المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مبدأ التوحيد فى القرآن (4)


vip_vip
02-19-2011, 12:54 PM
مبدأ التوحيد فى القرآن (4)
الجزء الرابع من القرآن العظيم (http://www.ataaalkhayer.com/)

ومبدأ التوحيد
ومع بعض آيات من سورة آل عمران
وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ - 129
فسبحان الملك القدوس الغفور الرحيم الواحد الأحد ,
وتملأ قلوبنا نورا بوحدانية الله تبارك وتعالى,
فجميع الخلق ملك له، يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء أي هو المتصرف فلا معقب لحكمه،
ولا يسئل عما يفعل وهم يسألون - واللّه غفور رحيم .
*****
ومبدأ التوحيد يجعل من المؤمن إنسانا حرا,
ذو إرادة مستقلة مصدرها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم,
صاحب منهج ورسالة , مكلف بتبليغها للعالمين.
ولذلك جاءت الآيات محذرة من إطاعة الكافرين.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ - 149
بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ - 150
سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً
وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ - 151
يحذر تعالى عباده المؤمنين عن طاعة الكافرين والمنافقين،
فإن طاعتهم تورث التردى في الدنيا والآخرة،
ولهذا قال تعالى:
إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين،
ثم أمرهم بطاعته وموالاته والاستعانة به والتوكل عليه
فقال تعالى: بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ
ثم بشرهم بأنه سيلقي في قلوب أعدائهم (http://www.ataaalkhayer.com/) الخوف منهم والذلة لهم بسبب كفرهم وشركهم مع ما ادخره لهم في الدار الآخرة من العذاب والنكال،
فقال:
سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً
وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ -
وقد ثبت في الصحيحين عن جابر بن عبد اللّه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال:
أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي:
نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً،
وأحلت لي الغنائم، وأعطيت الشفاعة،
وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة.
يحذر تعالى عباده المؤمنين عن طاعة الكافرين والمنافقين،
فإن طاعتهم تورث التردى في الدنيا والآخرة،
إن عقيدة التوحيد (http://www.ataaalkhayer.com/) تجعل من المؤمن إنسان واسع الأفق .
حيث أنه يدرك أن الله تعالى على كل شئ قدير.
ويتأمل في ملكوت السماوات والأرض , يعمل في إعمار الأرض ,
باحثا في آيات الله تعالى الكونية سواء كانت في السماء أو الأرض ,
فالمؤمن رغم تخصصه في مجال عمل معين إلا أنه يجب أن يكون موسوعي المعرفة,
وهذا ما كان عليه المؤمنون الأوائل حيث سادوا العالم عشرة قرون متوالية بتحقيقهم لمبدأ التوحيد الذي أنار قلوبهم وعقولهم.
وقد ذم اللّه تعالى من لا يعتبر بمخلوقاته الدالة على ذاته وصفاته وشرعه وقدره وآياته
فقال:
وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون -105
وما يؤمن أكثرهم باللّه إلا وهم مشركون - 106(يوسف)
ومدح عباده المؤمنين: (http://www.ataaalkhayer.com/)
الذين يذكرون اللّه قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض
ربنا ما خلقت هذا باطلا
أي ما خلقت هذا الخلق عبثاً، بل بالحق لتجزي الذين أساءوا بما عملوا،
وتجزي الذين أحسنوا بالحسنى.
ونستمع لكلام ربنا
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (189)
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ (190)
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)
رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلْ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192)
رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا
رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ (193)
رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194)
فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى
بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي
وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195)
وقد ثبت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقرأ هذه الآيات العشر من آخر آل عمران إذا قام من الليل لتهجده.
فقال البخاري رحمه اللّه، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال:
بت عند خالتي ميمونة فتحدث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مع أهله ساعة ثم رقد،
فلما كان ثلث الليل الآخر قعد فنظر إلى السماء فقال:
إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب..
الآيات، ثم قام فتوضأ واستن، ثم صلى إحدى عشرة ركعة،
ثم أذن بلال فصلى ركعتين ثم خرج فصلى بالناس الصبح.
****
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(قال موسى: يا رب، علمني شيئاً أذكرك وأدعوك به.
قال: يا موسى: قل لا إله إلا الله. قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا.
قال: يا موسى، لو أن السموات السبع وعامرهن غيري،
والأرضين السبع في كفة، ولا إله إلا الله في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله)
[رواه ابن حبان، والحاكم وصححه].
******
والى الجزء التالي إن شاء الله