المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ممن توفي سنة ثلاث وستين ومائة


حور العين
03-26-2016, 04:27 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ممن توفي سنة ثلاث وستين ومائة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

وفيها توفي من الأعيان‏:‏

العباس بن الحسين

أبو الفضل السراجي، الوزير لعز الدولة بختيار بن معز الدولة بن بويه،
وكان من الناصرين للسنة المتعصبين لها، عكس مخدومه، فعزله وولى
محمد بن بقية البابا، كما تقدم، وحبس هذا، فقتل في محبسه في ربيع
الآخر منها، عن تسع وخمسين سنة، وكان فيه ظلم وحيف فالله أعلم‏.‏

وأبو بكر عبد العزيز بن جعفر

الفقيه الحنبلي، المعروف‏:‏ بغلام، أحد مشاهر الحنابلة الأعيان، وممن
صنف وجمع وناظر، وسمع الحديث من أبي القاسم البغوي وطبقته،
ومات وقد عدا الثمانين‏.‏

قال ابن الجوزي‏:‏ وله ‏(‏المقنع‏)‏ في مائة جزء، و ‏(‏الشافي‏)‏ في ثمانين
جزء، و‏(‏زاد المسافر‏)‏، و‏(‏الخلاف مع الشافعي‏)‏، و‏(‏كتاب القولين‏)‏،
و‏(‏مختصر السنة‏)‏، وغير ذلك في التفسير والأصول‏.‏

علي بن محمد

أبو الفتح البستي، الشاعر المشهور، له ديوان جيد قوي، وله
في المطابقة والمجانسة اليد الطولى، ومبتكرات أولى‏.‏

وقد ذكر ابن الجوزي له في ‏(‏منتظمه‏)‏‏:‏ من ذلك قطعة كبيرة مرتبة
على حروف المعجم، من ذلك قوله‏:‏

إذا قنعت بميسور من القوت * بقيت في الناس حراً غير ممقوت
يا قوت يومي إذا مادر خلفك لي * فلست آسي على در وياقوت

وقوله‏:‏

يا أيها السائل عن مذهبي * ليقتدي فيه بمنهاجي
منهاجي الحق وقمع الهوى * فهل لمنهاجي من هاجي

وقوله‏:‏

أفد طبعك المكدود بالجد راحة * تجم وعلله بشيء من المزح
ولكن إذا أعطيت ذلك فليكن * بمقدار ما تعطي الطعام من الملح

أبو فراس بن حمدان الشاعر
له ديوان مشهور‏.‏

استنابه أخوه سيف الدولة على حران ومنبج، فقاتل مرة الروم فأسروه ثم
استنقذه سيف الدولة، واتفق موته في هذه السنة عن ثمان وأربعين سنة،
وله شعر رائق ومعاني حسنة‏.‏

وقد رثاه أخوه سيف الدولة فقال‏:‏

المرء رهن مصائب لا تنقضي * حتى يوارى جسمه في رمسه
فمؤجل يلقى الردى في أهله * ومعجل يلقى الأذى في نفسه

فلما قالهما كان عنده رجل من العرب فقال‏:‏ قل في معناهما،
فقال الأعرابي‏:‏

من يتمنى العمر فليتخذ * صبراً على فقد أحبابه
ومن يعمر يلق في نفسه * ما يتمناه لأعدائه

كذا ذكر ابن الساعي هذين البيتين من شعر سيف الدولة في أخيه
أبي فراس‏.‏

وذكرها ابن الجوزي‏:‏ من شعر أبي فراس نفسه، وأن الأعرابي
أجازهما بالبيتين المذكورين بعدهما‏.‏

ومن شعر أبي فراس‏:‏

سيفقدني قومي إذا جد جدهم * وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
ولو سد غيري ما سددت اكتفوا * به وما فعل النسر الرفيق مع الصقر

وقوله من قصيدة‏:‏

إلى الله أشكو إننا بمنازل * تحكم في آسادهن كلاب
فليتك تحلو والحياة مريرة * وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر * وبيني وبين العالمين خراب