المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سائلوا التاريخ عنا .. كيف كنـا ، يوم كنا


حور العين
03-31-2016, 02:16 PM
من:الأخ / أديب سعيد
سائلوا التاريخ عنا .. كيف كنـا ، يوم كنا

من كتاب قصص من التاريخ
علي الطنطاوي

في بيت المقدس ! أحد سكان بيت المقدس من أهل الذمة
يروي لذويه ما حدث عند دخول المسلمين بيت المقدس
بقيادة صلاح الدين

وجاء شاهد عيان
يصف ما رأى وما سمع في المسجد ، قال :

ودخلت فلم يمنعني أحد ولم يسألني أحد من أنا ،
فاختلطت بالمسلمين ، فإذا هم جميعاً يجلسون على الأرض ،
لا تتفاوت مقاعدهم و لايمتاز أميرهم عن واحد منهم ،
قد خشعت جوارحهم وسكنت حركاتهم وخضعوا لله

فعجبت من هؤلاء الذين كانوا جنّ المعارك وشياطين يوم القتال ،
كيف استحالوا هناك رهباناً خشّعاً .

ورأيت الخطيب قد صعد المنبر خطب خطبة ،
لو أنها ألقيت على رمال البيد لتحركت وانقلبت فرساناً
ومضت حتى تفتح الأرض ،
ولو سمعتها الصخور الصم لأنبثقت فيها الحياة
ومشت فيها الروح .

ووجدت هؤلاء الناس لا يُغلَبون أبداً ما داموا مسلمين
ولو اجتمعت عليهم دول الدنيا ،
لأن قوى الإيمان أقوى في نفوسهم من كل قوة ؛
إنه لا يخيفهم شئ لأن الناس إنما يخوّفون بالموت ،
وهؤلاء قوم يحبون الموت ويريدون أن يموتوا .

كلا ؛ لا يطمع قومنا بهذه الديار أبداً ، أنا أقول لكم ،
و أنا قد عرفت القوم وتكلمت بلسانهم وخالطتهم
ووقفت على ديانتهم وسلائقهم
كلا إنه لا أمل لنا فيها .

لقد أنزلوا الصليب اليوم بعدما لبث مئة سنة فلن يعود ،
لن يعلو هذه القبة إلا شعار محمد ،فلا نصرانية ،و لا يهودية .

إن كل بقعة في هذه الديار تنقلب إذا اشتد الأمر وجد الجد حطين ،
وكل وليد فيهم يصير صلاح الدين ، فلا يريق قومنا دماءهم هدراً
ولا يزهقوا أرواحهم في غير طائل

سائلوا التاريخ عنا كيف كنـا ، يوم كنا .
يوم نقلب صفحات ماضينا المجيد،
نتحسر ونحن ننظر إلى واقعنا .

بين ، يوم كنا ، واليوم صرنا ،
البون شاسع ، والخرق واسع .

مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيهِ ... ما لجُرْحٍ بمَيّتٍ إيلامُ .
يوم كنا نطبق ،

{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا }

كنا .

يوم فصلنا الدين عن الحياة ، صرنا ،
إلى أحزاب وجماعات , تفرقنا ،
و

{ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }

يوم كنا ، نطبق

{ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ...}

أمة تهابها كل الأمم .

يوم كنا ، دخل عقبة بن نافع رحمة الله ،
بفرسه المحيط الأطلسي وقال :

[ اللهم لو كنت أعلم أن وراء هذا البحر أرضا لخضته إليها ].

* يوم كنا واليوم صرنا
غثاءً كغثاء السيل ، يدبر أمرها بليل ، لا قوة لها ولا حيل .

* وَيُقْضى َ الأمْرُ حينَ تَغيبُ تَيْمٌ , وَلا يُسْتَأمَرُونَ وَهُمْ شُهُودُ
هزيمة نفسية، مجدنا الخبيث واقتفيناة ، وهجونا الطيب وهجرناه .

* أمتي كم صنم مجدتـه , لم يكن يحمل طهر الصنم .
صرنا نطارد قرارات "هيئتهم الأممية " المجحفة ،
بإيجاد أرض للمشردين ، ورغيف للجوعانين ، من أبناء امتنا

* لا يلام الذئب في عدوانه , إن يك الراعي عدو الغنم

وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ