المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ممن توفي سنة خمس وستين وثلاثمائة


حور العين
03-31-2016, 02:00 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ممن توفي سنة خمس وستين وثلاثمائة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

‏ وممن توفي فيها من الأعيان‏:‏
أحمد بن جعفر بن محمد بن مسلم

أبو بكر الختلي، له مسند كبير، روى عن عبد الله بن أحمد بن حنبل،

وأبي محمد الكجي، وخلق، وروى عنه الدارقطني وغيره، وكان ثقة، وقد

قارب التسعين‏.‏

ثابت بن سنان بن ثابت بن قرة الصابي

المؤرخ فيما ذكره ابن الأثير في ‏(‏الكامل‏)‏‏.‏

الحسين بن محمد بن أحمد

أبو علي الماسرجسي الحافظ، رحل وسمع الكثير وصنف ‏(‏مسنداً‏)‏ في ألف

وثلاثمائة جزء بطرقه وعلله، وله ‏(‏المغازي والقبائل‏)‏، وخرَّج على

الصحيح وغيره‏.‏

قال ابن الجوزي‏:‏ وفي بيته وسلفه تسعة عشر محدثاً‏.‏

توفي في رجب منها‏.‏

أبو أحمد بن عدي الحافظ

أبو عبد الله بن محمد بن أبي أحمد الجرجاني - أبو أحمد بن عدي –

الحافظ الكبير المفيد الإمام العالم، الجوال النقال الرحال، له كتاب

‏(‏الكامل في الجرح والتعديل‏)‏ لم يسبق إلى مثله، ولم يلحق في شكله‏.‏

قال حمزة عن الدارقطني‏:‏ فيه كفاية لا يزاد عليه‏.‏

ولد أبو أحمد ابن عدي في سنة سبع وسبعين ومائتين، وهي السنة التي

توفي فيها أبو حاتم الرازي، وتوفي ابن عدي في جمادى الآخرة

من هذه السنة‏.‏

المعز الفاطمي

باني القاهرة، معد بن إسماعيل بن سعيد بن عبد الله أبو تميم المدعي أنه

فاطمي، صاحب الديار المصرية، وهو أول من ملكها من الفاطميين، وكان

أول ملكاً ببلاد إفريقية وما والاها من بلاد المغرب‏.‏

فلما كان في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة بعث بين يديه جوهراً القائد

فأخذ له بلاد مصر من كافور الأخشيدي بعد حروب تقدم ذكرها، واستقرت

أيدي الفاطميين عليها، فبنى بها القاهرة، وبنى منزل الملك، وهما

القصران، ثم أقام جوهر الخطبة للمعز الفاطمي في سنة ثنتين وستين

وثلاثمائة، ثم قدم المعز بعد ذلك ومعه جحافل من الجيوش، وأمراء

من المغاربة والأكابر

وحين نزل الإسكندرية تلقاه وجوه الناس، فخطبهم بها خطبة بليغة ادعى

فيها‏:‏ أنه ينصف المظلوم من الظالم، وافتخر فيها بنسبه، وأن الله قد رحم

الأمة بهم، وهو مع ذلك متلبس بالرفض ظاهراً وباطناً‏.‏

كما قاله القاضي الباقلاني‏:‏ إن مذهبهم الكفر المحض، واعتقادهم الرفض،

وكذلك أهل دولته ومن أطاعه ونصره ووالاه، قبحهم الله وإياه‏.‏

وقد أحضر إلى بين يديه الزاهد العابد الورع الناسك التقي أبو بكر

النابلسي، فقال له المعز‏:‏ بلغني عنك أنك قلت‏:‏ لو أن معي عشرة أسهم

لرميت الروم بتسعة، ورميت المصريين بسهم‏.‏

فقال‏:‏ ما قلت هذا، فظن أنه رجع عن قوله‏.‏

فقال‏:‏ كيف قلت‏؟‏

قال‏:‏ قلت‏:‏ ينبغي أن نرميكم بتسعة ثم نرميهم بالعاشر‏.‏

وقال‏:‏ ولِمَ‏؟‏

قال‏:‏ لأنكم غيرتم دين الأمة، وقتلتم الصالحين، وأطفأتم نور الإلهية،

وادعيتم ما ليس لكم، فأمر بإشهاره في أول يوم، ثم ضرب في اليوم

الثاني بالسياط ضرباً شديداً مبرحاً، ثم أمر بسلخه في اليوم الثالث، فجيء

بيهودي فجعل يسلخه وهو يقرأ القرآن، قال اليهودي‏:‏ فأخذتني رقة عليه،

فلما بلغت تلقاء قلبه طعنته بالسكين فمات رحمه الله‏.‏

فكان يقال له‏:‏ الشهيد، وإليه ينسب بنو الشهيد من أهل نابلس إلى اليوم،

ولم تزل فيهم بقايا خير‏.‏

وقد كان المعز قبحه الله فيه شهامة، وقوة حزم وشدة عزم، وله سياسة،

وكان يظهر أنه يعدل وينصر الحق، ولكنه كان مع ذلك منجماً، يعتمد على

حركات النجوم‏.‏

قال له منجمه‏:‏ إن عليك قطعاً - أي‏:‏ خوفاً - في هذه السنة فتوار عن وجه

الأرض حتى تنقضي هذه المدة، فعمل له سرداباً، وأحضر الأمراء

وأوصاهم بولده نزار، ولقبه العزيز، وفوض إليه الأمر، حتى يعود إليهم‏.‏

فبايعوه على ذلك، ودخل المعز ذلك السرداب، فتوارى فيه سنة، فكانت

المغاربة إذا رأوا سحاباً ترجل الفارس منهم له عن فرسه، وأومأ إليه

بالسلام، ظانين أن المعز في ذلك الغمام،

‏{ ‏فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ }

‏[‏الزخرف‏:‏ 54‏]‏‏.‏

ثم برز إليهم بعد سنة، وجلس في مقام الملك، وحكم على عادته أياماً، ولم

تطل مدته بل عاجله القضاء المحتوم، ونال رزقه المقسوم، فكانت وفاته

في هذه السنة‏.‏

وكانت أيامه في الملك قبل أن يملك مصر وبعد ما ملكها ثلاثاً وعشرين

سنة وخمسة أشهر وعشرة أيام، منها بمصر سنتان وتسعة أشهر،

والباقي ببلاد المغرب، وجملة عمره كلها خمسة وأربعون سنة وستة

أشهر، لأنه ولد بإفريقية في عاشر رمضان سنة تسع عشرة وثلاثمائة،

وكانت وفاته بمصر في اليوم السابع عشر من ربيع الآخر سنة

خمس وستين وثلاثمائة، وهي هذه السنة‏.‏.‏ ‏