المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نسيان الحب هل هو ممكن ؟ الجزء الأول - 02


حور العين
04-01-2016, 12:36 PM
من: الأخت / غـــرام الغـــرام
نسيان الحب هل هو ممكن ؟
الجزء الأول - 02

عندما تتعرض علاقة الحب بين الرجل والمرأة لانتكاسة ،
يجد البعض صعوبة في نسيان الحبيب ،

ولسان حاله يقول :

كيف أنسى الذكريات الجميلة والأحلام المشتركة ؟

فهل صحيح
أن من الصعب محو شريط ذكريات العلاقات العاطفية ؟

لأسباب خارجة عن السيطرة ، أو عن قرار شخصي ،
قد تتوقف علاقة حب بين شخصين في منتصف الطريق
ولا تُكلّل بالزواج ، لتبقى المشاعر حبيسة داخل كل منهما ،
مثل هاجس يطاردهما أو ندب يخلق في النفس إحساساً مستمراً بالشجن .

هكذا ، تبقى الذاكرة تموج بكثير من المواقف التي لا تنسى .
وغالباً ما يتعذب الشخص ، وتتجسد معاناته في كلمات على شاكلة :
النسيان صعب ،
أو أنا مؤكَّدة مريض ،
أو الذي يُحب عمره ما يكره ... وما إلى ذلك.

لكن ، وعلى الرغم من كل هذه الكلمات،
فإنّ المحب يجد نفسه غير قادر على نسيان الأماكن والذكريات،
وغير قادر على محو رقم هاتف المحبوب،
أو التخلص من الأشياء التي تربطه به.
وربّما يظل على هذه الحال سنوات وسنوات.

فهل هذه الحالة مَرضية؟
أم أنّ النسيان ممكن؟

وهل تختلف درجة تأثر المرأة
عن تأثر الرجل في حال تأزُّم العلاقة وفشلها؟

معاناة أبدية :

قصة حب عمرها 7 سنوات عاشها ( م )
إعلامي، متزوج ولديه 3 أطفال ،
لكن، على الرغم من مرور 14 عاماً على انتهاء هذه القصة
ومن زواجه بفتاة غير التي أحبها، إلا أنّه لا يزال يعاني
وغير قادر على النسيان.

اختار ( م ) أن يسترجع ذكريات قصة حبه،
مؤكداً عدم مقدرته على النسيان،
على الرغم من مرور كل هذه السنوات.

فكان أن تدفقت كلماته التي تعكس مدى معاناته،

وأخذ يتذكر :

صادف أن يكون يوم التقائيا الأوّل عام 1992 يوم عيد ميلادها.
وعلى الرغم من مرور السنوات، مازلت أتذكر الأماكن التي جلسنا فيها،
الطرق مررنا بها، كل لحظة وكل همسة وكل حركة

يضيف:

في الحقيقة، إن تاريخ ميلادها هو الرقم السري الذي أستخدمه
في تعاملاتي البنكية، فهي، بكل تفاصيلها، لاتزال تعيش معي حتي الآن .

يتابع :

مرت14 عاماً على انتهاء العلاقة، تزوجت وأنجبت،
ولكن النسيان صعب .
صحيح أن درجة تأثري بالذكريات تراجعت عن السنوات الأولى
ولكنها لم تنته .

كنت أعيش حالة مرضية، لم أترك صديقاً إلا وحكيت له معاناتي،
وكانت حالتي النفسية متدهورة، حيث أعدت لها كل ما يذكرني بها،
ألغيت رقم هاتفها، لم يعد لديّ ما يربطني بها،
ولكن المشكلة أنها موجودة في داخلي،
وعلى الرغم من أنني عشت أكثر من قصة حب بعدها وتزوجت،
إلا أنني لم أقدر على نسيانها .

تصغير المشكلة :

في سياق متّصل، يبدو أن معاناة (ع )
استشاري أنظمة كمبيوتر، متزوج
مع النسيان لم تنته إلا بنصيحة أحد أصدقائه،

التي قال فيها :

الكون مليء بالنجوم والكواكب وبملايين الناس،
وأنت نقطة في هذا الكون، فتعامل مع مشكلتك بالطريقة نفسها،
حاول تصغير حجم المشكلة وستنسى بمرور الأيام .

يصف ( ع ) تجربته بأنّها
كانت عبارة عن قصة حب رائعة. ويقول :

عشنا 4 سنوات مليئة بالذكريات الجميلة، لكن عوامل خارجة عن إرادتنا،
حالت دون ارتباطنا , تزوجت بعد فترة قصيرة من انتهاء العلاقة،
عانيت بعضاً من الوقت، وكان الفضل لصديقي الذي نصحني
بتصغير المشكلة، ويوماً بعد يوم تعايشت مع حياتي الجديدة
ونسيت ما كان .

الصبر :

أيضاً، تتشابه قصة ( أ )
استشاري نُظم المعلومات، متزوج
مع الحب والنسيان مع قصة صديقه (ع).

ويقول :

في الحقيقة إن من أحببتها هي التي تزوجتها، ولكن بعد طول عناء،
إذ وقعت في البداية مشاكل، حالت دون ارتباطنا،
فابتعدنا بعضاً من الوقت، وحاولت النسيان ولكنني لم أستطع

يضيف :

كنت أشعر بأن كل شيء يُذكرني بها، الأغاني التي كنا نسمعها معاً،
الأفلام التي تحبها أو التي تصادف وجودنا معاً أثناء عرضها،
كل الأماكن التي كنا نقصدها معاً،
واستمرت المعاناة حتى انفرج الغَمّ وتزوجنا،
وها نحن نعيش معاً الآن أحلى أيامنا .

فشل :

بعد فشل قصة الحب التي عاشها، يعترف ( م )
موظف استقبال، عازب
بأنّه عانَى كثيراً لينسى، لكنه عجز عن النسيان.
ويقول :

عام ونصف العام، هو عمر قصة الحب التي عشتها

لافتاً إلى أن

ضعف شخصية الفتاة التي أحببتها،
كان السبب في عدم استكمال العلاقة .

يضيف :

مرت 4 سنوات ولاتزال تعيش معي بكل تفاصيلها،
لقد كانت حُبّي الأوّل , حاولت أن أعيش قصة أخرى لكي أنساها
ولكنني فشلت، لم أجد الشخصية التي تشبهها .

ويشير ( م ) إلى أنّ

المفاجأة السعيدة حصلت مؤخراً، عندما التقيتها بالصدفة،
فهي تعيش في باريس وأتت بغرض السياحة،
ويا لها من مفاجأة فتحت مجدداً أبواب الذكريات .

الثانية تُنسيك الأولى :

لا صعوبة لدى الشاب ( م )
موظف، عازب
في أن ينسى علاقة انتهت. فهو من أنصار الحكمة القائلة :

" داوِها بالتي كانت هي الداء " .

يقول ( م ) في هذا السياق :

لا توجد صعوبة في نسيان الحب، فعندما تفشل علاقة،
عليك أن تبدأ علاقة أخرى لكي تنسي العلاقة الأولى .
فلا أفهم لماذا يصعب ذلك على الناس،
فالمسألة من وجهة نظري لا تحتمل كل تلك المعاناة
التي يتحدثون عنها .

ما أسهل النسيان :

بدورها، لا ترى ( ن )
تعمل في مجال التسويق ،
أي صعوبة في نسيان الحب.

وتتحدث عن تجربتها الشخصية في هذا الخصوص، وتقول :

صحيح أنّ الحب الأوّل من الصعب نسيانه بسهولة