حور العين
04-05-2016, 02:27 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
مقتل عز الدين بختيار
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله
لما دخل عضد الدولة بغداد وتسلمها، خرج منها بختيار ذليلاً طريداً في فلٍّ
من الناس، و من عزمه أن يذهب إلى الشام فيأخذها، وكان عضد الدولة
قد حلفه أن لا يتعرض لأبي تغلب لمودة كانت بينهما ومراسلات،
فحلف له على ذلك.
وحين خرج من بغداد كان معه حمدان بن ناصر الدولة بن حمدان، فحسن
لعز الدولة أخذ بلاد الموصل من أبي تغلب، لأنها أطيب، وأكثر مالاً من
الشام وأقرب إليه، وكان عز الدولة ضعيف العقل قليل الدين، فلما بلغ ذلك
أبا تغلب أرسل إلى عز الدولة يقول له: لئن أرسلت إلى ابن أخي حمدان
بن ناصر الدولة أغنيتك بنفسي وجيشي حتى آخذ لك ملك بغداد من عضد
الدولة، وأردك إليها.
فعند ذلك أمسك حمدان وأرسله إلى عمه أبي تغلب،
فسجنه في بعض القلاع.
وبلغ ذلك عضد الدولة، وأنهما قد اتفقا على حربه فركب إليهما بجيشه،
وأراد إخراج الخليفة الطائع معه، فأعفاه فذهب إليهما، فالتقى معهما
فكسرهما وهزمهما، وأخذ عز الدولة أسيراً وقتله من فوره، وأخذ
الموصل ومعاملتها، وكان قد حمل معه ميرة كثيرة، وشرد أبا تغلب
في البلاد، وبعث وراءه السرايا في كل وجه، وأقام بالموصل إلى
أواخر سنة ثمان وستين.
وفتح ميافارقين وآمد وغيرهما من بلاد بكر وربيعة، وتسلم بلاد مضر من
أيدي نواب أبي تغلب، وأخذ منهم الرحبة، ورد بقيتها على صاحب حلب
سعد الدولة بن سيف الدولة، وتسلط على سعد الدولة.
وحين رجع من الموصل استناب عليها أبا الوفا، وعاد إلى بغداد فتلقاه
الخليفة ورؤوس الناس إلى ظاهر البلد، وكان يوماً مشهوداً.
ومما وقع من الحوادث في سنة سبع وستين وثلاثمائة:
الوقعة التي كانت بين العزيز بن المعز الفاطمي وبين ألفتكين غلام معز
الدولة، صاحب دمشق، فهزمه وأسره وأخذه معه إلى الديار المصرية،
مكرماً معظماً كما تقدم، وتسلم العزيز دمشق وأعمالها، وقد تقدم بسط
ذلك في سنة أربع وستين.
وفيها:
خلع على القاضي عبد الجبار بن أحمد المعتزلي بقضاء قضاة الري وما
تحت حكم مؤيد الدولة بن ركن الدولة، وله مصنفات حسنة منها:
(دلائل النبوة)، و(عمد الأدلة) وغيرها.
وحج بالناس فيها:
نائب المصريين وهو الأمير باديس بن زيري، أخو يوسف بن بلكين.
ولما دخل مكة اجتمع إليه اللصوص، وسألوا منه أن يُضمِّنهم الموسم
هذا العام بما شاء من الأموال.
فأظهر لهم الإجابة إلى ما سألوا وقال لهم: اجتمعوا كلكم حتى أضمنكم
كلكم، فاجتمع عنده بضع وثلاثون حرامياً.
فقال: هل بقي منكم أحد؟
فحلفوا له إنه لم يبق منهم أحد، فأخذ عند ذلك بالقبض عليهم وبقطع
أيديهم كلهم، ونعمّا ما فعل.
وكانت الخطبة في الحجاز للفاطميين دون العباسيين.
مقتل عز الدين بختيار
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله
لما دخل عضد الدولة بغداد وتسلمها، خرج منها بختيار ذليلاً طريداً في فلٍّ
من الناس، و من عزمه أن يذهب إلى الشام فيأخذها، وكان عضد الدولة
قد حلفه أن لا يتعرض لأبي تغلب لمودة كانت بينهما ومراسلات،
فحلف له على ذلك.
وحين خرج من بغداد كان معه حمدان بن ناصر الدولة بن حمدان، فحسن
لعز الدولة أخذ بلاد الموصل من أبي تغلب، لأنها أطيب، وأكثر مالاً من
الشام وأقرب إليه، وكان عز الدولة ضعيف العقل قليل الدين، فلما بلغ ذلك
أبا تغلب أرسل إلى عز الدولة يقول له: لئن أرسلت إلى ابن أخي حمدان
بن ناصر الدولة أغنيتك بنفسي وجيشي حتى آخذ لك ملك بغداد من عضد
الدولة، وأردك إليها.
فعند ذلك أمسك حمدان وأرسله إلى عمه أبي تغلب،
فسجنه في بعض القلاع.
وبلغ ذلك عضد الدولة، وأنهما قد اتفقا على حربه فركب إليهما بجيشه،
وأراد إخراج الخليفة الطائع معه، فأعفاه فذهب إليهما، فالتقى معهما
فكسرهما وهزمهما، وأخذ عز الدولة أسيراً وقتله من فوره، وأخذ
الموصل ومعاملتها، وكان قد حمل معه ميرة كثيرة، وشرد أبا تغلب
في البلاد، وبعث وراءه السرايا في كل وجه، وأقام بالموصل إلى
أواخر سنة ثمان وستين.
وفتح ميافارقين وآمد وغيرهما من بلاد بكر وربيعة، وتسلم بلاد مضر من
أيدي نواب أبي تغلب، وأخذ منهم الرحبة، ورد بقيتها على صاحب حلب
سعد الدولة بن سيف الدولة، وتسلط على سعد الدولة.
وحين رجع من الموصل استناب عليها أبا الوفا، وعاد إلى بغداد فتلقاه
الخليفة ورؤوس الناس إلى ظاهر البلد، وكان يوماً مشهوداً.
ومما وقع من الحوادث في سنة سبع وستين وثلاثمائة:
الوقعة التي كانت بين العزيز بن المعز الفاطمي وبين ألفتكين غلام معز
الدولة، صاحب دمشق، فهزمه وأسره وأخذه معه إلى الديار المصرية،
مكرماً معظماً كما تقدم، وتسلم العزيز دمشق وأعمالها، وقد تقدم بسط
ذلك في سنة أربع وستين.
وفيها:
خلع على القاضي عبد الجبار بن أحمد المعتزلي بقضاء قضاة الري وما
تحت حكم مؤيد الدولة بن ركن الدولة، وله مصنفات حسنة منها:
(دلائل النبوة)، و(عمد الأدلة) وغيرها.
وحج بالناس فيها:
نائب المصريين وهو الأمير باديس بن زيري، أخو يوسف بن بلكين.
ولما دخل مكة اجتمع إليه اللصوص، وسألوا منه أن يُضمِّنهم الموسم
هذا العام بما شاء من الأموال.
فأظهر لهم الإجابة إلى ما سألوا وقال لهم: اجتمعوا كلكم حتى أضمنكم
كلكم، فاجتمع عنده بضع وثلاثون حرامياً.
فقال: هل بقي منكم أحد؟
فحلفوا له إنه لم يبق منهم أحد، فأخذ عند ذلك بالقبض عليهم وبقطع
أيديهم كلهم، ونعمّا ما فعل.
وكانت الخطبة في الحجاز للفاطميين دون العباسيين.