]
قالَ العَلاّمَةُ الشَّيْخُ السَّعْدِيُّ – رَحِمَهُ اللهُ – في تَفْسيرِ هذِهِ الآيَةِ : فَلَمّا حَصَل مِنْكُمُ الفَشَلُ وَهُوَ الضَّعْفُ وَالخَوَرُ (وتنازعتم في الأمرِ) الذي فيهِ تَرْكُ أَمْرِ اللهِ ،
بِالائْتِلافِ وَعَدَمِ الاخْتِلافِ ، فَاخْتَلَفْتُم ، فَمِنْ قائِلٍ : نُقِيمُ في مَرْكَزِنا الذي جَعَلَنا فيهِ النَّبِيُّ ،
وَمِنْ قائِلٍ : ما مَقامَنا فيهِ ، وَقَدِ انْهَزَمَ العَدُوُّ ، وَلَمْ يَبْقَ مَحْذورٌ ؛
فَعَصَيْتُمُ الرَّسولَ ، وَتَرَكْتُمْ أَمْرَهُ (مِن بعد ما أراكم ما تُحِبون ) وَهُوَ انْخِذالُ أَعْدائِكُم ؛
لأَنَّ الواجِبَ عَلى مَنْ أَنْعَمَ اللهُ عَليهِ بِما أَحَبَّ ، أَعْظَمُ مِنْ غَيْرِهِ ،
فَالواجِبُ في هذِهِ الحالِ خُصوصًا وَفي غَيْرِها عُمومًا ، امْتِثالُ أَمْرِ اللهِ وَرَسولِهِ . ([2])
وَلَمّا أَذْنَبَتْ بَنُو إِسْرائيلَ وَجاهَرَتْ بِالمَعاصِي ،
سَلَّطَ اللهُ عَليهِمُ الرُّومَ فَسَبَوْا نِساءَهُمْ وَسَلَبُوا أَمْوالَهُم وَسَفَكُوا دِماءَهُمْ .
وَمَرَّ الأَعْمَشُ عَلى صُنّاعِ قُدورٍ فَقالَ : هؤُلاءِ أَوْلادُ الأَنْبِياءِ ،
يَوْمَ كانُوا عَلى الطّاعَةِ كانُوا أَعِزَّةً،فَانْظُروا إِلى ما صَيَّرَتْهُمُ المَعاصِي وَالذُّنوبُ.
(وأنَّ اللهَ ليسَ بظَلاّمٍ للعبيدِ )
جاء عنه صلى الله عليه وسلم :
إنّ العبدَ لَيُحرمُ الرزقَ بالذنبِ يُصيبُه . ([3])
قال اللهُ سبحانه :
(فلما آسَفونا انتَقمْنا منهُم فأغرقناهُم أجمعين ، فجعلناهُم سلَفا ومَثلا للآخِرينَ )
[الزخرف:55-56]
أي أغضبونا بفعل المعاصي جهارا نهارا انتقَمنا منهم .
فما فيه الأُمة اليوم مِن ظُلم وذُل وقَهرٍ مِن قِبَل أعدائها ما هو إلاّ بسبَب ذُنوبِها ومعاصيها ،
وصدقَ اللهُ العظيمُ :
(وما أصابكم من مصيبة فبما كسبتْ أيديكُم ويَعفو عن كثير )
[الشورى:30] وأيّ عُقوبة أعظم مِن عُقوبة الذُل والهَوان
التي ضُرِبت بها هذه الأمةُ يوم عصَتِ اللهَ جل في عُلاه ؟!
ففي كُلِّ يوم تُهتَك أعراضُ المسلمين هُنا وهناك ، وتُسلَبُ أموالُهم ،
وتُسفَك دِماؤُهم، وتُدكُّ مساكِنُهم ، ويُعبَث بمُقدساتِهم ،
والأُمةُ إلاّ مارحم رَبي مشغولةٌ بكأسِ عالَمِها أو برَقصِها وغِنائِها ومُسلسَلاتِها !!
وإنْ ناشَدوا واستغاثوا فبِأَعدائِهِم ، بهيئَة الأُمَم أو بما يُسمّى بمجلس الظُلم الدولي !!
فأينَ مُناشدةُ اللهِ ؟ وأين الاستغاثةُ به ؟ وأين الانطِراحُ بين يديهِ بالتضرُّعِ والبُكاء ؟
وأين صِدقُ اللّجأِ إليهِ بالتوبة والإنابةِ والدُعاءِ ؟؟!
إذا كان المُشركون قديما يَستغيثون بالله عند الشدائدِ ويَنسونَه في الرخاءِ ، كما قال
: (فإذا ركِبوا في الفُلكِ دَعَوا اللهَ مُخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يُشركون )
[العنكبوت:65] ،
وأما أُمَّة الإسلام اليوم فلا حول ولا قُوة إلا بالله ،
سواء كانوا في شدة أو رخاءٍ يَتَوجهون إلى أعدائِهم بالمُناشدة والبكاء ،
فسامَهُم أعداؤُهُم أليمَ الذُّل والهوان والعذاب .
وأيّ عُقوبَة أعظمُ من هذه العُقوبة التي ضُرِبت بها هذه الأُمة في هذا الزمان ،
والسببُ (http://www.ataaalkhayer.com/): مَعصِيتُهم لِربِّهم جل في عُلاه .
جاء عنه صلى الله عليه وسلم : يا معشرَ قريشٍ ،
إنكم أهلُ هذا الأمر – النصرُ والتمكين – ما لم تُحدِثوا ،
فإذا غَيَّرتُم بعَثَ اللهُ إليكُم من يَلحاكُم كما يُلحَى هذا القضيبُ . ([4])
وفي رواية : إلا سلَّط عليكُم شِرار الخلقِ فقطعوكم كما يُقطع هذا القضيبُ .
وفي رواية : إلا أُذِلوا .
أصابنا اللهُ سبحانه بكل ما تَعنيه الكلمةُ من الضعف والذل والهوان والخوف والخُذلان
وصدق اللهُ سبحانه :
(وإن يخذُلكُم فمَن ذا الذي يَنصرْكُم مِن بعدِه )[آل عمران:160]
عند مَصائبِهم يُناشدون الأعداءَ ، وتركوا اللهَ العلِيَّ العزيز الجبارَ ،
فوكَلَهم إلى عدوِّهم فساموهُم سوءَ العذاب والذل والهوان .
عوقِبَت هذه الأُمّةُ بالخوف من أعدائِها أعظم مِن خوفها من رَبها سبحانه ،
والسببُ : الذنوبُ والمعاصي .
كلُّ المعاصي التي عَمِلتها الأُمم من قبلنا عمِلتها اليوم أُمةُ الإسلام إلا ما رحم اللهُ .
قال صلى الله عليه وسلم : وجُعِل الذلُّ والصَّغارُ على من خالفَ أمري . ([5])
قالوا : لا تَحِلُّ المَعصيةُ بيتَ قوم إلا أدخَلَ اللهُ إليه الذُلَّ .
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم :
يوشِك أن تتداعى عليكُم الأُممُ كما تتداعى الأكلةُ إلى قَصعتِها...
أمِن قِلّةٍ نحنُ يا رسولَ الله ؟ ...إلخ . ([6])
وجَدوا أقصى درجات الذل والخوف والهوان ، والسبب : المعاصي والذنوبُ .
ولنا عِبرةٌ فيما جرى في الأُمم قبلنا من الذل والخوف والعذابِ ،
يوم خالطوا المعاصي والآثام ، فعمَّهُم اللهُ بالعقابِ والعذابِ .
قالت زينبُ بنتُ جَحشٍ: فقلتُ يا رسولَ الله أَنهلِك وفينا الصالحون ؟
قال: نعم ، إِذا كَثُرَ الخَبَثُ . ([7])
وعلى سبيل المثال :
ما فعلَه هولاكو التَّتَري بأهل بغداد ، فقد ذكرَ ابنُ كثير في البداية والنهاية شيئا من ذلك ،
وأنا أنقُلُه لك مُختصَرا وبتصرفٍ يسير للعبرة والعظة :
يوم دخل التتارُ بغداد صادروا الأموالَ ، وهتكوا الأعراضَ ،
وسفكوا الدماءَ وأسَروا ألفَ بِكْرٍ من دار الخلافةِ ، للعبثِ بهِنّ وإذلالِهِنّ .
قتلوا خلقًا كثيرا من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال ، وقتلوا القضاةَ والعلماءَ .
اختبَأَ الناسُ في الخاناتِ والمساجدِ ،
فدخل عليهِمُ التَّترُ فذبحوهُم كالشياةِ حتى سالتِ الدماءُ من الميازيبِ ،
وأحرقوا المساجدَ ، وعمَّتِ العقوبةُ .
عادت بغدادُ بعد الأُنسِ والأمن والأمانِ ورغدِ العَيش والاجتماعِ (http://www.ataaalkhayer.com/) والحياةِ إلى حُزنٍ وخوف وجوع ومرضٍ وموت ، عمَّتِ العُقوبةُ .
تعطَّلتِ الجُمَعُ والجَماعاتُ في بغدادَ شُهورا ،
لم يُسمع فيها أذانٌ ولا إقامةٌ ولا صلاةٌ، وامتلأتِ الجُثث في الطُرُقات ،
فخرج من كانوا في المزابلِ والحُشوشِ مُختَبئين بعد خُروج التترِ ،
وإذا بريحِ جُثث الموتى تُصيبُهم فماتوا عن آخِرِهم .
في أقل من أربعين يوما قُتِل من أهل بغداد أكثر من مَليوني إنسان .
فاجتمعَ على الناس الغلاءُ والوباءُ والمرضُ والخوف والموت والبكاءُ ،
عمت العُقوبةُ ، والسببُ الرئيسي : الذنوبُ والمعاصي .
وفي زمَنِنا هذا كَثُرت بما يُسمى بالكوارث الطبيعيةِ كالزلازل والفياضاناتِ والسيولِ المُهلِكةِ ،
وما ننتَهي من بَلِية إلا وتَبِعتْها بلايا أُخرى أشد من سابِقتِها وهذا مِصداقُ ما أخبر عنه المُصطفى صلى الله عليه وسلم يوم قال :
بين يدي الساعةِ مُوتانٌ شديدٌ ، وبعدَه سنواتُ الزلازلِ . ([8])
والسؤال : ما أسبابُ كثرة ما يُسمَّى بالكوارث الطبيعية ،
إضافة إلى بَلايا الغَلاءِ والوباء والحروب والخوفِ وكثرة الفتنِ ؟
السببُ الأعظم في ذلك كُله : الذنوبُ والمعاصي ،
وصدق اللهُ
:( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبتْ أيديكُم ويَعفو عن كثير )
[الشورى:30]
والبلاءُ إذا نزل فإنه لا يَنزل غالِبا إلا في ظُلمات الليل والناسُ غافِلون آمِنون ، ودليلُ هذا ما ذَكر اللهُ سبحانه :
(أفأَمِنَ أهلُ القُرى أن يأتِيَهُم بأْسُنا بَياتاً وهُم نائِمون ،
أَوَ أَمِنَ أَهلُ القُرى أنْ يَأْتِيَهُم بَأْسُنا ضَحَى وهُم يَلعبون ،
أَفَأَمِنُوا مَكرَ اللهِ فلا يَأْمَنُ مَرَ اللهِ إِلا القومُ الخاسِرونَ )
[الأعراف:97-99]
والبلاءُ لا يَنزلُ غالبا إلا والناسُ في غَمرة الأمن والسعادة والسرورِ ،
فيُبدّلُ السعادةَ حُزنا ، والأمنَ خوفا ، والرغدَ جوعا وعطشا ، قال اللهُ سبحانه :
( فلمّا نَسُوا ما ذُكِّروا بهِ فَتَحنا عَلَيهِمْ أَبوابَ كُلِّ شَيءٍ
حتَّى إِذا فَرِحوا بِما أُوتُوا أخَذْناهُم بَغْتَةً فَإِذا هُم مُبْلِسونَ )
[الأنعام: 44]
قال المُفسرالشيخ ناصر السعدي : يُؤخَذوا على غِرّة وغَفلة وطُمأنينة ،
ليكون أشدّ لِعُقوبتِهم ، وأعظمَ لِمُصيبَتِهم . ([9])
ولنا عبرةٌ : أُصِبنا ببلايا ونكباتٍ ،
لو كانت القلوبُ تَعقلُ لكَفَتْنا بَلِيّةٌ واحِدة فكيف وهي مُجتَمِعةٌ !
في الأثَر : إذا رأيتَ العبدَ يُعطَى على مَعاصيه فإنما هو استِدراجٌ قد مُكِر به .
وفي أثَر آخرَ : إذا أرادَ اللهُ بقومٍ عذابا فتحَ عليهم الدنيا .
( فُتِح لقارون الدنيا ولكن أُخِذ في كامِل زينتِه وأمنِه وسُرورِه وغِناهُ ) .
والعذابُ إذا حَلَّ فإنه لرُبما يكونُ في يوم عيدٍ وفرَحٍ والناسُ آمِنون مُطمئِنّون فَرِحون !
بركانُ جزيرة الطّيْر في الحُدَيْدَة كان في العشر الأواخرِ من رمضان ،
أي قبل العيد بأيام يسيرة ، انفجر البركانُ من جَبل في وسط البحر ،
فاختلط نار البركان بماء البحر، ووالله ما استطاعت أقوى القُوى من القُرب من النار فضلا عن إطفائِها ،
وهذا في نار دُنيا فكيف بنار الآخِرة والتي فَضِّلت عن نار الدنيا بتسعةٍ وسِتين جُزءا !.
انهِيارُ صخرِ بَني مطر في صنعاء كان في العشر الأوائِل من ذي الحِجة ،
أيْ قبل العيد بأيام يسيرة ، انهار جُزءٌ من صخرِ جَبل على بيوتِ الناسِ ،
فمات من مات مدفونا تحت الأنقاضِ ،
وبَقِيَ من بَقِي بلا بيت ولا مأوى ولا طعام أو كِساءٍ ،
فقدوا الأولادَ والأحبابَ في طرفةِ عين ،
ولقد أتَوْا إليَّ في العِيادة بامرأةٍ فقدَتِ النُّطْقَ بسببِ أنها رأتِ الانهِيارَ أثناءَ وُقوعِه والصُّخورُ تسقُط على بيتِها وفيه أطفالُها وماتوا جميعا أمام عينِها .
سيلُ مدينة جِدَّةَ كان يوم عرفةَ أي قبل العيد بيوم ،
ارتفعَ السيلُ لعشراتِ الأمتارِ ودهَم البيوتَ وجرفَ كلَّ شيءٍ كان أمامَه ،
فصاروا مَفقودين بعد أن كانوا موجودين وباكين بعد أن كانوا ضاحِكين ،
ماتوا على فُرُشِهم ليلةَ عيدِهم قبل لُبْسِ جَديدِهم ،
وفي صباحِ العيد يَبحثون بين الأنقاضِ عن الآباءِ والأُمهات والأطفال والأحبابِ في المياهِ بين الرُّكام والدَّمار !
أمَّلوا الفرحَ والسُّرور والبقاءَ ، ولكن قُدِّر عليهِم الدَّمارُ والفناء مع البُكاء .
في طرفة عَين إذا هم يَبكون ، إذا هم مَحرومون ،
لا بيت ولا طعام ولا كساء ، وخسارات بالمِليارات . والسعيدُ من اعتَبَر بغيرِه .
كان من دُعائِه صلى الله عليه وسلم :
اللهُم إني أعوذُ بك من زوال نعمتِك ، وفُجاءَةِ نِقْمَتِك ، وجميعِ سَخطِك . ([10])
[1] السلسلة الصحيحة للألباني رقم (1372، وصحيح الجامع رقم (680) .
[2] تيسير الكريم الرحمن (ص170) نشر جمعية إحياء التراث الإسلامي .
[3] جمع العلوم والحكم (1/438) ، ومسند الإمام أحمد (5/282) .
[4] فتح الباري ابن حجر (13/116) .
[5] قال شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية في الاقتضاء 1/236-
بعد أن ساق سند هذا الحديث-:وهذا إسناد جيد.
وقال الحافظ ابن حجر- رحمه الله- في الفتح 6/98:
وله شاهد مرسل بإسناد حسن أخرجه ابن أبي شيبة
من طريق الأوزاعي عن سعيد بن جبلة عن النبي- صلى الله عليه وسلم- اهـ .
[6] معجم الطبراني الكبير (2/102) .
[7] صحيح البخاري ، باب قصة يأجوج ومأجوج (3/1220) .
[8] سنن الدارمي (1/29) ، ومسند الشاميين (1/397) .
[9] تفسير الكريم الرحمن (ص318) .
[10] قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 1291 في صحيح الجامع .
بقلم /إسماعيل بن علي المنصوري
http://sedra.info/discover/dis15/m2.gif (http://www.ataaalkhayer.com/)