المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثم دخلت سنة ثلاث وستين وثلاثمائة


حور العين
03-23-2016, 10:08 AM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ثم دخلت سنة ثلاث وستين وثلاثمائة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

فيها‏:‏
في عاشوراء عملت البدعة الشنعاء على عادة الروافض، ووقعت فتنة
عظيمة ببغداد، بين أهل السنة والرافضة، وكلا الفريقين قليل عقل
أو عديمه، بعيد عن السداد، وذلك‏:‏ أن جماعة من أهل السنة أركبوا امرأة
وسموها عائشة، وتسمى بعضهم بطلحة، وبعضهم بالزبير، وقال‏:‏ نقاتل
أصحاب علي، فقتل بسبب ذلك من الفريقين خلقٌ كثير، وعاث العيارون
في البلد فساداً، ونهبت الأموال، ثم أخذ جماعة منهم فقتلوا وصلبوا،
فسكنت الفتنة‏.‏

وفيها‏:‏
أخذ بختيار بن معز الدولة الموصل، وزوج ابنته بابن أبي تغلب
بن حمدان‏.‏

وفيها‏:‏
وقعت الفتنة بالبصرة بين الديالم والأتراك، فقويت الديلم على الترك،
بسبب أن الملك فيهم، فقتلوا خلقاً كثيراً، وحبسوا رؤوسهم، ونهبوا
كثيراً من أموالهم‏.‏

وكتب عز الدولة إلى أهله‏:‏
إني سأكتب إليكم أني قدمت، فإذا وصل إليكم الكتاب فأظهروا النوح،
واجلسوا للعزاء، فإذا جاء سبكتكين للعزاء فاقبضوا عليه فإنه
ركن الأتراك ورأسهم‏.‏

فلما جاء الكتاب إلى بغداد بذلك أظهروا النوح، وجلسوا للعزاء، ففهم
سبكتكين أن هذه مكيدة فلم يقربهم، وتحقق العدواة بينه وبين عز الدولة،
وركب من فوره في الأتراك فحاصر دار عز الدولة يومين، ثم أنزل أهله
منها ونهب ما فيها، وأحدرهم إلى دجلة وإلى واسط منفيين‏.‏

وكان قد عزم على إرسال الخليفة المطيع معهم فتوسل إليه الخليفة، فعفا
عنه، وأقره بداره، وقويت شوكة سبكتكين والأتراك ببغداد، ونهبت
الأتراك دور الديلم، وخلع سبكتكين على رؤوس العامة، لأنهم كانوا معه
على الديلم، وقويت السنة على الشيعة وأحرقوا الكرخ - لأنه محل
الرافضة - ثانياً، وظهرت السنة على يدي الأتراك، وخلع المطيع
وولي ولده على ما سنذكر إن شاء الله تعالى‏.‏